جانب من إحدى التجمعات للإخوان في الأردن (أرشيف)
جانب من إحدى التجمعات للإخوان في الأردن (أرشيف)
الأربعاء 26 أكتوبر 2016 / 16:12

مراقبون لـ24: إخوان الأردن يتهربون من تبني الدولة المدنية بـ"دولة المؤسسات"

24 - عمان - ماهر الشوابكة

قال مراقبون للشأن الإخواني في الأردن إن القيادات التقليدية والمتشددة للإخوان يختبئون حالياً خلف طرح "دولة المؤسسات"، للتملص من دعوات الإصلاح من قبل بعض كوادرها، وسياسيين آخرين بتبني مفهوم "الدولة المدنية" كاستحقاق للحظة السياسية الراهنة.

وأضاف هؤلاء المراقبون لـ24 أن هذه القيادات تعتقد أن الجماعة لم تتكلس عند مفهومها للدولة، حتى تتبنى مفهوم الدولة المدنية، التي تعتبرها "أفكاراً علمانية ومستوردة"، بل ظلت تطور من هذا المفهوم حتى وصلت إلى مفهوم "دولة المؤسسات"، كما هو الحال في تونس والمغرب.

وتزعم قيادات الجماعة أن مفهومها للدولة قائم بالدولة الأردنية الحالية، غير أن هذه الدولة ليست هي المثل الأفضل لهم، إذ يدعون أنه "يشوبها العديد من التجاوزات".

ويأتي هذا الاعتقاد من جانب الإخوان، بحسب ذات المراقبين مناقضاً لما كان قد أكده العاهل الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني في ورقته النقاشية السادسة التي نشرها الأسبوع الماضي، على أن الدولة المدنية هي هوية الدولة الأردنية الحالية.

ويعكس هذا التناقض، وفقاً للمراقبين الفهم الخاطئ من جانب الإخوان لمفهومهم للدولة، ومدى التخبط وعدم وضوح الرؤيا تجاه هذا المفهوم، وهو ما سبب فشلهم في إدارة الدولة في مصر الشقيقة، لعدم امتلاكهم مشروعاً فكرياً واقتصادياً.

وكانت مصادر مقربة من حزب جبهة العمل الإسلامي التابع لجماعة الاخوان المسلمين غير المرخصة في الأردن كشفت لـ24 أمس بأن الحزب بمعظم هياكله القيادية يرفض إجراء أي مراجعة بخصوص تبني مبدأ "الدولة المدنية".

وأضافت هذه المصادر بأن الكثير من قيادات الحزب التقليدية مستاءة من طروحات ثلة قليلة من قيادات الحزب، معتبرة أنها اجتهادات فردية غير ملزمة للحزب.

وشهدت الساحة الإخوانية تراشق بالتصريحات بين القيادي زكي بني ارشيد والمرشد العام السابق للإخوان همام سعيد والقيادي محمد أبو غنيمة حول الدولة المدنية.

ففي الوقت الذي أكد زكي بني أرشيد في تصريحاته إعلامية، بأّن الدولة المدنية لا تتناقض مع الإسلام، بل هي نقيض الدولة البوليسية الاستبدادية، وأنه يمتلك ورقة بحثية في هذا المجال، وصف همام سعيد وأحمد أبو غنيمة في بيانين منفصلين هذه الأفكار بأنها أفكار مستوردة وتتناقض مع روح الإسلام.