الثلاثاء 6 ديسمبر 2016 / 14:42

أبو عبد الله المهاجر... منظر "فقه الدم" عند القاعدة وداعش

قبل أيام أعلن البنتاغون عن مقتل عبد الله المهاجر الذي يعتبر الرجل المتشدد، وكتبه وافكره المتشدد والدروس التي يلقيها علة وجود داعش والقاعدة.

يؤكد الباحثان أهمية الدور الفكري الذي لعبه المهاجر، ويقولان إنهما لا يبالغان في تقدير أهميته في نشر وتبرير الإرهاب المعاصر، وأنه لولاه لما كان القاعدة أو داعش حيث هما اليوم

هذه المعلومات أكدها في مجلة ذا أتلانتيك الأمريكية، شارلي وينتر، باحث بارز في المركز الدولي لدراسة الأصولية، وعبد الله آل سعود، باحث زائر للمركز الدولي لدراسة الأصولية والعنف السياسي، التابع لكينغز كوليدج في لندن.

شواهد مصورة
ويشير الباحثان لشريط فيديو تدريبي نشره داعش في العام الماضي، من ضمن سلسلة من الأشرطة صورت في العراق. ومن بين مشاهد لتدريبات ميدانية، وعمليات لتصيد أهداف، وتمارين على رياضة الكاراتيه، لم تكن الأشرطة لتلفت الانتباه لولا مشهد قصير لفصل دراسي، وحيث ظهر فيه مدرس يلقن مجندين جدداً منهجاً فكرياً يخدم قضية داعش.

فقه جهادي

ويلفت وينتر وزميله عبد الله إلى كيفية تنقل الواعظ بين سلسلة من المواضيع الرئيسية المتعلقة بفقه الجهاد، وكيف يمكن للمشاهد رؤية مجلد يعلو مجموعة من الكتب الدراسية، ولا تخطئه العين، وحيث يتضح أنه كتاب إرشادي يستخدمه داعش لتبرير عملياته المقيته.

المؤلف الغامض
ويقول الباحثان إن المتحدث باسم البنتاغون أكد مؤخراً أن المؤلف الغامض لذلك الكتاب، هو أبو عبد المهاجر، والذي قتل في ركن من شمال شرق سوريا بضربة جوية أمريكية. ومن اللافت أنه عند مقتله، لم يكن المهاجر منتسباً لداعش، بل للتنظيم المنافس له في سوريا، جبهة فتح الشام ( جبهة النصرة سابقاً)، وهو تنظيم التحق به في فترة ما، خلال السنوات القليلة الأخيرة.

حياة سرية
ويشير الباحثان لحالة من الغموض والسرية أحاطت بحياة المهاجر، وهو رجل ذو نسب أدبي ( جعله جديراً بالظهور في عدة أشرطة تعليمية)، ولكنه ظهر لأول مرة على الكاميرا في يونيو( حزيران) من العام الماضي. وتندر المعلومات عن هذا الرجل المصري، رغم كونه من قدامى المجاهدين الأفغان، وعضواً قديماً في القاعدة، وكان له اثر كبير على تطور الفكر الجهادي خلال العقود الأربع الأخيرة.

دور فكري
ويؤكد الباحثان أهمية الدور الفكري الذي لعبه المهاجر، ويقولان إنهما لا يبالغان في تقدير أهميته في نشر وتبرير الإرهاب المعاصر، وأنه لولاه لما كان القاعدة أو داعش حيث هما اليوم.

ويقول مصطفى حامد، مخطط استراتيجي سابق في طالبان، إنه من أجل التعرف على أهمية الدور الذي لعبه المهاجر، لا بد من العودة إلى بدايات الحركة الجهادية العالمية في أفغانستان، في ثمانينات القرن الماضي. هناك تشدد المهاجر، فاختلط بأسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وحيث حارب إلى جانبهما.

مؤلفات
وكان للمهاجر دور كبير في تشكيل فكر القاعدة، وحيث أصبح أحد أكبر المراجع الفكرية للتنظيم. وفي بداية القرن الحالي، انتقل من أفغانستان برفقة أبو مصعب الزرقاي، مؤسس فرع القاعدة في العراق، والذي تأسس داعش على أنقاضه لاحقاً.

وقد ترك المهاجر أثراً كبيراً في الشاب الزرقاوي. وفي عام 2005، أصدر الزرقاوي بياناً استخدم فيه فكر المصري لتشريع القتل العشوائي لمدنيين مسلمين في العراق. وبحسب مصطفى الغريب، رفيق الزرقاوي سابقاً في العراق، لم يتوقف إعجاب الزرقاوي بالمصري عند ذلك الحد، بل جعل من كتبه مصادر لتشريع وتبرير عمليات القتل التي ارتكبها التنظيم في العراق، وخاصة كتابه "فقه الدم"، وهو الكتاب الذي تمت الإشارة إليه في بداية المقال.