الخميس 24 نوفمبر 2016 / 14:48

بركزيت لن يحصل.. هذه هي الأسباب

قبل إجراء الاستفتاء الأخير على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بركزيت"، وبعد صدور النتيجة التي صدمت كثيرين، من بريطانيين وأوروبيين، حذر عدد من المحللين من تبعات خطوة كهذه.

بعد أن شهد العالم، على مدار الأسبوعين الأخيرين، اضطرابات سياسية كبرى، أصبحت بريطانيا بحاجة لشيء من الطمأنينة، والتفاؤل والأمل، عوضاً عن الشعور بخوف وقلق

ولكن سين أوغاردي، نائب مدير تحرير صحيفة إندبندنت البريطانية، والمحرر الاقتصادي سابقاً، يرى أن بريكزيت لن ينفذ، لأن بريطانيا لم تعد بحاجة إليه.

فصل جديد
ويعلل أوغاردي ما توصل إليه من قناعة بالإشارة لما يجري حالياً في أوروبا، والذي يمهد لبداية فصل جديد في تاريخ أوروبا.

ويقول إنه بعد أن شهد العالم، على مدار الأسبوعين الأخيرين، اضطرابات سياسية كبرى، أصبحت بريطانيا بحاجة لشيء من الطمأنينة، والتفاؤل والأمل، عوضاً عن الشعور بخوف وقلق، لذا "لن يحصل بريكزيت لأننا لم نعد بحاجة للخروج" من الاتحاد الأوروبي للأسباب التالية:

١ـ مارين لوبان ستفوز بانتخابات الرئاسة الفرنسية:
للانتخابات المقررة في أبريل( نيسان) أو مايو( أيار) المقبلين علاقة كبيرة ببريكزيت. فعلى الرغم من احتمال فوز لو بان بالرئاسة، وهو أمر سيكون صادماً ومرعباً، فإن النقطة العملية المفيدة بالنسبة لبريطانيا تعود لتركيز حزب الجبهة الوطنية في حملته على "فريكزيت". وذلك يعني عملياً، إعادة صياغة الاتحاد الأوروبي على نفس الخطوط التي يريدها البريطانيون المشككون بأوروبا. فهؤلاء يطالبون بإنهاء حرية تنقل أشخاص بين دول الاتحاد، وإعادة بعض الصلاحيات لبرلمانيات وطنية، مع الإبقاء على معظم العلاقات الاقتصادية.

٢- أو، بدل ذلك، هزيمة لو بان في انتخابات الرئاسة:
يتوقع زعيم اليمين الفرنسي فرنسوا فيون، إجراء إصلاح شامل للاتجاه السائد المشكك بالاتحاد الأوروبي بهدف المحافظة عليه، وكذلك على الاستقرار السياسي في فرنسا. وهكذا، تسير الأمور باتجاه التشكيك بأوروبا، وإجراء إصلاحات تتماشى مع بريكزيت.

٣- خسارة أنجيلا ميركل في الانتخابات الألمانية:
يشير أوغاردي إلى احتمال نجاة أنجيلا ميركل بأعجوبة في الانتخابات البرلمانية في مواجهة حزب "البديل لألمانيا" المتشدد، وهو ما سيقنع حتى ميركل الحازمة بإجراء إصلاحات لقوانين الاتحاد الأوروبي، وخاصة حركة انتقال الأشخاص. ونتيجة لذلك، ربما يفضّل الرأي العام قيام حركة تجارية قوية تتم عبر رجال أعمال ألمان يصدرون منتجاتهم إلى المملكة المتحدة، من أجل تعديل السياسة الألمانية. وفي جميع الأحوال، إن اتحاداً أوروبياً جديداً، ومتطوراً سيكون من نوعية ما يدخل الراحة من جديد على قلوب البريطانيين.

٤- توجه تيريزا ماي نحو انتخابات مبكرة تحمل لها الهزيمة:
يقول الكاتب إنه في ظل الأجواء الحالية، كل شيء متوقع. ومن الممكن أن تفقد ماي غالبيتها إذا قررت مجموعة من أحزاب المعارضة السير باتجاه إجراء استفتاء ثان على بركزيت، سواء من باب سياسة رسمية، أو كنتيجة لاندلاع حرب أهلية ضمن صفوف حزب العمال. وفي الواقع، قد تصبح الانتخابات العامة المقبلة في بريطانيا بمثابة استفتاء فعلي ثان على بريكزيت.

٥- تعامل حزب العمال بواقعية مع بريكزيت:
يلفت الكاتب إلى أن القواعد الشعبية لحزب العمال بحاجة لاختيار ما تفضله، فهل هو أوروبا أم كوربن؟ إذا كان الشيء الوحيد الذي يقف بين الحزب ومنع تنفيذ بركزيت يعود لسلوك الزعيم الحالي، فإنه حتى بعض أخلص داعميه قد يبحثون عن قيادة جديدة، والفرصة لتغيير تلك السياسة التي سمحت لتفعيل المادة ٥٠ من معاهدة لشبونة، والتي تسمح لأي عضو في الاتحاد الأوروبي بإخطار الدول الأعضاء بقراره بالانسحاب، وفق إجراءات ملزمة.