الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 / 18:10

كيف تحفز الطفل على القراءة؟

24 - الشيماء خالد

ينصح خبراء في التربية وعلم النفس، بتشجيع الأطفال على القراءة، خاصة من سن مبكرة، بأساليب وطرق متعددة، تجمع بين المتعة والتعلم وسلاسة تجعل القراءة أسلوب حياة، لا واجب أو مهمة، ومن واقع تجارب طويلة في الميدان عن كثب مع الأطفال، قدم هؤلاء الخبراء نصائحهم عبر 24، سعياً لتشكيل جيل قارئ.

وتقول أستاذة علم النفس، والخبيرة التربوية، حياة العربي: "من واقع تجربتي مع أطفال من سنينهم المبكرة وحتى المراهقة، وجدت تجاوباً كبيراً وتحسناً في حالات من يعانون منهم من أزمات مختلفة على الصعيد النفسي أو المجتمعي، حين يغوصون في الكتب والحكايات، والتجارب التعليمية التي تقدم من خلال كتب مبتكرة ومرحة".

لعبة تبادل الأدوار
وتؤمن العربي بأن تحفيز الأطفال للقراءة لا يجب أن يتم بشكل إجباري أو توجيهي واضح، وتضيف: "علينا ألا نستخف بالأطفال وأمزجتهم، وإن أردنا لهم القراءة كعادة وأسلوب حياة، يجب أن نتركهم يحبونها بأنفسهم، ويمكن البدء بأسلوب القص الشفهي، ثم الانتقال للكتاب ومراقبة ردود فعل الأطفال، فسيبدو عليهم بسهولة الإعجاب أو الامتعاض من محتوى ما يقدم لهم، ومن ثم يجب أن نزود محيطهم بكتب ملونة وجميلة ومبتكرة تجذب أعينهم، وهذا ما اتبعته غالباً مع الأطفال خاصة في سن صغير، وأدى نتائج مبهرة".

وتدعو العربي إلى وضع الذوق الخاص للطفل في عين الاعتبار، وتقول: "إن أردت أن يحب الأطفال الكتاب فيتبنون عادة القراءة مدى العمر عليك أن تأخذ اهتماماتهم وما يثير انتباههم في الحسبان، كما أنك تحتاج للعب تبادل الأدوار بشكل ما، مثلاً اسأل الطفل عما ينصحك هو بقرائته أو معرفته، بحيث يصبح ساعتها الناصح لك، وبالتالي سيشعر بأهميته وأهمية القراءة، كما أن سؤالاً كهذا سيجعله يطلع أكثر لتزداد قدرته على إرشاد الكبار، وغالباً ما يحب الأطفال هذا الدور".

"الخداع الخلاق"
وبحسب الخبير التربوي طاهر بن عرفة، يمكن تشجيع الأطفال على القراءة بأسلوب الخداع الخلاق كما يصفه، ويشرح قائلاً: "ذلك يمكن بجعلها تبدو مثار إعجاب واضح بشكل مبالغ لنا الكبار، وغالباً ما سيرغب الأصغر سناً بإبهارنا أو حتى منافستنا فيها، ويمكن ربطها كذلك بأجواء مريحة للأعصاب، كأماكن مخصصة أو جعلها عادة بعد عناء يوم، بحيث تكون طاقتهم الحركية أقل بثير، فتصبح القراءة أنسب فعل لاختتام اليوم".

ويحذر بن عرفة بشدة من خطورة الإجبار على القراءة أو استخدامها كعقوبة أو واجب، فيقول: "إن أردت تدمير أفق إنسان أجبره على القراءة من الصغر حتى يكره الكتاب، ويصبح تقريباً من المستحيل عليه تقبله في كبره، وطالما جعلت المناهج الدراسية الثقيلة والجافة الأطفال يكرهون الكتاب عموماً، أياً كان هذا الكتاب، لذا علينا الحذر من إجبار الأطفال على القراءة او معاقبتهم بها، نريدهم أن يحبوها لا أن ينفروا منها للأبد".

احترام الكتاب
وتعتبر الإضافة الدورية للمكتبة طريقة مثالية كذلك لتشجيع الطفل على القراءة، بحسب بن عرفة، الذي يضيف: "علينا توفير بيئة غنية بالكتب حول الطفل، ولا أقصد فقط تلك التي تناسب أعمارهم، بل يجب تنويع وخلط مستويات الكتب ومواضيعها في المكتبة المنزلية".

ويقول بن عرفة: "من أفضل الطرق أيضاً لتشجيع الأطفال لاقتحام عالم المعرفة والأدب والفن، هي بالسماح لهم بشراء الكتب بأنفسهم، حيث يقومون بالاختيار وحدهم، أيضاً على الكبار إظهار الاحترام الكبير للكتاب والكتاب، حتى ينتقل هذا للأطفال، ناهيك عن أساليب كثيرة يمكن اتباعها لتعميق الفائدة والارتباط بعادة القراءة، مثل اختيار كاتب أو مجال لمناقشته والقراءة عنه وفيه بشكل دوري".

تفاعلية .. ورطة حب
وتقول المتخصصة التروبية، فاطمة الزعابي: "تحفيز الطفل على القراءة يؤدي أفضل النتائج حين يكون على صعيدين، المدرسة والبيت، ونتائج أفضل بكثير حين يضاف لهذا جهد مجتمعي أو مؤسساتي، مثل ما يحدث في الإمارات اليوم، من جهود الدولة ومؤسساتها بدعم القراءة بقانون القراءة واستراتيجيات وفعاليات تطبيقية مميزة، لكننا بحاجة لخطط متبناة من أولياء الأمور والمعلمين".

وتشير الزعابي إلى أن من أفضل الطرق لتشجيع الأطفال على القراءة، اللعب، فتقول: "فالكتب المزودة بألعاب وتلك التفاعلية تساهم بشكل كبير في تشكيل تعلق مبكر من الصغر لديهم بالكتاب، كذلك أسلوب القص الآدائي أو رسمها ووضع دمى على شاكلتها يورط الطفل بشكل إيجابي في حب الكتب والقراءة، ومن أهم الأساليب كذلك أن نكون نحن ككبار محيطين بهم مثلاً، بأن تكون القراءة عادتنا كذلك".

الصوت .. حذر
وتضيف الزعابي: "لا تهمل دور المسابقات والمرح في تشكيل محبة الأطفال للقراءة، كما أن هناك نقطة على جانب كبير من الأهمية في تحقيق هذه المعادلة، وهي وضع صبغة العصر في الاعتبار، كأن نوفر لهم كتب مسموعة ومرئية، فقد أثبتت دراسات التأثير الأكبر في ترسيخ المعلومة لدى الصغار من السماع، حتى أن القراءات المتبادلة بين الأفراد بصوت مسموع تؤدي لاستيعاب أكبر، وتفاعل أعمق، لذا أنصح دائماً باستخدام الصوت والتلاعب به كشخصيات الحكايات، فذلك يجذب الأطفال أكثر بكثير من القراءة العادية".

وتؤكد الزعابي على أهمية الحديث حول الكتب ومواضيعها مع الأطفال، فتقول: "علينا إثارة مواضيع تتعلق بالكتب ومواضيعها في الحديث اليومي مع الطفل، وأيضاً حملهم على التحدث بما يقرأون معنا، ومن المهم الحذر من إقامة حدود رادعة على التفكير والنقاش، حتى لا تكون الآثار عكس ما نرجو".