الأربعاء 7 ديسمبر 2016 / 18:45

بالصور: إماراتيات يجدن في دمى شبيهة بالبشر.. طفولة وأمومة

24 - الشيماء خالد

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً في الإمارات، وخاصة عبر إنستغرام، صوراً متنوعة لدمى أشبه بالبشر، كأطفال وصغيرات ورضع، بينما تزينت بأنواع من الملابس المميزة، منها ما استقرت على طاولة شابة إماراتية بين عطورها وأدوات تجميلها، وأخرى في سيارة البعض بجانب كرسي السائق أو بين الأرائك والأسرة، وغيرها من الأماكن، ناهيك عن صور كثيرة مع فتيات إماراتيات أصغر سناً، وحتى بعض الصبية، وبدا وكأن هذه الدمى أصبحت مثار إعجاب وهدف للاقتناء، لذا استطلع 24 بعض قصص صاحباتها، وسر انتشارها.

وتندرج هذه الدمى، تحت ما يعرف بـ "ريبورن دولز" (Reborn Dolls)، وهي نوع يعتبر من الأجمل والأكثر شعبية في أمريكا وأوروبا وبشكل معقول في آسيا، وتصنع لتحاكي الواقعية في الشكل البشري قدر الإمكان، ويتنافس أمهر الصناع في إبداع أنواع دقيقة وملفتة، وبعض الدمى من هذا النوع يصل سعرها لآلاف الدولارات، ويعود تاريخ صناعتها للعام 1939، وغالباً تباع في المعارض المتخصصة وأحياناً عبر الانترنت.

وتقول سيرين خالد (17 عاماً): "هذه الدمى تبدو حقيقية، وتذكرني بنفسي، فقد وجدت واحدة تبدو تماماً مثلي في صغري، بشعر أسود وعينين بنيتين، ولها نفس تعبيري الغريب في طفولتي، لذا اشتريتها فوراً، ولست أنا فقط من أعجبتني، فحتى أخواتي الأكبر سناً، أصررن على شراء مثلها".

ومن اللافت بالفعل في الإقبال الكبير على هذه الدمى، أن المراهقات والشابات وحتى الأمهات تقبلن عليها وليس فقط صغيرات السن.

عودة للطفولة .. إحساس عجيب
وتحكي سلمى صقر (22 عاماً)، عن مجموعتها الفريدة من الدمى من هذا النوع قائلة: "وجدتها صدفة عبر إنستغرام، فأسرعت إلى الاتصال بالرقم الموجود في الحساب وكانت المفاجأة أن أجدها في الإمارات، لأول مرة، وما إن وصلت أول دمية أسرعت بطلب 4 أخرى، من فرط جمالها وروعتها، كأنها حقيقة، وشعرت أني أعود للطفولة".

وتضيف صقر: "تعطيني هذه الدمى إحساساً عجيباً، أكثر من أي دمية حصلت عليها في حياتي، ربما لأنها تبدو حقيقية، توشك أن تنطق، ولها ثقل مميز يشعرني أنها طفلة حين أحملها، وشعرها طبيعي".

وتقول زينب ليث (27 عاماً): "لم أتوقع أن تجذبني الدمى يوماً ما، فحتى في صغري لم أكن أحبها، لكن أرسلت لي صديقتي صوراً لهذه الدمى التي تبدو كصغار رضع وأخرى كطفلة في عمر 3 أو أربع سنوات، فأغرمت بها فوراً، ووجدت في الصور رقماً للاتصال في الإمارات، فطلبت واحدة، ومن ثم حين خرجت للتسوق اقتنيت لها ملابس أطفال وأحذية وربطات شعر، وأصبحت تسليني جداً، فأغير ثيابها وألتقط الصور، وأعجب بها جميع من أعرف، ولأول مرة أحببت الدمى جداً، حتى أني آخذها معي خلال سفري، ولها اسم واسم تدليل أيضاً".

"أم سعيد"
"كانت البداية حين شاهدت بالصدفة هذه الدمى عبر الانترنت، وأعجبت بها جداً، وودت أن اقتني لابنتي منها، ثم خطرت لي فكرة جلبها والاتجار بها"، تقول "أم سعيد" وتضيف لـ 24: "ما إن بدأت بعرض هذه الدمى في الإمارات، من خلال مواقع التواصل، ومشاركتي في بعض المعارض حتى فوجئت بإقبال كبير، تزايد مع الوقت و
 في غرامها".

وتعتبر "أم سعيد" كلمة السر في موجة الدمى هذه، وتقول: "كان الأمر مجرد تجربة، ثم تحول لتجارة مربحة، لتميز هذه العرائس، كونها صناعة يديوة بأيدي خبراء من أمهر صانعي الدم، لذا من الصعب أن تجد دمية متكررة طبق الأصل من الأخرى، بل هناك اختلافات، كما أن شكلها عموماً كطفل أو طفلة حقيقيين استهوى الجمهور، وحتى أنك للوهلة الأولى حين تراها تخالها تتحرك".

