الكثافة الطبيعية في الصف الدراسي الواحد تتراوح بين 25 – 30 طالباً(تعبيرية)
الكثافة الطبيعية في الصف الدراسي الواحد تتراوح بين 25 – 30 طالباً(تعبيرية)
الثلاثاء 6 ديسمبر 2016 / 12:01

تحقيق24| مدارس خاصة تتحايل على القوانين بصفوف دراسية وهمية

24- دبي- سعيد علي

أكد عدد من أولياء الأمور والعاملين في بعض المدارس الخاصة بالإمارات، وجود فصول دراسية تكتظ بالطلبة بأعداد تتجاوز الحد المسموح به من قبل الجهات المسؤولة، وذلك في محاولة من تلك المدارس لتقليل النفقات والتوفير على حساب مصلحة الطلبة.

وذكر أوليا ء الأمور عبر 24 أن "بعض المدارس الخاصة تتحايل على الجهات المسؤولة لجهة عدد الطلبة في الصفوف الدراسية، وذلك من خلال تقديم كشوفات بأسماء طلبة مرحلة معينة موزعين على ثلاثة فصول مطلع العام الدراسي وبعد اعتماد الجهات المسؤولة لتلك الكشوف، يتم تقليصها وتجميع الطلبة في اثنين منها فقط، وذلك لغايات توفير النفقات وزيادة الكسب المادي".

وأوضح عدد من المدرسين التقاهم 24، أن "هذا التحايل الذي تنتهجه بعض المدارس يقلل فرص استيعاب الطلبة ونصيبهم من التعلم والاهتمام، ويزيد كذلك العبء على المدرسين أنفسهم"، مطالبين الجهات المعنية بتشديد الرقابة وتنظيم حملات تفتيشية للحد من استغلال وتحايل بعض المدارس الهادفة للربح على حساب العملية التعليمية نفسها ومصلحة الطلبة، خاصة أن وزارة التربية والتعليم الإمارتية، أوضحت أن الكثافة الطبيعية في الصف الدراسي  الواحد تتراوح بين 25 – 30 طالباً".

 الربح المادي

وأفاد مالك المدرسة الانجليزية في دبي رجل الأعمال عبدالعزيز السبهان، "بحقيقة وجود مثل هذا التصرف لدى بعض المدارس الخاصة، والتي تنم عن جشع مالكي تلك المدارس، وتركيزهم على الربح المادي على حساب مصلحة العملية التعليمية"، لافتاً إلى دور زيادة عدد الطلبة في الصفوف الدراسية في تدني مستوى التعليم، والتحصيل العلمي لدى الطلبة، نظراً لعدم حصول الطالب على وقت كاف لنهل العمل، وتفسير المبهم لديه من قبل المدرس، كما يشكل ذلك عبئاً إضافياً على المدرسين انفسهم".

كشوفات وهمية
في السياق نفسه، قال ولي الأمر عماد الديراوي: "لاحظت اكتظاظاً في أحد الفصول الدراسية خلال زيارتي لمدرسة ابني وبالاستفسار من مدرسين ذوي ثقة، عن سبب ذلك والعدد المسموح به من قبل الجهات المسؤولة داخل الفصول، أكدوا لي أن المدرسة قامت بعملية دمج لشعبتين دراسيتين في محاولة لتقليص النفقات، وأنها ستطبق الأمر على عدد من الفصول الأخرى".

تشديد العقوبة

من جانبه لم يغفل ولي الأمر خالد المصري "دور ازدحام الصفوف الدراسية بالطلبة، وتأثيرها السلبي على العملية التعليمية ونصيب كل طالب من جهد واهتمام المدرسين"، لافتاُ إلى أن "ذلك يستدعي مزيداً من الرقابة، وتشديد العقوبات على المدارس التي يثبت تلاعبها بكشوفات الفصول، بحيث يصل لحد الإغلاق ليكونوا بذلك عبرة لغيرهم من المدراس التي تفكر في الكسب المادي على حساب الطلبة ومستقبلهم".

تشتيت المدرس 
من جهته لفت سامح عبدالله -مدرس في مدرسة خاصة في دبي- إلى أن "تحايل بعض المدارس الخاصة على الجهات المسؤولة بالدولة، يشتت المدرسين، خلال الحصص الصفية، ولا يمكنهم من إعطاء الطالب حقه خلال ساعات الدراسة"، وأكد أن "مثل هذه التصرفات يزيد من الأعباء على المدرسين داخل المدرسة وخارجها أثناء التحضير للدروس".

تشديد الرقابة 
وتعليقاً على الموضوع طالب عضو المجلس الوطني الاتحادي، سالم النار الشحي، الجهات المسؤولة بتشديد الرقابة على المدارس من خلال اللجان التفتيشية المتابعة للمدارس الخاصة، ومحاسبة المقصرين والمخالفين بعد البحث في الأسباب التي أدت بهم إلى ارتكاب مثل هذه المخالفات.

وأكد أن "مثل هذه التصرفات يضر بالعملية التعلمية وبمستوى الطلبة، الأمر الذي ينعكس سلباً على مخرجات التعليم"، لافتاً إلى أن "زيادة عدد الطلبة عن ما هو مسموح به يزيد من صعوبة متابعة المعلمين للطلبة وقياس مؤشر الاستيعاب، نتيجة توزيع مدة الحصة الدراسية على عدد كبير من الطلبة، الأمر الذي لا يخدم مخرج التعليم في الدولة".

وقال عضو المجلس الوطني الاتحادي: "مهما اختلفت المؤسسات التعليمية فإن الهدف واحد يتمثل في خدمة الوطن من خلال تخريج جيل متعلم ولديه إلمام واسع"، مشدداً على ضرورة المحافظة على التوازن بين التعليم في القطاعين الحكومي والخاص، من خلال تشديد الرقابة ومحاسبة المخالفين.