الأربعاء 26 أكتوبر 2016 / 14:56

3 مشاكل كبيرة تمنع تصعيداً عسكرياً أمريكياً في سوريا

يقول موقع فوكس الأمريكي إن فكرة التدخل الأمريكي العسكري المباشر في سوريا عادت لتجد مكاناً لها في النقاش السياسي في واشنطن.

من الصعب تجنب نزاع مع روسيا، وعدم إرسال عدد كبير من القوات البرية، ومن المستحيل عملياً مساعدة الحلفاء من دون مساعدة الجهاديين

ففي الأشهر الأخيرة، فاقم حصار الشطر الشرقي من مدينة حلب الكلفة الكبيرة أصلاً للحرب. وفي المناظرة الرئاسية الأخيرة، اقترحت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فرض منطقة حظر طيران في البلاد وإنشاء مناطق آمنة لا يمكن داعش ولا قوات بشار الأسد الدخول إليها.

اقتراح يومي
واقترحت مجموعة من الأسماء البارزة في السياسة الخارجية، من الديمقراطي زبغيني بريجينسكي إلى الجمهوري جون ماكين الأفكار نفسها. ويبدو أن هناك اقتراحاً جديداً كهذا يومياً في مكان ما في وسائل الإعلام.

ويقر الموقع بأنه من الصعب عدم التعاطف مع مثل هذه النداءات. فقد قتل 400 ألف مدني على الأقل في سوريا، ونصف المواطنين السوريين البالغ عددهم 23 مليوناً هجروا أو نزحوا. وإذا كانت ثمة حاجة لاستخدام القوة الأميركية فهي لوقف كارثة كهذه.

3 أسباب كبيرة

ولكن تلك الحالة تفترض أن الأفكار المقترحة تجعل الأمور أفضل، إلا أن الصحافي يشكك في إمكان حصول ذلك لثلاثة أسباب كبيرة، كل منها ينبع من التعقيد الكبير للنزاع. فمن الصعب تجنب نزاع مع روسيا، وعدم إرسال عدد كبير من القوات البرية، ومن المستحيل عملياً مساعدة الحلفاء من دون مساعدة الجهاديين. وحذر من أن إساءة التعامل مع أي من هذه المسأئل قد تنتهي بجعل الأمور أكثر سوءاً ي سوريا.

ومع أن الصحافي يقول إنه يمكن أن تكون هناك خطة قادرة على تجنب هذه الأخطار الثلاثة، أكد إنه من غير المسؤول الدعوة إلى تدخل في سوريا من دون شرح مفصل لطريقة تجنب الأسوأ.

نزاع مع روسيا
أولاً، بالنسبة إلى تجنب نزاع مع روسيا، يقول الصحافي إن إقامة منطقة حظر للطيران يمكن نظرياً أن تنقذ مدنيين يقتلون بالقصف السوري والروسي، وتعزيز الثوار بتمكينهم من شن عمليات من دون خوف من تعرضهم لقصف جوي، إلا أن إنشاء منطقة كهذه، على رغم القدرات الجوية الأمريكية، أصعب مما يعتقد. إذ يتعين على الولايات المتحدة قبل كل شيء التأكد من أن مقاتلاتها قادرة على التحليق بأمان، وهو ما يعني تدمير دفاعات سلاح الجو السوري وإسقاط طائراته.

وكان تقويم مفصل أجراه ضابطان في سلاح الجور الأمريكي في موقع وور أون ذا روكس أظهر أن شبكة الدفاع الجوي السورية التي تشمل بطاريات صواريخ متطورة أرض-جو هي أكثر صلابة بكثير منها في أي دولة أخرى فرضت فيها أمريكا حظراً للطيران. من هذا المنطلق، فإن تعطيل سلاح الجو بمواجهة هذه الدفاعات يتطلب التزاماً ضخماً لسلاح الجو الأمريكي هو بحسب تعبير الضابطين "غير ممكن عملياً ولا مشجع سياسياً".

