الأربعاء 26 أكتوبر 2016 / 14:56

الحرس الثوري "جيش مهزوم".. هل يؤثر ذلك على اختيار خلف خامنئي؟

مع بدء انتشار الأحاديث والتكهنات السياسية عن هوية خلف المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، رأت مراسلة صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في إيران نجمة بزرجمهر أن لا خطة عامة متداولة تتناول قضية الخلافة في "الموقع الأقوى" داخل المؤسسات السياسية الإيرانية.

عوامل كثيرة ستدخل في سياق اختيار خلف لخامنئي، ومن بينها تداعيات الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الغرب، الوضع الاقتصادي مستقبلاً، نفوذ الحرس الثوري وهوية الرئيس المقبل لأمريكا

وأشارت إلى أن الإصلاحيين داخل إيران، يستندون إلى التقدم الذي يعتقدون أن روحاني حققه منذ توليه الرئاسة الإيرانية سنة 2013، إذ يريدون من خلال ذلك الدفع باتجاه مرشح معتدل. لكنّ المتشددين "مصممون" على إيقافهم. من جهة أخرى، نقلت الكاتبة أجواء سرية تسود بعض الأوساط السياسية في البلاد، يُتداول فيها أن منصب المرشد "قد لا يعود ضرورياً".

الخلافة "مقلقة"
تؤكد بزرجمهر أن عوامل كثيرة ستدخل في سياق اختيار خلف لخامنئي، ومن بينها تداعيات الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الغرب، الوضع الاقتصادي مستقبلاً، نفوذ الحرس الثوري وهوية الرئيس المقبل لأمريكا. في هذا السياق، نقلت عن أحد كبار الإصلاحيين قوله "إنّ الاتفاق النووي هزّ المؤسسة السياسية الإيرانية. الخلافة أصبحت مصدر قلق أكبر من السابق". وأضافت أنّ خامنئي حذر تجاه النوايا الأمريكية الموجودة في الاتفاق، وأنه بحسب مقربين منه، يعارض أن يخلفه في المنصب شخص قد يترك الباب مفتوحاً أمام واشنطن.

ترامب "مفيد" للمتشددين
للانتخابات الأمريكية أثرها على الداخل الإيراني أيضاً، فالمعركة هناك بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون يراقبها الإيرانيون "باهتمام شديد". الإصلاحيون بحسب الكاتبة يعتقدون أن كلينتون ستسعى إلى تنفيذ الاتفاق، فيما بيانات المرشح الجمهوري المناهضة لإيران هي "مفيدة" للمتشددين الذين يريدون تصوير أنفسهم على أنهم أوائل المدافعين عن طهران في وجه الولايات المتحدة. وتنقل عن أحد أقارب خامنئي اتهامه روحاني وفريقه بوجود نية لديهم لاستخدام "صدمة الاتفاق النووي" من أجل الدفع باتجاه إصلاحات اِقتصادية وسياسية "بمساعدة من أمريكا" لكنّه شدد على أن خامنئي يقظ تجاه كون تلك العجلة قد تجعل النظام عرضة للتغلغل الأمريكي.

هل تحتاج إيران للمرشد؟
أشارت الكاتبة إلى أن الدور المفترض للمرشد الأعلى هو "الدفاع عن المظلومين في العالم الإسلامي بوجه الظالمين"، حيث كان هذا الدور "مركزياً" بالنسبة إلى حكم خامنئي. لكنها لفتت أيضاً إلى أنّ هنالك تساؤلاً لدى بعض المراقبين عمّا إذا كانت البلاد قد تجاوزت الحاجة إلى مثل هذا الدور سياسياً واجتماعياً.

خامنئي يصدم المتشددين والإصلاحيين ببعضهم
تشير الكاتبة إلى اعتقاد لدى البعض بسماح خامنئي لوجود نوع من التعايش بين المتشددين والإصلاحيين فقط ليدخلهم في تناقضات ويؤلبهم ضد بعضهم البعض. لكن في نهاية المطاف، يقول الإصلاحيون إن خطابه يظهر تصميمه على عدم السماح لمعسكر المعتدلين بأن يكون مؤثراً في اختيار خلفه.

"قنبلة موقوتة" في إيران
وبحسب بزرجمهر سيكون للاقتصاد دور مهم في تحديد اتجاه معين لاختيار خلف خامنئي. فهذا الأخير يخاف من أن تأتي تلك اللحظة في وقت يكون الإصلاحيون أقوياء في طهران والديموقراطيون (كلينتون) موجودين في البيت الأبيض. لذلك يفضل خامنئي أن تكون التوترات السياسية والاقتصادية كبيرة بين الدولتين. وفي نفس السياق، تنقل الكاتبة عن اقتصادي إيراني قوله إنّ البطالة هي "قنبلة موقوتة"، تجعل الإيرانيين "غاضبين".

