الثلاثاء 25 أكتوبر 2016 / 14:12

"الأمن الخارجي" في داعش في أيدي جندي فرنسي سابق

كشف مايكل ويس، محرر بارز في موقع ديلي بيست الإخباري، ومشارك في تأليف كتاب" داعش: داخل جيش الإرهاب"، تفاصيل جديدة عن أبو سليمان الفرنسي، زعيم قسم "الأمن الخارجي" لدى داعش، وطبيعة العمل داخل التنظيم الإرهابي.

حميش مغربي، ولد في الرباط في عام 1989، ولكن يجوز وصفه بأنه فرنسي الثقافة، كما توحي كنيته "الفرنسي"، أو اسمه الحركي

يشير ويس إلى نشأة عبد الله حميش الذي استطاعت الاستخبارات الفرنسية والأمريكية الكشف عن هويته الغامضة، بصفته الرجل المتهم بكونه المحرك الرئيسي للهجمات الدموية التي طالت بروكسل وباريس في العام الماضي، وأخطر أوروبي يعمل مع داعش.

تجميع خيوط
وبحسب الكاتب، جمعت خيوط عن شخصية وأصل أبو سليمان الفرنسي من خلال مخبرين متواجدين داخل الجهاز الأمني لداعش الذي يقال إن الفرنسي يرأسه، فضلاً عن شهادات منشقين عن التنظيم.

والرجل ليس فرنسياً تحول إلى الإسلام، كما أشار تقرير سابق صدر عن جهة فرنسية، وهو افتراض استند إلى بشرته البيضاء. إن حميش مغربي، ولد في الرباط في عام 1989، ولكن يجوز وصفه بأنه فرنسي الثقافة، كما توحي كنيته "الفرنسي"، أو اسمه الحركي.

احتراف الإجرام
ويشير ويس إلى أن الفرنسي أمضى معظم أيامه وتعليمه في لونيل، بلدة جنوب فرنسا لا يتعدى عدد سكانها 26,000 نسمة، والتي خرج منها أكثر من عشرين مقاتلاً أجنبياً واتجهوا نحو ساحة المعارك السورية. كما لم يتردد الفرنسي يوماً على صالات رياضية أو مراكز خاصة باللياقة الصحية، بل عمل في تجارة المخدرات، واحترف الإجرام فعلياً قبل تحوله إلى جهادي.

جندي سابق
وبرأي الكاتب، أكثر ما يزعج السلطات الفرنسية هو أن مسؤول التجسس في داعش، وعمره 26، كان جندياً في الجيش الفرنسي. وبحسب تقارير صحفية فرنسية صدرت بعد الكشف عن هوية حميش، أنه التحق بالفيلق الخارجي، في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 ( وربما صدفة قبل سبع سنوات على تنفيذ المذبحة الباريسية التي رسم خطتها".

وخلال مدة خدمته العسكرية، يقال أنه تميز بالقتال في أفغانستان، وحاز لاحقاً على صفة "المغوار" وربما منح لاحقاً وساماً وطنياً، وتكريماً من الناتو لخدمته العسكرية. وأمضى أبو سليمان الفرنسي في أفغانستان ستة أشهر في منطقة سوروبي القاحلة، حيث قتِل، قبل ستة أشهر من تجنيده، عشرة جنود فرنسيين في كمين واحد، ما سبب فضيحة لبلده.

العالم الفرنسي وراية داعش
ويعد حميش الجندي الفرنسي الوحيد الذي استبدل بالعلم الفرنسي الثلاثي الألوان، راية داعش السوداء.

وبحلول عام 2010، عاد حميش إلى ثكنته في نيمس، لكن بحسب نشرة فرونت لاين، غاب بدون إذن، من أجل حضور جنازة أبيه. ويبدو أن الجيش الفرنسي لم يطارد حميش، لأنه عندما ظهر بعد عام، لدى اعتقاله في محطة غار دو نور في باريس قادماً من أمستردام، كان في حوزته من الكوكايين ما قيمته قرابة 55 ألف دولار.

ويقول ويس أن حميش أقسم بأن رجلاً سنغالياً دفع له مبلغ 1600 دولار لأجل حمل ذلك الطرد من روتردام إلى باريس، دون أن يعلم ما بداخله. لكن بحسب سجلات تابعة لمحكمة باريسية، بدا أنه متورط في تلك التجارة، لأن تحليلات لعينة من دمه كشفت عن أثار لهيرويين وكوكايين.

السجن ثلاث سنوات
وقد حكم على حميش بالسجن لمدة ثلاث سنوات، عاد بعدها إلى مدينته ليونيل ليتزوج من أليكساندرا، فرنسية تحولت إلى الإسلام. لكنه عاد لمرافقة أصحابه القدامى. ويقال إنه قبل سفره إلى سوريا، تدرب حميش بشكل مكثف على القتال وسط جبال سيفين القريبة، ما يوحي أنه كان عازماً على المشاركة في معارك داعش.

هجمات باريس وبروكسل
وتعرفت وسائل الإعلام الفرنسية على حميش بعد ثمانية عشر شهراً على التحاقه بداعش، لكنها لم تكن على علم بأنه يقف وراء هجمات باريس وبروكسل. وعرف حميش في أوساط داعش باسم" القناص"، أو" الجندي الفرنسي" بسبب تفاخره بدوره السابق في أفغانستان.

ويلفت ويس إلى أنه بالغ في وصف خبراته الحربية، مما بوأه، وبدون شك، المرتبة الأعلى بين أقرانه الجهاديين الفرنسيين.

ترقية
وقال أبو خالد، اسم حركي لمنشق عن داعش، لموقع ديلي بيست، بعد أيام من وقوع مجزرة باريس في نوفمبر( تشرين الثاني) 2015، إن ترقية أبو سليمان الفرنسي كرئيس لقسم "الأمن الخارجي" في داعش، صدر بموافقة شخصية من الناطق السابق باسم التنظيم، القتيل، أبو محمد العدناني، وكان مسؤولاً عن سوريا في داعش.

استسلام

ويعتقد أبو خالد أن أبو سليمان وزوجته وأبناءه "استسلموا" للسلطات التركية عند الحدود السورية ـ التركية في يوليو (تموز) أو أغسطس ( آب) قبل وقت قصير من استعادة التحالف لمدينة منبج، في ريف حلب.

وقد جاءت تلك التطورات، كما يقول ويس، وسط مخاوف متزايدة من فقدان السيطرة على مدينة الباب، ثاني مدينة في المحافظة، ومعقل الأمن الخارجي.

ويختم الكاتب تقريره بالتأكيد بأنه أينما كان أبو سليمان الفرنسي حالياً، فقد ظل على تواصل مع مخططي الهجمات في باريس وبروكسل، وربما كان يعمل على تنفيذ هجمات أخرى في أوروبا.