الخميس 27 أكتوبر 2016 / 14:45

السيناريو الروسي لحرب عالمية ثالثة من الشاشات إلى .. الشوارع

24- زياد الأشقر

لاحظ رجل الأعمال الروسي المنفي ميخائيل خودوركوفسكي أن وسائل الإعلام الروسية تتحدث منذ فترة عن الحرب، لكنها بلغت الآن مستويات أعلى من الإثارة الحربية.

أجرى الدفاع المدني الروسي تدريبات شملت 40 مليون مدني و200 ألف خبير إرشادات للمواطنين في المدارس والمصانع والمكاتب

ويدأب المذيع التلفزيوني ديميتري كيسليف المعروف بصلاته الوثيقة مع الكرملين، على تهديد الغرب بالأسلحة النووية. وحذر الزعيم القومي المتطرف فلاديمير جيرونوفسكي الحليف للرئيس فلاديمير بوتين، أخيراً من أن انتخاب هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة، سيعني حرباً عالمية ثالثة.

ويقول خودوركوفسكي: "من الواضح أن الكرملين يشيع عمداً الشعور بحرب منتظرة، من طريق جعل وسائل إعلامه تلح على أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد وضع روسيا تحت التهديد من قبل التحالف العسكري وروحه الديموقراطية. ومما لا يبشر بالخير أن السيد بوتين لا يوفر فرصة للإشادة بفضائل الشعب الروسي أيام الحرب وببطولته وشهدائه".

الدفاع المدني والملاجئ
وفي الأونة الأخيرة، انتقل سيناريو الحرب من شاشات التلفزيون إلى شوارع المدن الروسية. وبين الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) والسابع منه، أجرى الدفاع المدني الروسي تدريبات شملت 40 مليون مدني و200 ألف خبير إرشادات للمواطنين في المدارس والمصانع والمكاتب. وتباهت وسائل الإعلام التابعة للدولة بأن وضع الملاجئ في حالة جيدة، في الوقت الذي أجرى المواطنون تدريبات على ما يجب فعله في حالات الحرب النووية والكيميائية والبيولوجية.

وفي أحد أحياء موسكو، ألصقت السلطات المحلية مناشير تطلب من السكان المساهمة في تبرعات من أجل بناء ملجأ "بسبب التوترات الدولية المتصاعدة، لا سيما العدوان النووي المتوقع على روسيا من دول غير صديقة"، في اشارة واضحة إلى الولايات المتحدة وحلفائها. وقد تكون هذه المناشير من عمل بيروقراطيين محليين متحمسين للتأثير في الحملة الدعائية عن الهجوم المتوقع.

أمور غريبة
وثمة أمور غريبة أخرى تحصل. ويوضح خودوركوفسكي أنه في العاشر من الشهر الحالي، طلب حاكم مدينة سان بطرسبرغ تخزين ما يكفي من الحبوب من أجل توفير 300 غرام من الخبز لكل ساكن في المدينة على مدى عشرين يوماً. ولمثل هذا القرار صدى خاص في مدينة عانت الموت والجوع لمدة 900 يوم خلال الحصار الألماني إبان الحرب العالمية الثانية. وفي اليوم التالي، أمر الكرملين أعضاء البرلمان والمسؤولين الحكوميين الذين لديهم أقارب في الخارج، أن يعيدوهم فوراً إلى الوطن. وفي أنباء أخرى، حاكى تمرين عسكري أطلق عليه اسم القوقاز 2016، خطة للحكم في تلك المنطقة في حال الحرب، تحت إشراف جهاز الدفاع الوطني.

إخافة الغرب أم صرف انتباه الروس؟
وتساءل المعارض الروسي: "هل يمكن أن يكون ذلك مجرد محاولة لإخافة الغرب في وقت لا تشعر فيه أوروبا بالآمان وفي ظل الشكوك القوية في الولايات المتحدة بأن روسيا تتدخل في انتخاباتها؟ أم أن ذلك يهدف إلى صرف انتباه الشعب الروسي عن المتاعب الإقتصادية لروسيا من خلال توجيه غضبه نحو معاداة أمريكا؟ ".

ويقول: "لا شك في أن الاجراءات الروسية تتوخى الأمرين معاً. لكن ذلك يعمق أهمية المسألة، لأن عواقب تزوير الواقع من أجل استغلال المخاوف يصعب السيطرة عليها. وأكثر من مرة في التاريخ، أفضت الخطابات النارية إلى سياسات خطيرة وحسابات كارثية من قبل معديها ومتلقيها".

صواريخ وبلوتونيوم
وفي السنوات الأخيرة، أجرت روسيا تدريبات عسكرية مفاجئة على طول حدودها مع جيرانها الغربيين. وبعد غزوها لأوكرانيا، باتت الأخبار عن اعتراض مقاتلات أطلسية لقاذفات روسية تحلق قريباً من المجال الجوي الأوروبي، أمراً روتينياً. وفي الأونة الاخيرة، حرك الكرملين صواريخ اس-300 معدلة ونظام للدفاع الجوي إلى سوريا، ونشر صواريخ اسكندر القادرة على حمل رؤوس نووية في منطقة كالينينغراد في بحر البلطيق، وانسحب من معاهدة التخلص من البلوتونيوم، وألغى معاهدة الحد من صواريخ أرض-أرض.