الخميس 8 ديسمبر 2016 / 19:35

محللون: "التسوية التاريخية" للعراق تفوح منها رائحة إيرانية

صدام اليحيى - عمان

قال محللون سياسيون إن خطة "التسوية التاريخية" للعراق، التي بدأ رئيس ما يعرف بالتحالف الوطني عمار الحكيم يحشد لها، لن تنجح لأنها تفوح من أوراقها "رائحة إيرانية".

ولفت المحللون إلى أن المبادرة لن ترضي الكثير من أطياف الشعب العراقي المعادي لإيران المتهمة بتأجيج الصراع الطائفي الدائر في العراق منذ سنين، ودعم ميليشيات متهمة بارتكاب مجازر طائفية في العراق.

وكان الحكيم أعلن مشروعاً أقرته كتل التحالف الوطني بالإجماع، يهدف إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة بعد هزيمة داعش، إلا أن كتلة الأحرار (تيار الصدر) اعتبرت تطبيق الاقتراح "غير ممكن والحل الأمثل يكون بتحقيق الإصلاحات السياسية". وأعلنت كتلة دولة القانون، بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، اعتراضها على إشراك بعض الشخصيات السياسية المستبعدة من التسوية.

ورفضت القوى السنية تسلم مشروع "التسوية التاريخية" من مكتب الامم المتحدة في العراق،  معتبرة أن الموافقة على قانون الحشد الشعبي يصب بالضد منها.. ومتسائلة بالقول: أي تسوية تاريخية يمكن انجازها في ظل اصرار الاكثرية على ممارسة دكتاتوريتها على القوى الاخرى في العملية السياسية منهية بذلك مبدأ التوافق السياسي المعمول به في البلاد منذ 2003.

وبدأ الحكيم ووفد مرافق له، زيارة لعمل الأربعاء، بدأها بلقاء مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، دعا فيه الأردن والدول العربية إلى دعم الى دعم مشروع التسوية الوطنية لحل الازمه بين القوى السياسية في العراق، حسب بيان صدر عن المجلس الاعلى الإسلامي في العراق.

ومن المنتظر أن يقوم عمار الحكيم بزيارة إلى القاهرة بعد ذلك لإطلاع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على بنود التسوية ثم يتجه إلى إيران لتدارس النتائج مع المرشد الأعلى علي خامنئي، وسائل اعلام

وقال أستاذ العلوم السياسية العراقي، المقيم في عمان، نادر البومرعي، في اتصال هاتفي مع 24 إن المبادرة التي يتبناها الحكيم يصعب نجاحها لتجارب أطياف الشعب العراقي السابقة، مع هذه التجارب التي دائما تقف ايران خلفها.

وتساءل البومرعي عن سبب طرح المبادرة وإعادة إحيائها من جديد، خاصة في ظل "استحواذ التحالف الشيعي على كل أركان الدولة العراقية بدعم من طهران، ولماذا يريدون الحوار مع السنة، في وقت تحصل فيه الحكومة العراقية على دعم كبير من أمريكا.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن طرح المبادرة مجدداً بعد مرتين سابقتين وفي هذا الوقت بالذات، يشير إلى وقوف إيران خلفها وسعيها لحماية مصالحها في العراق قبل وصول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض منتصف الشهر المقبل.

من جهته، قال معارض عراقي في عمان، طالبا عدم نشر اسمه، إنهم تلقوا اتصالات من الوفد المرافق للحكيم المتواجدون في عمان للحديث عن المبادرة، مؤكدا أن أغلب المعارضين المقيمين في عمان أبدوا تحفظا وشروطا على الموافقة عليها.

ولفت المعارض إلى أن الشروط التي تم وضعها للجلوس على طاولة للحوار مع ممثلي الحكيم، وجود طرف دولي يضمن الالتزام ببنودها، وعدم تجاوزها مستقبلا من قبل التيارات المختلفة، ووضع حد للتدخلات الإيرانية.