السفير الروسي المغتال أندريه كارلوف (أرشيف)
السفير الروسي المغتال أندريه كارلوف (أرشيف)
الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 / 11:29

أندريه كارلوف: 40 عاماً من الدبلوماسية تنتهي بالاغتيال

24 - شيماء بهلول

شهدت أنقرة مساء أمس الإثنين، حادثة تعتبر هي الأفجع في ظل الظروف والأزمات التي تعيشها البلاد، التي زادت من حدة توتر العلاقات بين روسيا وتركيا عقب اغتيال السفير الروسي كارلوف بتركيا.

ويتبادر إلى الأذهان الكثير من الأسئلة، حول بعض الجوانب التي سبقت هذه الحادثة، ولفهمها لابد من إلقاء نظرة على سيرة السفير الروسي وأهم المحطات التي مر بها قبل اغتياله.

تعليمه

أندريه كارلوف هو دبلوماسي روسي، ولد في موسكو عام 1954، وتخرج من معهد العلاقات الدولية عام 1976، وهو من أقدم الدبلوماسيين المخضرمين الروس، حيث انخرط في السلك الدبلوماسي منذ عام 1976 لصالح الاتحاد السوفياتي، وتنقل بين مناصب وسفارات عدة.

أبرز أعماله

عمل سفيراً للاتحاد السوفياتي في كوريا الشمالية بين عامي 1976 و1981، ومرة أخرى بين عامي 1984 و1990، وعندما سقط الاتحاد السوفياتي تولى منصب سفارة روسيا الاتحادية بين عامي 1992 و1997، ثم أصبح سفيراً لدى جمهورية الصين الشعبية بين عامي 2001 و2006.

وشغل كارلوف منصب مساعد المدير العام لشؤون القنصليات في وزارة الخارجية الروسية في عام 2007، وأصبح المدير العام للقسم نفسه خلال الفترة الممتدة بين عامي 2009 و2013، ثم شغل منصب سفير روسيا لدى تركيا بدءاً من 12 يوليو(تموز) 2013.

أبرز تصريحاته

بعد نحو عامين من استقرار عمله بالأراضي التركية، وتحديداً في أكتوبر(تشرين الأول) 2015، استدعته الخارجية التركية إثر ضربات للطيران الروسي قرب حدودها مع سوريا، ووجهت إليه تحذيراً من العواقب الوخيمة لتلك العملية.

ومع حادثة إسقاط القاذفة الروسية الشهيرة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2015، والتي شكلت منحنى سلبياً في العلاقات بين البلدين، بدأ الحضور الإعلامي للسفير الروسي يأخذ حيزاً كبيراً، سواء في تركيا أو روسيا.

ومع تصاعد التوتر بين الطرفين تم استدعاء السفير الروسي للاحتجاج على ما تتعرض له البعثات والشركات التركية في روسيا من اعتداءات، واستدعته أنقرة إثر طائرة روسية الأجواء التركية في يونيو(حزيران) 2016.

وأعلن أندريه كارلوف في رد على محاولات التقارب بين البلدين أن "شروط تطبيع العلاقات من جانب روسيا معروفة، وتتمثل في تقديم أنقرة اعتذاراً رسمياً، ومعاقبة المسؤولين، وتقديم التعويضات عن خسائر الدولة".

وإثر زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى سان بطرسبرغ ولقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في أغسطس (آب) 2016، أعلن السفير الروسي عزم وزير خارجية بلاده سيرغي لافروف، إجراء زيارة رسمية إلى تركيا، وشدد على أن "العلاقات التركية الروسية دخلت مرحلة جديدة، والأزمة السورية وتداعياتها وانعكاساتها على المنطقة والعالم، هو الموضوع الأكثر أهمية على أجندة لافروف".

وتعميقاً لهذا التوجه، قال أندريه كارلوف "ننتظر عودة المقاولين الأتراك إلى روسيا بفارغ الصبر"، مشيراً إلى تجاوز الأزمة الكبيرة بين البلدين بفضل مبادرة قادة البلدين، وقال "نبذل جهوداً لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها".

وأشاد في كلمة له خلال مشاركته في فعالية نظمتها رابطة المقاولين الأتراك في العاصمة أنقرة، بإسهامات شركات البناء التركية التي تعمل في روسيا، وأضاف "اكتسبت الشركات التركية في روسيا سمعتها بفضل جهودها، حيث بلغت نسبة مساهمة المقاولين الأتراك في بعض الأعوام ثلث المشاريع الجارية".

وحول مشروع خط أنابيب السيل التركي الهادف إلى نقل الغاز الروسي إلى القارة الأوروبية عبر الأراضي التركية، أكد كارلوف أن "تركيا ستحصل على الغاز، ليس من أجلها فقط، وإنما من أجل التصدير أيضاً".

حادثة اغتياله
لقي كارلوف مصرعه يوم الإثنين 19 ديسمبر(كانون الأول) 2016، إثر هجوم مسلح داخل معرض فني في أنقرة بينما كان يلقي كلمة في معرض فني بعنوان "روسيا في عيون الأتراك".

وقال شهود عيان إن المهاجم أطلق ثماني رصاصات على كارلوف، ثم أعلن بالتركية أنه نفذ الهجوم انتقاماً لما فعله الروس في الأزمة السورية تحديداً لأهالي مدينة حلب، في إشارة إلى مشاركة موسكو في الحملة العسكرية التي انتهت بتهجير عشرات الآلاف من أحياء حلب الشرقية، فضلاً عن قتل آلاف المدنيين.
وهتف القاتل "لا تنسوا سوريا.. لا تنسوا حلب.. من كان له ضلع في هذا الظلم سيردع وسيسأل عن ظلمه.. طالما أن إخوتنا ليسوا في أمان، لن يكون هناك أحد في أمان".

وكشفت وسائل إعلام تركية أن القاتل يدعى "مولود ميرت الطنطاش" تركي الجنسية من مواليد 1994، كان عنصراً في الحراسات الخاصة بأنقرة، وقتل برصاص الشرطة بعد اقتحامها المعرض.