الخميس 8 ديسمبر 2016 / 15:14

تمديد العقوبات الأمريكية على طهران.. "هدية إلهية" للمتشددين الإيرانيين

يبدو أن موافقة الكونغرس على تمديد فرض عقوبات اقتصادية على إيران، سيشعل فتيل أزمة جديدة بين طهران وواشنطن، ما دفع متشددين في إيران إلى تبرير مواقفهم المناهضة لأمريكا.

روحاني لا يواجه منافسة قوية من قبل أي متشدد إيراني، ولكنه يواجه اقتصاد أقل نمواً وقوة، مما كان متوقعاً تحقيقه عند توقيع الصفقة النووية

في هذا السياق، كتب سكوت بترسون، محرر بارز في مجلة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، أن متشددين إيرانيين وجدوا، عبر الصحف والمحطات التلفزيونية الإيرانية، متنفساً للتعبير عن غضبهم حيال قرار الكونغرس، وخاصة لاقتناعهم بأن الإدارة الجديدة بقيادة دونالد ترامب لن تقدم جديداً لصالح بلدهم.

عداوة دائمة

ويقول بترسون إن المتشددين في طهران الذين يعتبرون أمريكا عدواً أكبر، والصفقة النووية بمثابة تنازل كبير، وينتقدون الرئيس حسن روحاني لتقاربه مع الغرب، باتوا اليوم واثقين مما تعنيه رئاسة ترامب لأجندتهم القائمة على العداوة الدائمة بين أمريكا وإيران.

أسوأ صفقة

وكان الرئيس المنتخب تعهد "بتفكيك" الاتفاق النووي الذي أدى لأن تقلص إيران برنامجها النووي في مقابل رفع للعقوبات الاقتصادية، معتبراً أنه "إحدى أسوأ الصفقات التي شهدها التاريخ المعاصر".

ويوم الثلاثاء الماضي، قال روحاني إن إيران "لن تسمح لترامب بتمزيق الصفقة". ويقول محللون إنه لا يتوقع أن يكون لردود أفعال المتشددين في إيران أثر كبير على سياسات طهران.

مستشارون كارهون لإيران
ولكن، وبحسب بترسون، أحاط ترامب نفسه بمستشارين يكرهون إيران، ويقال إنه يتطلع لفرض عقوبات جديدة من أجل الضغط على الجمهورية الإسلامية، دون المساس فعلياً بالصفقة النووية.

ويبدو أن المتشددين الإيرانيين الذين لا يكفون عن البحث عن أدلة تثبت كذب أمريكا، تسلحوا مؤخراً بما يبرر مواقفهم، وخصوصاً بعد تصويت شبه جماعي في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين لتمديد العقوبات على طهران لمدة عشر سنوات أخرى، وذلك بالرغم من معارضة البيت الأبيض. وتقول إيران إن في ذلك خرقاً للاتفاق النووي وتتوعد بالرد.

هدية إلهية
ويقول علي فايز، محلل إيراني يعمل لدى مجموعة الأزمات الدولية: "جاء فريق ترامب، ورغبته بتغيير النظام في طهران بمثابة هدية إلهية  للمتشددين الإيرانيين. ولم يعد هؤلاء بحاجة للقلق من مضي براغماتيين إيرانيين قدماً في طريق الانفراج مع الولايات المتحدة. فقد أصبحوا يدركون اليوم أن ذلك الطريق بات مغلقاً".

مقايضة
ويتابع فايز: "لا سبيل للمبالغة في القول إن إيران أقدمت على تلك المقايضة الديبلوماسية (الصفقة النووية)، لأنها كانت بحاجة، وما زالت، للاستقرار".

ولكن الاضطراب الحاصل حالياً يؤشر لمدى هشاشة الصفقة النووية بالنسبة لكلا الجانبين، وذلك بالرغم من مرور عام ونصف على توقيعها بين ست قوى كبرى وإيران. كما تظهر ضعف موقف روحاني وهو يسعى لإعادة انتخابه بعد ستة أشهر.

اقتصاد أقل نمو
ويقول بترسون إن روحاني لا يواجه منافسة قوية من قبل أي متشدد إيراني، ولكنه يواجه اقتصاد أقل نمواً وقوة، مما كان متوقعاً تحقيقه عند توقيع الصفقة النووية. وهو يواجه رئيساً أمريكيا منتخباً قد يلغي الصفقة النووية، وقد يعيد تجميد العلاقات مع بلاده، ما سيترك أثره على شعبيته.

عدو وجودي
في السياق ذاته، قال مسؤول إيراني رفض التصريح عن اسمه: "أعتقد أن ذلك فعلياً ما أراده المتشددون، وهو أن تكون إيران في مواجهة عدو يهدد وجودها".

ولكن محللين ومعهم ذلك المسؤول الإيراني لا يعتقدون أن إيران ستتخذ خطوات جادة لا عودة عنها مع ترامب، وهو يستعد لدخوله البيت الأبيض بعد شهر تقريباً. فإن الرئيس المنتخب لم يذكر إيران في شريط فيديو تحدث فيه عن أولوياته خلال الأيام المائة الأولى على حكمه.

سذاجة وثقة كبيرة
ولكن، بحسب المسؤول الإيراني، اتهم فريق روحاني المفاوض "بالسذاجة وبفرط الثقة بالأمريكيين. وهناك بعض الإيرانيين الذي لا هم لهم سوى العودة لفترة كان كل شيء فيها غامض. إنهم مستعدون لافتعال المشاكل".