وحتى أن تقويمهما لم يأت على ذكر المشكلة الكبرى مع منطقة حظر للطيران، وهي روسيا. فلتطبيق حظر الطيران يجب منع تحليق المقاتلات الروسية التي تقصف مواقع المعارضة في مدن مثل حلب، وليس واضحاً كيف يمكن تحقيق ذلك من دون إسقاط مقاتلات روسية. ولا شك في أن حرباً جوية بين روسيا والولايات المتحدة لن تساعد الوضع في سوريا، كما من شأنها أن تثير شبح حرب أوسع بين القوتين النوويتين.

إرسال قوات أمريكية
ثانياً، عن طريقة تجنب إرسال قوات أمريكية برية إلى سوريا، يقول الموقع إن منطقة آمنة بالمواصفات التي تتحدث عنها كلينتون وآخرون تتطلب تحديد منطقة من سوريا، على الأرجح في شمال، كمنطقة خالية من النزاع. وبموجب بعض الاقتراحات تكون المنطقة الآمنة ملاذاً لمقاتلين "معتدلين"، أي مكان يمكن فيه الولايات المتحدة أن تدرب وتجهز فيها قوة قتالية ضد الأسد.

وهذه الفكرة أيضاً في رأي الصحافي من نوع الأشياء التي تبدو جيدة نظرياً. فمع أنها لا تنهي الحرب، إلا أنها تساعد في تحسين تبعاتها الأسوأ.
 ولكن عملياً يمكن أن تكون عواقبها خطيرة. ويورد مثالاً على ذلك سريبرينيتشا البوسنية التي أعلنتها الأمم المتحدة في عز الحرب البوسنية منطقة آمنة للنازحين من النزاع، ونشرت فيها مئات من جنود حفظ السلام الهولنديين، فلجأ إليها عشرات آلاف المدنيين آملين في الحصول على الأمان فيها. ولكن عام 1995 هاجمتها قوات صرب البوسنة وقتلت نحو ثمانية آلاف منهم، في ما سماه الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان "أسوأ جريمة حرب على الأرض الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية".

ويلفت الصحافي إلى أن أي منطقة آمنة يجب أن تكون محمية جداً، من الهجمات البرية والجوية لتجنب تكرار مذبحة سريبرينيتشا. وينقل البنتاغون عن وزير الخارجية جون كيري أن ضمان الأمن لمنطقة آمنة لتجنب تكرار سريبرينيتشا يتطلب ما بين 15 و30 ألف جندي.
وهذا يعادل غزواً مباشراً لسوريا، وسيكون أكبر تدخل أمريكي منذ حرب العراق، وهو ما وصفه وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بأنه "شيء يصعب التفكير به".

مساعدة المعارضة من دون الجهاديين
وثالثاً، عن كيفية مساعدة المعارضة من دون مساعدة الجهاديين، يقول الصحافي إن كثيراً من الخطط التي تدعو إلى التدخل في سوريا تريد تقوية المعارضة إما لإلحاق الهزيمة بالأسد أو لتهديده بما يكفي لإجباره على التفاوض جدياً على السلام. ومن أجل تحقيق ذلك، يحتاج المقاتلون إلى مزيد من الأسلحة والتدريب. وهذا يعني زيادة برنامج "التدريب والتجهيز" الذي تديره السي آي إي والذي قدم الدعم الأمريكي لآلاف من مقاتلي المعارضة.

وقد أنهت الإدارة الأمركية للتو مناقشة هذه الخطوة، بحسب تقرير في واشنطن بوست، إلا أن الفكرة لم تؤد إلى أي نتيجة، وخصوصاً بسبب المخاوف المختلفة من البرنامج.

وإحدى المشاكل الرئيسية هي أن المقاتلين السوريين ليسوا مجموعة موحدة، وهناك مجموعة من الفصائل المختلفة، ومن الصعب منعهم من تقاسم التدريب والسلاح، وخصوصاً أن كثيرين من المقاتلين الأكثر فاعلية هم إسلاميون راديكاليون، بمن فيها "جبهة فتح الشام".