الثلاثاء 25 أكتوبر 2016 / 14:11

هل تنفذ كلينتون ما وعدت به لسوريا؟

طوال حملتها الانتخابية، تعهدت المرشحة الديمقراطية زيادة التدخل الأمريكي، لا في مقاتلة داعش فحسب، وإنما أيضاً لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، فهل تلتزم وعودها إذا انتخبت؟

كلينتون أقرت في تصريحات نشرها موقع ويكيليكس بأن إقامة منطقة حظر طيران وتعطيل الدفاعات الجوية السورية يعنيان مقتل مزيد من السوريين

وكتب جوش روجن في صحيفة واشنطن بوست إنه إذا نفذت كلينتون ما وعدت به، فإن هذا الجهد الخطير سيستأُثر بالسنة الأولى من ولايتها ويختبر حدود النفوذ المتراجع للولايات المتحدة في المنطقة، ولكن السؤال هو هل تفعل ذلك؟

سوريا تقسم فريق كلينتون
وقال: "بدأت للتو داخل حملة كلينتون المعركة على سياسة سوريا بعد انتخاب كلينتون. وينقسم مستشاروها في شؤون الشرق الأوسط بين من يعتقدون أن الولايات المتحدة تتمتع بالقدرة على القيام بالمزيد في سوريا وبين أولئك المشككين بمزيد من التدخل. ويناقش مستشارون الخيارات السياسية علناً وفي السر، ولكن السياسة النهائية لكلينتون حيال سوريا لم تحسم تماماً بعد".

وكانت كلينتون قد تعهدت مراراً خلال حملتها الانتخابية إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا وزيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد وزيادة الدعم للمعارضة السورية، لذلك، يقول روجن، يعتقد أن المستشارين الذين يدعون إلى مقاربة أكثر حزماً قد يربحون، ولكن بعد الانتخابات، قد تضطر كلينتون إلى مواجهة أخطار وتحديات تلك السياسات.

وكانت كلينتون أقرت في تصريحات نشرها موقع ويكيليكس بأن إقامة منطقة حظر طيران وتعطيل الدفاعات الجوية السورية يعنيان "مقتل مزيد من السوريين".

حلب والرقة
ولا يزال الجيش الأمريكي قلق حيال مثل هذا التدخل. ويلفت روجن إلى أن المعارضة المعتدلة التي لا تزال كلينتون تأمل بدعمها قد تكون خسرت حلب بحلول موعد تسلمها منصبها. وبحلول ذلك الوقت أيضاً قد تكون معركة الرقة بدأت، وهو ما سيتطلب كل التركيز الأمريكي.
ويسأل ديفيد آرون ميلر، نائب الرئيس في مركز ويلسون: "إذا أرادت التراجع الآن، أي تفسير يمكنها أن تعطي؟... ستكون حذرة للغاية في الأيام المئة الأولى لها في شأن أي مبادرة سياسية جديدة ستبب لها مشاكل كثيرة".

تقويم استخباراتي وعسكري
ونقل روجن عن مستشارين لكلينتون قولهم: "لا تتوقعوا تغييرات كبيرة في السياسة السورية في الأسابيع الأولى لإدارة كلينتون...كلينتون ستجري تقويماً استخباراتياً وعسكرياً كاملاً مع فريقها، إضافة إلى أنها تريد إعطاء الأولية للأجندة المحلية التي ترشحت على أساسها".
وقال أحد مستشاري كلينتون للسياسة الخارجية: "ليست لدينا فكرة عما ستكون عليه الأمور في 21 يناير (كانون الثاني)...ستكون أمامها مجموعة من الخيارات يتم صوغها حالياً. والجزء الصعب بالنسبة إلى الفريق الجديد هو أن المد يسير في الاتجاه الخاطئ في سوريا".

مؤيديون ومعارضون
ويشمل الجانب الداعي إلى التدخل في فريق كلينتون، كبير مستشاري السياسة الخارجية جيك سوليفان وخبراء من مركز التقدم الأمريكي، مؤسسة الرأي التي أسسها رئيس حملتها الانتخابية جون بوديستا والتي نشرت الأسبوع الماضي تقريراً يدعو إلى استخدام سلاح الجو الأمريكي لحماية المدنيين في سوريا.

وبين معارضي التدخل مسؤولون سابقون من إدارة أوباما نجحوا طوال سنوات مع دعم الرئيس الديمقراطي بإبعاد السياسة الأمريكية عن الخيارات الأكثر خطورة في سوريا. ويولي هؤلاء الأولوية لمحاربة الإرهاب ويرفضون أي تصعيد ضد الأسد أو روسيا. ومنهم مسؤولون سابقون في مجلس الأمن القومي مثل ستيفن سايمون الذي التقى الأسد سراً العام الماضي وديريك تشوليت وفيليب غوردون، الذين جادلوا علناً بأن تدخلاً أمريكياً إضافياً لن ينجح في جلب نظام الأسد إلى طاولة المفاوضات ويمكن أن يثير نزاعاً شاملاً مع روسيا.