الجمعة 2 ديسمبر 2016 / 15:33

هل يفاجئ ترامب العالم مجدداً.. بسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟

24- زياد الأشقر

قال دنيس روس المساعد الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشار في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في مقال صحيفة الواشنطن بوست، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، على خطى أسلافه، يطمح إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط. وهو قال حديثاً: "أود أن أكون الشخص القادر على صنع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.. لدي سبب يجعلني أعتقد أنه في إمكاني فعل ذلك".

تاريخياً، كان الرؤساء ينخرطون في عملية السلام لأسباب موضوعية وأخرى ذاتية

كان تحقيق السلام في المناطق الفلسطينية مسألة تجذب الرؤساء الأمريكيين. وعلى رغم أن صحته كانت تتدهور، اختار الرئيس فرانكلين د. روزفلت لقاء الملك عبد العزيز بن سعود في مصر عقب مؤتمر يالطا لأنه اعتقد أن في إمكانه إقناعه بإعطاء "قسم من فلسطين" لليهود.

أيزنهاور ونيكسون وكارتر 
وطلب الرئيس دوايت أيزنهاور بمقتضى "مشروع غاما" من روبرت اندرسون العمل سراً مع ديفيد بن غوريون وجمال عبد الناصر لصوغ السلام- وقد شعر بخيبة أمل عميقة عندما فشل. وسافر الرئيس ريتشارد نيكسون، على رغم معاناته من التهاب في الوريد، إلى مصر واسرائيل وسوريا في الأيام الأخيرة لرئاسته، معتقداً أن في إمكانه بناء زخم حقيقي للسلام. وبالنسبة إلى جيمي كارتر، فإن إدارته كانت منشغلة بتحقيق السلام العربي-الإسرائيلي. وقال لاحقاً إن "قضية الشرق الأوسط كانت تفترس ذهني". والخطة الوحيدة التي تحمل اسم الرئيس الأربعين للولايات المتحدة هي "خطة ريغان للشرق الأوسط" التي قدمها الرئيس رونالد ريغان في الأول من سبتمبر 1982.

ويضيف روس: "بصفة كوني مبعوثاً للرئيس بيل كلينتون إلى الشرق الأوسط، تابعت مهمته لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. أدى ذلك إلى استضافة ياسر عرفات وايهود باراك في كمب ديفيد في صيف 2000 وبعد خمسة أشهر قدم "معالم كلينتون" لتسوية النزاع. وربما تأخر الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن في الاهتمام بالشرق الأوسط، لكنه انتهى إلى استضافة مؤتمر للسلام في أنابوليس. وجعل الرئيس باراك أوباما السلام الفلسطيني-الاسرائيلي أولوية منذ بدء رئاسته، ولاحقاً وجه اللوم إلى وزير خارجيته جون كيري لإخفاقه في التوصل إلى اتفاق سلام بعد تسعة أشهر من الديبلوماسية المكثفة انتهت في ربيع 2014".

أسباب موضوعية وذاتية
وتاريخياً، كان الرؤساء ينخرطون في عملية السلام لأسباب موضوعية وأخرى ذاتية. موضوعياً، لأنهم كانوا يعتقدون-خطأ- أن النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي هو مصدر كل النزاعات في المنطقة ولذلك كانوا يدافعون عن ضرورة إيجاد حل لهذا النزاع. وذاتياً، كان ثمة شيء يحركهم في أعماقهم كي يجلبوا السلام إلى مهد الحضارة ومهد الأديان الثلاثة.

سلسلة تعليمات
ويتساءل روس: "هل يمكن لإدارة ترامب أن تنجح حيث فشل الإخرون؟ لقد فاجأ ترامب العالم بانتخابه، فهل يفاجئ العالم بصنع السلام الإسرائيلي-الفلسطيني؟"، محدداً سلسلة تعليمات عليه الحفاظ عليها في ذهنه، وهي:

- الإستعداد لالتزام الديبلوماسية حتى ولو أدت إلى تقدم تدريجي.
- سبر أغوار ما هو ممكن التحقيق بشكل سري والسعي إلى تحقيق شيء ملموس.
-إن الجهود الأولية يجب أن تكون مصممة من أجل معالجة شكوك كل طرف بالطرف الآخر.
-تركيز عملية السلام ليس فقط من أعلى إلى أسفل وإنما بذل جهود على مستوى القاعدة.
-النظر في مقاربة اسرائيلية-فلسطينية ثنائية للمفاوضات.
-الإدراك بأن اسرائيل والفلسطينيين والعرب إنما يخاطرون بقبولهم السلام الذي يمكن أن يتأثر بمدى صدقية الولايات المتحدة وفي مواجهة تهديدات من إيران من جهة والإسلاميين السنة المتشددين من جهة ثانية.

ويخلص روس إلى أن التوفيق بين الحاجات الأمنية لإسرائيل والسيادية للفلسطينيين يحتاج إلى مقاربات جديدة.