المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد (أرشيف)
المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد (أرشيف)
السبت 14 يناير 2017 / 23:08

المتحدث باسم الخارجية المصرية لـ24: اجتماعات ليبيا بالقاهرة لا تفرض إملاءات أو مواقف محددة على أي طرف

24 ـ القاهرة ـ أكرم علي

كشف المتحدث باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد عن استضافة مصر لاجتماع دول الجوار على المستوى الوزاري لمناقشة القضية الليبية يوم 21 يناير (كانون الثاني) الجاري، وذلك ضمن آلية دول الجوار المستمر منذ فترة.

وقال أبو زيد في حوار لـ24، إن مصر مهتمة بالملف الليبي منذ فترة طويلة بسبب طبيعة السياق الجغرافي الذي يربط بين البلدين، وأن الاجتماعات التي تجرى في مصر ليست إملاء مواقف محددة على الشخصيات الليبية، وإنما لإتاحة الفرصة لهم على الحوار في مناخ داعم لهم. وإلى نص الحوار:

شهدت القاهرة خلال الأسابيع الماضية اجتماعات مكثفة بشأن ليبيا، لماذا هذه التحركات المصرية تجاه الملف الآن؟
- مصر منخرطة طوال الوقت في الملف الليبي، ومنذ فترة طويلة وهي تعمل على تلك القضية لأسباب عدة ومعروفة للجميع، وأبرز هذه الأسباب هو الطبيعة الجغرافية التي تربط بين مصر وليبيا والحدود المشتركة بين البلدين والتي تفرض على مصر أن تكون على مقربة من الأوضاع في ليبيا بهدف دعم الاستقرار والسلام ومساعدة الأطراف الليبية المختلفة للتوصل إلى التوافق المطلوب لحماية الشعب الليبي ومساعدته على إدارته لملفاته، وهذا الانخراط بدأ على المستوى الثنائي مع جميع أطراف المعادلة الليبية ومن خلال إطار دول الجوار الليبي، حيث إن مصر عضو في آلية دول الجوار، أو من خلال الإطار الدولي من حيث دعم جهود المبعوث الاممي إلى ليبيا مارتن كوبلر.

هناك تحركات أخرى تقوم بها مصر بالتنسيق مع بعض الأطراف المختلفة وخاصة في القارة الأفريقية ؟
- بالتأكيد مصر تتواصل مع الأطراف المختلفة، وفي الفترة الأخيرة هناك تحركات من قبل الاتحاد الأفريقي أخيراً، في إطار ما يسمى اللجنة الرئاسية إلى ليبيا، وقد تمت دعوة مصر للحضور على مستوى القمة يوم 25 يناير(كانون الثاني) الجاري في الكونغو برازفيل، ونحن نرى أنه التزام مصري أصيل بطرق جميع الأبواب لدعم ليبيا.

ومن هي الدول الفاعلة في الملف الليبي مع مصر خلال الفترة الأخيرة أيضاً؟
- جميع دول الجوار منخرطة في الشكل الليبي، ومصر دعت لاجتماع لدول الجوار في 21 يناير(كانون الثاني) الجاري يعقد في القاهرة، وتتداول دول الجوار هذه الآلية لدعم الاستقرار في ليبيا ومحاربة الإرهاب، والهدف واحد يصب في دعم استقرار ليبيا السياسي والأمني.

