الجمعة 28 أكتوبر 2016 / 11:05

صحف إسرائيلية: تل أبيب تتحضر لمرحلة ما بعد أبو مازن

24 - معتز أحمد إبراهيم

كشف المحرر الأمني لصحيفة هاآرتس عاموس هرئيل أن الجيش الإسرائيلي يستعد الآن لمرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس، فيما قدمت النيابة العامة لائحة اتهام ضد 13 يهودياً متهمين بالإرهاب.

ووفقاً لصحف إسرائيلية صادرة اليوم الجمعة، تصاعدت حدة الأزمة مع الصين بسبب إنكار إحدى شركاتها للطيران وجود إسرائيل، فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن حملة لتجنيد العرب في صفوفها.

ما بعد أبو مازن
في واحدة من التقارير الهامة والتي تشير إلى تواصل الاستعدادات الإسرائيلية لمرحلة ما بعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كشفت صحيفة هاآرتس أن الجيش الإسرائيلي قام بوضع خطة استعداد في الشهور الأخيرة، بناء على التطورات الحاصلة في الضفة الغربية، لليوم الذي يلي ولاية عباس في رئاسة السلطة الفلسطينية.

وكتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هرئيل، تقريراً أشار فيه إلى أن التطورات السياسية والاستراتيجية في رام الله، تلزم أجهزة الأمن بضرورة الاهتمام بمستقبل السلطة الفلسطينية.

وكشف هرئيل للصحيفة إلى عمل طاقم من الجيش ومنذ شهور على الاستعداد لنهاية ولاية عباس في السلطة، في خطوة باتت لافتة للانتباه والأهم من كل هذا باتت مصيرية مع التطورات السياسية الفلسطينية الحالية.

وقال هرئيل إن إسرائيل لن تقوم بخطوات فعالة، ولن تتدخل في عملية انتقال السلطة، ولكن عليها أن تستعد لعدة سيناريوهات، بينها اندلاع مواجهات فلسطينية فلسطينية عنيفة، باعتبار أن العد التنازلي لولاية عباس في السلطة قد بدأ"، بحسب وصفه.

واللافت هنا في هذا التقرير أنه يأتي في ظل حصول تطورين هامين بالساحة الفلسطينية، الأول وهو بدء اجتماعات المصالحة الحمساوية الفتحاوية في العاصمة القطرية الدوحة، وهي الاجتماعات التي تأتي ضمن سلسلة من المحاولات للتقارب الفلسطيني الفلسطيني المشترك.

ثانياً أن التقرير يأتي أيضاً في ضوء الاشتباكات المشتعلة والمتصاعدة في بعض المخيمات الفلسطينية بين المعارضين للرئيس عباس والأجهزة الأمنية الفلسطينية، وهو ما يمثل تطوران هامان للغاية بالنسبة لإسرائيل.

إرهاب يهودي
ومن حديث هرئيل عن خليفة أبو مازن إلى صحيفة يديعوت أحرونوت التي أشارت إلى تقديم النيابة الإسرائيلية للوائح اتهام ضد 13 يهودياً متطرفاً بينهم قاصرون شاركوا في حفل زفاف زميل لهم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وجرى خلاله توثيق قيامهم برفع صورة الطفل الرضيع علي دوابشة وطعنها بسكين.

والمعروف أن علي دوابشة لقي مصرعه في إثر إقدام يهود إرهابيين قبل عام ونصف العام على إحراق منزل عائلته في قرية دوما بالقرب من نابلس من طريق إلقاء زجاجة حارقة داخل البيت، كما توفي والداه بعد عدة أيام متأثرين بالحروق الخطرة التي أصيبا بها، وما يزال شقيق الرضيع أحمد ابن السنوات الخمس يعالج من حروق خطرة أصيب بها خلال هذا الاعتداء. وتنسب النيابة العامة إلى المتهمين وبينهم العريس سلسلة تهم بينها التحريض على العنف والإرهاب.

أزمة مع الصين
وتطرقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى ما وصفته بالأزمة مع الصين، وهي الأزمة التي أشارت إلى استبدال الخطوط الجوية الصينية "هاينان" والتي تعد أكبر شركة طيران صينية خاصة، اسم إسرائيل بـ "الأراضي الفلسطينية" على خارطتها التعريفية بالدول.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن الإسرائيليين الذين وصلوا إلى مطار بن غوريون عبر إحدى الرحلات الجوية للشركة التي تعمل فقط منذ ستة أشهر في رحلات جوية إلى تل أبيب، فوجئوا بحذف اسم إسرائيل من على الخريطة وكتابة اسم "الأراضي الفلسطينية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم وضع اسم مدينة تل أبيب والقدس وغيرها من المدن داخل الخط الأخضر بمسماها الإسرائيلي، لكن اسم الدولة كان "الأراضي الفلسطينية".

وانتقدت أوساط إسرائيلية هذه الخطوة من الشركة وهي الانتقادات التي دفعت بالكثير من الإسرائيليين إلى المطالبة بضرورة تدخل وزارة الخارجية والهيئات المعنية لحل هذه الأزمة التي تتصاعد في إسرائيل.

الشرطة الإسرائيلية
"انضموا إلى شرطة إسرائيل!" – هذه هي الرسالة التي نقلها مقطع الفيديو الجديد الذي أطلقته الشرطة الإسرائيلية محاولة منها تجنيد رجال شرطة عرب في صفوفها.

ونقل موقع المغرد الإسرائيلي تفاصيل هذه الحملة التي تداولتها الصحف الإسرائيلية ومواقعها الإخبارية، وكشف الموقع أن عدد من رجال الشرطة العرب يشاركون في حملة تجارية إعلامية سيتم نشرها قريباً، وهي الحملة التي سيتحدث فيها العرب عن تجاربهم أثناء الخدمة في الشرطة الإسرائيلية.

وعرض الموقع تصريحات عدد من رجال الشرطة الإسرائيلية من العرب، وهؤلاء أكدوا في مقطع فيديو يتم تداوله منذ الأمس في إسرائيل وأنتجته الشرطة أن مشاركة العرب في جهاز الشرطة يمثل أهمية كبيرة خاصة مع معرفة العرب بالظروف الاجتماعية أو النفسية للوسط العربي الذي ينحدرون منه، وهو ما يساهم في التصدي للجريمة والعنف المنتشرة إلى حد ما في هذا الوسط.

وتطلق إسرائيل بصورة دورية مبادرات سياسية واجتماعية خاصة لمحاولة إقناع العرب بالتجنيد في مؤسساتها العسكرية سواء بالجيش أو جهاز الشرطة، وهو ما يقابل دائماً بحالة من الجدال في الوسط العربي بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة.