الجمعة 2 ديسمبر 2016 / 15:34

بروكسل على أعصابها.. داعشيون عائدون من الموصل والرقة

لفت جيف ستاين، كاتب عمود في مجلة نيوزويك الأمريكية، ويغطي قضايا تتعلق بوكالات الاستخبارات والسياسة الوطنية، إلى حالة قلق تنتاب السلطات الأمنية في بلجيكا، من احتمال تجدد هجمات إرهابية يشنها تنظيم داعش نتيجة لاشتداد معركة الموصل ضده في شمال العراق.

هناك مخاوف من وقوع اضطرابات ينفذها مقاتلون في داعش من أبناء بلجيكا العائدين إلى وطنهم، جراء الأوضاع المتردية حول الموصل

ويشير ستاين إلى ترتيبات وتدابير اتخذتها الشرطة البلجيكية تحسباً من هجمات تشن في فترة الأعياد، حتى قبل أن تصدر الولايات المتحدة تحذيرات "من وقوع هجمات إرهابية" في أوروبا، وخاصة داخل مدينة بروكسل أو حولها.

وبعد مضي أكثر من ثمانية أشهر على آخر هجوم، فرضت السلطات إجراءات أمنية جديدة، بداية من نشر جنود مسلحين بأسلحة ثقيلة لحماية المطار، فضلاً عن مبانٍ تابعة للاتحاد الأوروبي، وسفارات دول الناتو التي تشارك في الحرب ضد داعش في سوريا والعراق.
كما انتشر جنود بلباس الميدان عند محطة القطار وسط بروكسل، وحتى ضمن الشوارع الضيقة المؤدية لأحيائها القديمة، ومطاعمها التقليدية.

مركز جذب
وينقل ستاين عن بيتر ميرتينس، متحدث باسم مركز الأزمة في بروكسل، أن زوار المدينة والمقيمين فيها اعتادوا على الإجراءات الأمنية وسط الشوارع. وكان الوضع مختلفاً قبل عام، ولكن يرى نقاد أنه كان يفترض تشديد الحراسة قبل وقوع الهجمات الإرهابية السابقة.

وقال ساجان غول، مدير الأمن الدولي في مركز آسيا باسيفيك الفكري، لمحطة سي إن إن: "أصبحت بروكسل مركز جذب لداعش".

وأضاف تيم ليستر، مراسل سي إن إن: "لم تتعامل السلطات البلجيكية بجدية مع التهديد الذي شكله تنظيم الشريعة من أجل بلجيكا( تنظيم سلفي راديكالي)إلا مؤخراً، بعدما وقعت هجمات في بروكسل وباريس في العام الماضي".

وأبدت دي بول، قائدة الشرطة في بلجيكا، تخوفها من وقوع اضطرابات ينفذها مقاتلون في داعش من أبناء بلجيكا العائدين إلى وطنهم، جراء الأوضاع المتردية حول الموصل، معقلهم في العراق، فضلاً عن ضغوط يتعرضون لها في الرقة، عاصمتهم في سوريا.

وقالت دي بول في لقاء خاص بنيوزويك جرى في مكتبها في بروكسل: "ألقينا القبض خلال الأشهر الستة الأخيرة على 163 شخصاً، وهذا يعني أننا ما زلنا نواجه مشكلة. وقد عاد عدد كبير من أولئك المتشددين، أو هم سيعودون، مع زوجاتهم وأطفالهم. فكيف سنتصرف حيالهم؟ وكيف سيتصرفون حال عودتهم؟ وهل سيعاودون الاندماج بالمجتمع؟ ".

تحدي عودة المتشددين

وتقول دي بول إن عودة هؤلاء المتشددين لا تشكل مشكلة للشرطة وحسب، بل تمثل تحديات للهيئات الاجتماعية وللمدارس في بلجيكا. وقد عزز مفتشون في أقسام الإسكان جهودهم للتأكد من هويات المقيمين في بعض المنازل، ولضمان عدم وجود مستأجرين وهميين ممن قد يقومون حالياً بالقتال إلى جانب داعش، فيما يقوم أقاربهم بتمويلهم.

كزملائها في مناطق أوروبية أخرى وفي أمريكا، لا تستطيع دي بول أن تخفي قلقها مما هو قادم. وربما يرجع ذلك القلق لتقرير نشرته مجموعة صوفان، شركة استخباراتية خاصة، وفيه أن بلجيكا صدرت إلى داعش أكبر عدد من المقاتلين الأجانب نسبة إلى عدد سكانها. كما فاق عدد المقاتلين العائدين إلى بلدهم بلجيكا أعداد أمثالهم من دول أخرى حول العالم. وقبل ستة أشهر، قال وزير الداخلية البلجيكي، إن هناك أكثر من 100 جهادي ممن تمرسوا في القتال، ويخططون لتنفيذ هجمات في البلاد.

أفضل استعداداً للرد
لكن دي بول تؤكد أن بلجيكا باتت أفضل استعداداً وتجهيزاً للرد على الإرهاب، ولمنع وقوع هجمات، مما كان عليه الحال في العام الماضي. حينذاك، سخر نقاد من التركيبة الحاكمة التي تتبع نظاماً عتيقاً في تقسيم السلطة بين فيدراليات ومسؤولين محليين في مناطق شمالية تتحدث الألمانية، وأخرى جنوب بلجيكا ناطقة بالفرنسية، وحيث نادراً ما يتم التواصل بين الجانبين. وفي تلك الأثناء، تحولت أحياء مولينبيك وشايربيك، ذات الغالبية من المهاجرين من شمال أفريقيا، إلى حواضن لتجنيد مقاتلين لصالح داعش.