الثلاثاء 6 ديسمبر 2016 / 14:41

داعش يترنح ولكن ...ورثة كثر يتنافسون على متابعة المسيرة!

لفتت روبين رايت، كاتبة في مجلة نيويوركر الأمريكية إلى أن داعش ينهار نتيجة جملة من الخسائر التي مني بها في العام الماضي، سواء عبر مقتل عدد من قادته، أو نتيجة هزائمه المتلاحقة في معارك ضده في سوريا والعراق.

فقد التنظيم حوالي 57٪ من مناطقه في العراق، وقرابة 27٪ منها في سوريا، أي بما يعادل أكثر من 40٪ مساحة "خلافته المزعومة

والعام الماضي، لوح أبو محمد العدناني، ثاني أبرز قائد في داعش، إلى أن" الخلافة بدأت في الانهيار". وقال يومها في رسالة صوتيه بعث بها إلى رفاقه الجهاديين: "من يظن أننا نقاتل في سبيل الاستيلاء على قطعة أرض أو طلباً للسلطة، أو أن النصر يقاس بصورة ما، فقد حاد عن الصواب". وفي نفس التسجيل، اقترح إجراء تعديل في الاستراتيجية، قائلاً: "سنبقى صامدين، سواء أنعم الله علينا بالقوة والاستقرار، أو اضطررنا للنزوح إلى منطقة صحراوية قاحلة".

مطاردة وصبر

وتلفت رايت إلى مطاردة القوات الأمريكية على مدار أشهر، للعدناني، وهو سوري ( 39 عاماً) إلى أن تمكنت من قتله في عملية دقيقة، عندما خرج من مخبئه في نهاية أغسطس(آب) الماضي. وقد أدار العدناني عمليات الدعاية الخاصة بالتنظيم، ووحدة العمليات الخاصة السرية، وحيث درب نخبة من القوات لتنفيذ أشرس العمليات.

بارومتر النجاح
وتشير الكاتبة إلى أنه، ومنذ حرب فيتنام، امتنع الجيش الأمريكي عن ذكر عدد القتلى كبارومتر على النجاح. ولكن الليفتنانت جنرال ماكفارلاند، قائد قوات التحالف في العراق، قدر في أغسطس(آب) أن قرابة خمسة وأربعين ألف داعش" قتلوا في المعارك".

وعلى رغم احتمال أن يكون ذلك العدد مبالغ فيه، قال مسؤولون عسكريون أمريكيون آخرون إن خسائر داعش كانت هائلة. فقد فقد التنظيم حوالي 57٪ من مناطقه في العراق، وقرابة 27٪ منها في سوريا، أي بما يعادل أكثر من 40٪ مساحة "خلافته المزعومة".

أثمن الممتلكات

وفي هذا السياق، تقول رايت، يقاوم اليوم داعش دفاعاً عن أهم منطقتين تابعتين له، الموصل في العراق، والرقة، عاصمته في سوريا. فقد أطلقت قوات عراقية في 17 أكتوبر( تشرين الأول) عملية تحرير الموصل، فيما شنت قوات سوريا الديموقراطية( قسد) في 6 نوفمبر( تشرين الثاني) عملية غضب الفرات لتحرير الرقة. وتشارك قوة جوية أمريكية في كلا الحملتين بقصف يومي أدى لمقتل مئات المقاتلين التابعين لداعش.
  
وقد تباهت وكالة أنباء داعش الرسمية، أعماق، بأن داعش أرسل 75 سيارة مفخخة إلى أرض المعركة، وأن تلك المتفجرات اقتحمت صفوف قوات عراقية. وقد بثت الوكالة إنفوغراف يعرض لأنواع المدرعات التي استخدامات في الهجمات.

صورة طوباوية
وتشير رايت لإعلان أمير داعش، أبو بكر البغدادي، إنشاء خلافته في يونيو ( حزيران)، 2014، عن منبر المسجد الكبير في الموصل. وقد استندت خطبة البغدادي يومها لأخرى طوباوية تذكر بالأيام الأولى لظهور الإسلام، وقام بتحديثها، قبل قرن، جماعة الإخوان المسلمين. ومن ثم أضفى القاعدة الطابع العسكري على تلك الأفكار الراديكالية، وروج لها عبر العالم، وجاء داعش ليكمل مسيرته. فقد جدد داعش الجهاد، بعدما هزمت الولايات المتحدة القاعدة في العراق، وأجبرت التنظيم على العمل في السر، من ثم تمكن من تجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين.

استحكام
وتلفت الكاتبة إلى بدء انهيار كيان داعش، وإن يكن البحث يتواصل عن خلافة معاصرة، فعلامة التنظيم راسخة ويحاول قادتها تثبيتها.

فقد دعا العدناني في آخر تسجيل صوتي له لشن هجمات ذئاب منفردة على "الكفار في كل مكان. أثبتوا ورابطوا. إن أصغر هجوم تجرونه فوق أراضيهم، أحب إلينا من أكبر عمل تنفذونه هنا".

منافسون
وتقول رايت أن منافسين لداعش، فرع القاعدة في سوريا، بدأوا بالتسلل إلى المنطقة منذ ما يزيد عن عامين، وشن كلا التنظيمين هجمات صاروخية على بلدات مسيحية داخل سوريا. كما حارب التنظيمان بعضهما البعض من أجل السيطرة على بعض المناطق، وخاصة بالقرب من الحدود السوريةـ اللبنانية.

وتشير الكاتبة إلى ظهور عدد من المنظمات الجهادية عبر الشرق الأوسط، وكلها تتسابق لكي تحل مكان داعش. وفي وقت تشن فيه معارك في سوريا والعراق وليبيا واليمن، تهدد أشكال عدة من التطرّف دولاً أخرى. ففي لبنان والأردن وتركيا تواجه الحكومات أزمات إنسانية غير مسبوقة، وباتت الإيديولوجيات العلمانية في خطر، وتم تهميش عدد من القوى الوطنية لتحل محلها تنظيمات مسلحة متطرفة.