لرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني (أرشيف)
لرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني (أرشيف)
الإثنين 9 يناير 2017 / 00:05

رفسنجاني.. مهندس "إيران غيت" وإصلاحي وقامع للحريات

توفي رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني الأحد إثر إصابته بنوبة قلبية في أحد مستشفيات طهران عن عمر يناهز 83 عاماً.

ولد الرئيس الإيراني السابق، هاشمي رفسنجاني، واسمه الكامل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، عام 1934 في بلدة رفسنجان، بمحافظة كرمان الإيرانية.

وهو من عائلة ثرية عرفت بزراعة وتجارة الفستق، وتلقى تعليمه الديني في مدينة قم، المقدسة عند الشيعة، وأصبح عام 1958 من أتباع مؤسس الثورة الإيرانية، روح الله خميني، وحصل على درجة "حجة الإسلام" وهي ثاني أعلى درجة في العلوم الدينية عند الشيعة، بعد درجة "آية الله".



وبدأ نشاطه السياسي بشكل جاد منذ عام 1961، حيث سار على نهج أستاذه الخميني، وأصبح أحد أنصاره المقربين، ويؤثر رأيه على آراء الآخرين، وقد أسمع الخميني الجميع بأن رفسنجاني موضع ثقته التامة.. باعتباره أحد أعمدة الثورة المركزية، "الثورة حية ما دام رفسنجاني حياً"، و"الثورة بخير ما دام رفسنجاني بخير".

وعارض مع الخميني سياسة شاه إيران، محمد رضا بهلوي، القائمة على عصرنة إيران، وبعد نفي خميني في 1962، أصبح رفسنجاني أحد رجاله في إيران، وكان مكلفاً بجمع الأموال لدعوته.

وتولى قيادة القوى المؤيدة للخميني في إيران، واعتقل 7 مرات من قبل جهاز الاستخبارات(السافاك) في زمن الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، بسبب نشاطه السياسي، وقضى خلالها 4 سنوات و 5 أشهر في السجن.


وتولى رفسنجاني منصب رئيس البرلمان بين عامي 1980 و1989، وفي آخر أعوام الحرب العراقية الإيرانية التي انتهت عام 1988، عينه الخميني قائماً بأعمال قائد القوات المسلحة.

كما انتخب رئيساً للجمهورية في إيران لفترتين رئاسيتين متتاليتين من 3 أغسطس (آب) سنة 1989 م إلى 2 أغسطس (آب) 1997، كما اختير رئيساً لمجمع تشخيص مصلحة النظام وعضواً لمجلس خبراء القيادة في إيران.

وكان رفسنجاني في قلب الاتصالات بين الولايات المتحدة وإيران وحصول طهران على أسلحة من إسرائيل بموافقة أمريكية، عام 1985، عرفت القضية بفضيحة إيران غيت، التي كادت أن تطيح بالرئيس رونالد ريغان.

وكانت مقترحاته السياسية آنذاك وسعيه الدؤوب أحد أسباب إنهاء الحرب العراقية الإيرانية، والتي استمرت أكثر من 8 سنوات، وانتهت عام 1988.



وأصبح رفسنجاني ثاني أقوى شخصية في النظام الإيراني.

وانتخب رفسنجاني رئيساً للجمهورية عام 1989، بنسبة 95%، وعزز سلطته في منصب كان ضعيفاً، أمام سلطة المرشد، وانتهج سياسات تميل إلى فك العزلة عن إيران وإعادة علاقاتها مع الدول الأوروبية.

وسعى إلى جذب الاستثمارات الغربية وتشجيع القطاع الخاص بهدف إنعاش اقتصاد البلاد المتردي، وطبق مشروع التنظيم العائلي، خلافاً للسياسات السابقة التي كانت تشجع على زيادة المواليد.

ولكن محاولات الانفتاح على الغرب وتحرير الاقتصاد لم تمنع استمرار انتهاك حقوق الإنسان وقمع المعارضة في البلاد، وإن كانت فترة رفسنجاني عرفت بعض الانفتاح الثقافي.

وعمدت حكومة رفسنجاني في التسعينات إلى قمع المسيرات والمظاهرات التي خرجت احتجاجاً على الوضع الاجتماع والاقتصادي والسياسي.

واستطاع رفسنجاني بخبرته وحنكته السياسية أن يعبر بإيران - بالتنسيق مع المرشد الجديد علي خامنئي - من الأزمات، ثم رفع شعاراً جديداً هو إعادة البناء والإعمار، ولكن هذا البناء والإعمار تطلب تجاوز أشياء كثيرة كان من أهمها الحريات.

وخلال الثماني سنوات التي تولى فيها رفسنجاني رئاسة الدولة استطاع أن ينجح نسبياً في إعادة بناء إيران من جديد، وفي عهده أخذت إيران بالتحول من إيران الثورة إلى إيران الدولة.

ونجح رفسنجاني في القيام بعدة خطوات هامة كان من أهمها تعليق فكرة تصدير الثورة الإيرانية، مما حدا بالبعض إلى اتهامه بأنه يريد أن يدفن الثورة، وهو ما أفضى إلى التركيز على إعادة بناء وصياغة دور إقليمي ودولي مناسب لإيران.

وكانت زيارته إلى موسكو بعد أقل من شهر من وفاة الخميني محاولة للانفتاح على أكثر من جهة، بالرغم مما قيل آنذاك من أن وصية الإمام الخميني تضمنت هجوماً عنيفاً على موسكو، هذا بالإضافة إلى إعلانه أن الثورة "ليست للتصدير".

اعتقال 
وتعرض أفراد من عائلة رفسنجاني، من بينهم ابنته فائزة، إلى الاعتقال في فترة حكم أحمدي نجادي.

ففي عام 2012، اعتقلت فائزة رفسنجاني بتهمة "ترويج دعاية معادية للحكومة" خلال حملة 2009 الانتخابية، وحكم عليها بالسجن لمدة 6 شهور. ويقول محللون إن سجنها كان يهدف إلى الضغط على رفسنجاني.

واعتقل ابنه مهدي في عام 2012 أيضاً لدى عودته الى ايران بعد غياب دام 3 سنوات، وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهم تتعلق بالفساد والخروقات الامنية.

وفي عام 2013، قرر مجلس صيانة الدستور إقصاء رفسنجاني من الترشح للانتخابات الرئاسية.

ولعب رفسنجاني دوراً بارزاً في انتخاب الإصلاحي محمد خاتمي رئيساً لإيران خلفاً له من عام 1997 إلى عام 2005.

وحاول رفسنجاني العودة إلى سدة الرئاسة عام 2005، ولكنه خسر الانتخابات أمام المرشح المتشدد محمود أحمدي نجاد.

كما دعم رفسنجاني ترشح الاصلاحي المعتدل حسن روحاني في انتخابات 2014، وكان مؤيداً قوياً للاتفاق النووي الذي توصلت إليه حكومة روحاني مع القوى الكبرى، وهو الاتفاق الذي أدى إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران.