الثلاثاء 6 ديسمبر 2016 / 14:38

نافذة جديدة من حلب تُقفَل... أين بانا العابد؟

نافذة جديدة من حلب أغلقت. حساب "تويتر" للفتاة السورية بانا العابد (7 سنوات) ووالدتها اللتين سردتا معاً حياة الحرمان والقصف المتواصل على الأحياء الشرقية لحلب، أقفل، مما أثار مخاوف على مصيرها.

يبدو أن الفتاة وأمها تلقتا تهديدات بالقتل في الأيام التي سبقت إقفال حسابهما

ونشرت بانا ووالدتها فاطمة رسالة وداع الأحد، قبل ساعات من إقفال حسابهما، قائلتين إن قوات النظام تنتشر في حييهما. وغردتا: "نحن متأكدتان من أن الجيش سيلقي القبض علينا".

وفي سبتمبر (أيلول)، غردت بانا قائلة: "أرجوكم، أنقذونا". ومذذاك كانت تقدم يومياً تقريباً وقائع الغارات والقصف على حلب.وهي غردت أخيراً: "لم يعد لدينا منزل، لم أعد أنام، أنا جائعة، لا أريد أن أموت".

كانت تكتب كل ذلك بلغة إنغليزية صحيحة. وكانت أمها التي تقدم نفسها كمدرسة هي التي تشرف على الحساب.

تهديدات بالقتل
ويبدو أن الفتاة وأمها اللتين أجرت غارديان مقابلة معهما عبر سكايب الشهر الماضي بينما كانت المقاتلات تحلق فوق رؤوسهما، ويسمع دوي القصف، تلقتا تهديدات بالقتل في الأيام التي سبقت إقفال حسابهما.

ويقول كريم شاهين في تقرير في صحيفة غارديان إن مكانهما غير معروف الآن، لكنهما نشرتا صوراً تظهر تدمير منزلهما قبل أيام.
100 ألف متابع

where is Bana
وجمعت تغريدات بانا أكثر من 100 ألف متابع، بينهم جي كي رولينغ، مؤلفة سلسلة هاري بوتر التي أرسلت إليها كتباً إلكترونية لقصصها بعدما قالت بانا إنها تحب أن تقرأ "لتنسى الحرب". وبعد إغلاق حسابها على تويتر، أعادت الكاتبة البريطانية تغريد سلسلة من الرسائل تسأل عنها مستخدمة هاشتاغ : "where is bana"

وسيطرت قوات الحكومة السورية على أكثر من نصف الأحياء الشرقية التي كانت تحت سلطة المعارضة في هجوم بدأته في نوفمبر (تشرين الثاني) ومكنهم أمس مع مقاتلين من حزب الله وميليشيات أخرى تدعمها إيران من الوصول إلى حي الشعار، في الشطر الشرقي من حلب.

قذائف،قذائف،قذائف
وتنقل غارديان عن عبدالكافي الحمدو، وهو مدرّس مركزه في حلب الشرقية أن "لا كلمات يمكن أن تصف الوضع في حلب حالياً...قذائف، قذائف، قذائف. النظام يتقدم من مواقع عدة والناس خائفون من مذبحة".

وتضيف ممرضة دمر المستشفى الذي تعمل فيه بحلب: "نريد أن يغادر الأولاد... لا علاقة لهم بأ شيء. ليس عليهم أن يتحملوا عبء جرائم لا علاقة لهم بها. سنحاسب عن دمائهم".

ولكن ثمة إشارات قليلة إلى هدنة على رغم قول روسيا، الداعم القوي للنظام الذي يواصل استهداف مناطق المعارضة بغارات جوية، إنها ستجري محادثات هذا الأسبوع في شأن انسحاب جميع المسلحين من حلب الشرقية.

دعاية ضد النظام!
وكان حساب بانا أثار كثيراً من الجدل. وتقول محطة فرنسا الدولية إنه صار أداة للدعاية ضد النظام وروسيا، ولكن أيضاً بروباغندا مضادة، إذ بدأت وسائل إعلام روسية تتحدث تحديداً عن حساب "مزور" وتلاعب من ناشطين.

ويقول الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية فرنسوا-برنار هيغ: "هل تعيش بانا حقاً في جحيم حلب؟ مستحيل". ولكنه يضيف أن تعبئة الرأي العام الدولي ليس الهدف الوحيد، وإنما "شد أواصر المجتمعات التي تنشط على الإنترنت، والتي تتعرض لمعلومات وصور تشيطن العدو وتبرئ معسكرها". ويخلص: "هذا الأمر نجح في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وهذا ينجح أكثر خلال الحرب".