وما هي كواليس الاجتماعات التي استضافتها مصر أخيراً، سواء على الشق السياسي والإعلامي؟
- بدأنا منذ فترة جهوداً خاصة لمحاولة حل الأزمة، حيث استضافت مصر اجتماعاً للقبائل الليبية في العام الماضي، كما توجد لجنة وطنية مصرية يرأسها الفريق محمود حجازي رئيس أركان القوات المسلحة وتضم في عضويتها وزارة الخارجية وجهات أخرى، وهذه اللجنة الوطنية تتولى التنسيق وتتولى التعامل مع الملف الليبي، وقد حرصت اللجنة منذ شهر ديسمبر (كانون الثاني) الماضي على التواصل مع الأطراف الليبية المختلفة لتقريب وجهات النظر وإتاحة الفرصة للجلوس سويا في حوار يتسم بالشفافية والموضوعية في محاولة التوافق فيما بينهم. إن مصر حين تستضيف مثل هذه الاجتماعات لا تستهدف إملاء مواقف محددة وإنما تسعى لإتاحة الفرصة للأشقاء الليبيين للحوار في مناخ داعم لهم، والمناخ المصري هو مناخ محايد والجميع يدرك أن مصر ليس لديها أجندات خاصة في ليبيا وهدفها مصلحة الشعب الليبي ومصلحة الاستقرار في ليبيا، وبالتالي هناك ثقة في حيادية الدور المصري. وقد استضافت مصر اجتماع ملتقى القاهرة في 13 ديسمبر(كانون الثاني)، وقد أتاح اللقاء الذي حضره رئيس الأركان والوزير سامح شكري بعد حوار مطول لمدة 48 ساعة بين الشخصيات الليبية الفاعلة على الساحة السياسية وهم قرابة الـ59 شخص، التوصل إلى عدة نقاط وهذه العناصر شملت توسيع لجنة الحوار الوطني وإعادة النظر في بعض مواد الاتفاق السياسي وتشمل أيضاً تعديل لجنة الحوار ومعالجة المادة الثانية المرتبطة بوضعية الجيش الوطني.

وهل كان لدعوة مجموعة الإعلاميين دور بارز في دعم إعلان القاهرة الذي صدر أخيراً؟
- بالتأكيد كانت دعماً للتحركات السابقة، والفكرة جاءت بعد انعقاد آخر اجتماع في القاهرة وكان لمجموعة من الإعلاميين والحقوقيين وقادة الرأي في 26 ديسمبر (كانون الثاني) الماضي، وأعلنوا فيه دعمهم لإعلان القاهرة وأكدوا تبنيهم لمشروع خطاب إعلامي وطني يدعو إلى تكوين ليبيا موحدة والضغط على المؤسسات الشرعية للترويج لتلك الأفكار الداعمة لوحدة الصف الوطني الليبي، وتطوير وسائل تكون ضاغطة على المجتمع الدولي، ودعوا إلى التوافق والمصالحة الوطنية وشكلوا أيضاً لجنة تأسيسية للتنسيق فيما بينهم، وكان اجتماعاً هاماً لتعزيز الزخم الإعلامي حول نتائج إعلان القاهرة، واستقبلت أيضاً مصر خلال الفترة الأخيرة عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، والهدف كان عرض نتائج حوار القاهرة وكيفية الخروج من المأزق. وقد وعد رئيس مجلس النواب بعقد جلسة لمناقشة كل تلك الاقتراحات والتي ترتبط بتوسيع لجنة الحوار الوطني وإعادة النظر في بعض مواد اتفاق الصخيرات وإعادة تشكيل المجلس الرئاسي وطرحت عدة سيناريوهات، وكانت نقاط إعلان القاهرة موسعة، وحرصت مصر على أهمية التركيز على القضايا الخلافية الرئيسية والخروج من الاتجاهات العامة التي يمكن البناء عليه لتجاوز حالة الاختناق الحالية في تنفيذ اتفاق الصخيرات، كما التقت اللجنة الوطنية مع أعضاء مجلس النواب الليبي الذين كان يهدف لتعريفهم بنتائج الاتصالات التي تمت والتي تسعى لتكون قوة داعمة داخل مجلس النواب وتعريف كل النواب بالأفكار المطروحة من الليبيين أنفسهم للخروج من الأزمة.

ماذا عن الأقاويل التي تقول إن مصر تدعم أطرافاً محددة في ليبيا، لاسيما المشير خليفة حفتر؟
- في البداية المشير خليفة حفتر هو قائد الجيش الوطني الليبي ويقوم بدور وجهد في مجال مكافحة الإرهاب واتفاق الصخيرات يتضمن شقاً خاصاً بالجيش الوطني الليبي ووضعيته، وأوضح أن أحد المعوقات مرتبطة بقيادة الجيش الوطني الليبي، ومصر تدعم دائما خيارات الشعب الليبي وما يقرره دون دعم أي طرف على حساب آخر.