وهنا يرى روحاني أن الاتفاق بإمكانه أن يطلق إصلاحاً داخلياً كما لمّح إلى ذلك في فبراير (شباط) الماضي، قبل أن يعاود تلطيف نبرته بعد استياء خامنئي من هذا الكلام. لكن يبقى جو الحرس الثوري مرتاباً ممّا يمكن أن يجلبه الاتفاق النووي، خصوصاً أنهم خسروا مقاعد في مجلسي الشورى والخبراء بعد أسابيع على بدء تنفيذ الاتفاق. كما يصر المقرّبون من روحاني على أنّ بإمكان إيران الاستفادة من استثمارات سنوية بقيمة 50 مليار دولار بعد تنفيذ الاتفاق والإصلاحات، عوضاً عن "اقتصاد المقاومة" الذي يدعو إليه خامنئي. ووصف أحد الإصلاحيين الحرس الثوري في حديث مع الصحيفة نفسها بأنهم "يشبهون جيشاً مهزوماً".

القلق حول مصير النظام.. يكبر
قال أحد الإصلاحيين للمراسلة: "حين تكبر الثغرة بين الرئيس الذي يدير الشؤون اليومية والمرشد الأعلى الذي يقود الإيديولوجيا، عندها يكبر القلق حول مصير النظام". وذكّرت بزرجمهر بدعم الطبقة الوسطى المتعلمة لروحاني، فيما الطبقات الدنيا هي التي تدعم المتشددين، لذلك على روحاني أن يلبي احتياجاتها أيضاً للفوز في نهاية المطاف. وعلى المستوى الاقتصادي أيضاً، تلفت الكاتبة إلى أنه "تم تقليم أجنحة" الحرس الثوري تجاه كل ما يتعلق بالمشاريع الكبرى خصوصاً تلك النفطية والغازيّة. أمّا أبرز المرشحين إلى منصب المرشد الأعلى، بحسب بزرجمهر فهم:

محمود هاشمي شاهرودي
تصف الكاتبة شاهرودي بأنه وجه "معتدل"، وقد تولى رئاسة السلطة القضائية سابقاً. ونُظر إليه طويلاً على أنه مرشح تسوية محتمل. لكنّ مكانة المرشح البالغ 68 سنة من العمر تراجعت، بعد انتشار مزاعم تتهمه بمسائل شائكة مرتبطة بمصالحه التجارية. وقد فشل بالفوز بمنصب رئاسة مجلس الخبراء، لكنه بقي عضواً فيه.

صادق أمولي لاريجاني
تكتب بزرجمهر أنّ الرجل البالغ من العمر 55 عاماً تبنى مقاربة متشددة وهجوماً قاسياً تجاه السياسيين الإصلاحيين. وصحيح أنه كان يبحث عن تأييد الحرس الثوري، لكن "ينقصه الدعم الشعبي". وينسب البعض له أحكاماً قضائية غير عادلة، من بينها عقوبات شديدة بحق ناشطين سياسيين.

حسن خميني
تعرّف الكاتبة عنه بكونه رجل دين إصلاحي، إلى جانب كونه حفيد الخميني مؤسس ما يعرف بالجمهورية الإسلامية في إيران. منعه المتشددون من خوض انتخابات مجلس الخبراء هذه السنة، لكن على الرغم من ذلك، لا يمنعه هذا الاستبعاد من تولي المنصب الجديد، إنما يبقى مفتقداً للخبرة السياسية، و"مثيراً للتساؤلات حول قدرته على فرض الإسلام السياسي".

مجتبى خامنئي
خامنئي ذو 47 عاماً وهو الابن الثاني للمرشد الحالي. دخل المعترك العام سنة 2005 بعدما دعم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. ونفت عائلته الاتهامات الموجهة إليه على وسائل التواصل الاجتماعي بإنفاقه ثروة في بريطانيا من أجل إنجاب طفله الأول.

محمّد تقي مصباح اليزدي
فشل رجل الدين المتشدد في الحفاظ على مقعده داخل مجلس الخبراء، لكن ذلك لم يمنع الإبقاء على حظوظه في تولي المنصب. وعلى الرغم من ذلك، تلفت الكاتبة إلى صعوبة دفاع المتشددين عنه كمنظّر يسقط فرضية أن تصويت الشعب مهم.