عناصر من القوات العراقية قرب الموصل (أ ف ب)
عناصر من القوات العراقية قرب الموصل (أ ف ب)
الثلاثاء 25 أكتوبر 2016 / 08:57

داعش يكثف هجماته واستهداف لمواقع التنظيم داخل الموصل

وسع تنظيم داعش نطاق هجماته الإثنين ضد قوات الجيش العراقي والقوات الكردية، لتخفيف الضغط على مقاتليه الذين يواجهون هجوماً في الموصل آخر معقل حضري كبير للتنظيم في العراق.

التنظيم الإرهابي يستدعي عناصره من الرقة

واستعيدت السيطرة على نحو 80 قرية وبلدة كانت في قبضة التنظيم في الأسبوع الأول من الهجوم، الأمر الذي قرب القوات العراقية والكردية من مشارف المدينة ذاتها حيث ستكون المعركة هي الأعنف.

وأعلنت القوات العراقية بدء استهداف مواقع داعش داخل الموصل، بعد طرده من القرى المحيطة بها، مؤكدة أنها على بعد كيلومترات قليلة من المدينة المحاصرة، إلا من الغرب المفتوح على سوريا، بدء قصف مواقع داعش داخل المدينة.

إغاثة إنسانية
وتكون حملة الموصل التي تهدف لسحق الشطر العراقي التنظيم، أكبر معركة حتى الآن في 13 عاماً من الاضطرابات التي بدأت بالغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003، وقد تتطلب عملية إغاثة إنسانية هائلة.

ووفقاً للأمم المتحدة، فلا يزال نحو 1.5 مليون شخص في المدينة، وتشير أسوأ التصورات إلى أن ما يصل إلى مليون منهم قد يضطرون للنزوح، وتقول وكالات الإغاثة التابعة للمنظمة الدولية إن المعارك أجبرت نحو 7400 على النزوح عن ديارهم حتى الآن.

هجمات مضادة
وفي سلسلة من الهجمات المضادة على أهداف بعيدة في أجزاء مختلفة من البلاد منذ يوم الجمعة، هاجم متشددو داعش مدينة كركوك المنتجة للنفط شمال العراق، وبلدة الرطبة التي تتحكم في الطريق من بغداد إلى الأردن وسوريا، بالإضافة إلى سنجار وهي منطقة غربي الموصل تسكنها الأقلية الإيزيدية.

وقال قائمقام قضاء سنجار محما خليل إن هجوم سنجار كان الأعنف في المنطقة في العام الأخير.

وذكر أن 15 متشدداً قتلوا في المعركة التي استمرت ساعتين، وأن عدداً من مركباتهم دمرت، بينما سقط مصابان في صفوف قوات البشمركة الكردية.

وقال تنظيم داعش إنه جرى تدمير مركبتين للبشمركة وقتل كل من كانوا على متنهما.

تدخل إقليمي
ويبلغ حجم القوات العراقية التي تهاجم الموصل 30 ألف فرد تساندها قوات خاصة أمريكية تحت غطاء جوي من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، ويقدر الجيش العراقي أن عدد المتشددين الذين يتحصنون بالمدينة يتراوح بين 5 و6 آلاف فرد.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكابتن جيف ديفيز، إن قوات الأمن العراقية وقوات البشمركة تحرز "تقدماً قوياً" في تقدمها صوب الموصل لكنها تواجه مقاومة شرسة.

وقال العميد الركن فالح فاضل جاسم إن داعش استخدم عبوات ناسفة محلية الصنع وقناصة في المناطق التي تم استعادته، مثلما فعلت في الكثير من المعارك السابقة.

وأضاف أن المسلحين حفروا شبكة من الأنفاق بطول 10 كلم سفل‭‭ ‬‬برطلة، حيث خزنوا الطعام والأسلحة لعرقلة الجيش، وتابع: "حاولوا عمل خطوط دفاعية حصينة لكنهم لم يستطيعوا".

وقال المكتب الصحفي التابع للجيش إن ما إجماليه 78 قرية وبلدة استعيدت في الفترة بين 17 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما بدأت عملية الموصل ومساء أمس الأحد، وإن أكثر من 770 من مقاتلي داعش قتلوا.

طلب المقاتلين
ذكر مصدر عسكري فرنسي، أن مئات من مقاتلي داعش غادروا سوريا بهدف تعزيز معقلهم في شمال العراق، وأضاف المصدر "في الأسابيع الأخيرة شاهدنا تحركات من سوريا إلى الموصل".

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البنتاغون ديفيز إن داعش تستقدم مزيداً من التعزيزات من الخارج.

ويحاول الجيش التقدم من الجنوب والشرق بينما تسيطر قوات البشمركة الكردية على جبهات في الشرق والشمال.

دخول بعشيقة
إلى ذلك، قال ضباط من قوات البشمركة إنهم سيدخلون بعشيقة بعد رفع الألغام والمتفجرات من محيطها بواسطة الفرق الهندسية.

وفي جنوب المدينة، سيطرت الفرقة المدرعة التاسعة على الطريق الرابط بين الموصل وأربيل شمال الحمدانية ومناطق أخرى، حسب الناطق باسم العمليات المشتركة.

كما استعادت قوات من الشرطة الاتحادية ترافقها الفرقة الخامسة عشر مشاة مناطق قريبة من حمام العليل ورفعت أخرى المتفجرات في محيط الشورة، تمهيداً لاقتحامها.

أما شمال الموصل، فتشهد منطقة تلكيف القريبة من سد الموصل حصاراً محكماً من قبل قوات الجيش والبشمركة مع مجموعات من الحشد العشائري، تمهيداً لاقتحامها.