وتضيف: "حجمها ووزنها يشعر حاملها أو محتضنها بثقل يضفي جاذبية وواقعية عليها، فجسمها محشو بكرات زجاجية، وهي مناسبة ليس فقط للعب الصغيرات، بل تفتح الباب أما قصص كثيرة، وإبداعات وأغراض مختلفة".

صبي الحمدانية .. أمهات .. أحلام
وبالفعل، يقول عبد الرحمن الكتبي (34 عاماً): "كنت أسير رفقة زوجتي وابني بمحاذاة معرض، وفجأة انفلت من يدي وانطلق صارخاً بإعجاب نحو طفل صغير يجلس بجانب صندوق زجاجي كبير محمل ببضائع، وأمسك به وأخذ في تلمس وجهه وبعض شعره، فتعجبت، لكن عجبي الأكبر كان حين أدركت أنه يمسك بدمية على هيئة صبي صغير يرتدي حمدانية ودشداشة، وأصر على أخذه وبالطبع أعجبتني الفكرة جداً، خاصة أن صاحبة المعرض هي من غيرت ملابسه وجعلته يتحلى بالزي الإماراتي، كما أنه بدا حقيقياً بشكل مدهش".

ويقتني فريق واسع هذه الدمى ليس للبنات فقط، بل للفتيان أيضاً، كما تهدى دمى أخرى تبدو كرضع نائمين أو على وشك الضحك أو حديثي الولادة للأمهات والحديثات الزواج، كنوع من التهنئة والفأل الحسن، ويستخدمها البعض للزينة، وآخرون للتسلية، ولكن الغالبية تعجب بجانبها الفني المتقن الصنع والمميز.

وتقول مريم الشامسي (32 عاماً): "لم أرزق بأطفال، وانفصلت عن زوجي منذ سنوات، لا يكدر خاطري شيء سوى أني لست أماً، وربما يعتبرني البعض مجنونة، لكني فعلاً أشعر وكأن هذه الدمية التي وجدتها فجأة عبر إنستغرام تشبهني، وأنها كانت لتكون ابنتي التي حلمت بها، وأنا أغير ملابسها باستمرار وأضعها في سيارتي حين أخرج خاصة للطرق الطويلة، وحتى حين أكون وحدي أضعها بجانبي، أشعر بسعادة ما تبثها في هذه الدمية".

أنا خديجة محمد (46 عاماً)، فتقول: "اشتريتها في البداية لأهديها لحفيدتي، وأخذت أخرى على شكل صبي لحفيدي، لكن في النهاية قررت الاحتفاظ بها وتزيين الغرفة بالاثنين، وطلبت لهم غيرها، بصراحة أعجبتني جداً، مع أني لم أتخيل أني يوماً ما سأهتم بوضع دمية عندي".

ويجد البعض في هذه الدمى إلهاماً من نوع خاص، فتقول ميثاء غانم (25 عاماً): "أصبحت أصمم الأزياء بعد أن أتيت بهذه الدمية الحقيقية، وربما سأطلق خط أزياء للأطفال قريباً".

وتقول شيماء صالح (22 عاماً): "أعتبرها عملاً فنياً بحد ذاتها، وتثير الخيال في الحديث معها، وأنوي تأليف مجموعة قصصية تكون هي محورها، كلها في عالم من أحلام أوحت لي به".

34% رجال
وتصنع أغلب هذه الدمى في الولايات المتحدة، وبعضها في إسبانيا والصين، وتتراوح أسعارها في الإمارات بين 800 و حتى 2000 درهم، وتقول "أم سعيد": "لدي نسبة 34% من الزبائن رجال، و 66% نساء، وأغلب الفئات العمرية التي تقتنيها تأتي بين 18 و 35 عاماً، وتحتل دبي القائمة الأعلى في الطلب، تليها الرياض، ثم أبوظبي".

وتؤكد "أم سعيد" أنها تتلقى طلبات من كل دول دول الخليج، وتوزع فيها، وتتلقى كذلك طلبات من دول عربية مثل مصر والعراق وفلسطين والجزائر وغيرها إلا أنها لم تبدأ بعد التوزيع خارج دول مجلس التعاون، وتقول: "أتمنى أن أتوسع مستقبلاً، وأن أفتتح محلي الخاص، فقد بدأت التجارة منذ سنوات، وانتقلت بين الالكترونية والتجزئة وغيرها، لكن أكثر ما أسعدني وأشعرني بمتعة ونجاح، هي هذه الدمى".