عام القراءة  (أرشيف)
عام القراءة (أرشيف)
الأحد 15 يناير 2017 / 19:02

الإمارات ومنظومة القيم العربية

طفلنا العربي أصبح رهينة فكر ثائر تارة، وفكر متطرف تارة أخرى، وفكر غير أخلاقي في بعض الأحيان

ربما بعد انتهاء عام القراءة، نحن بجاحة إلى تقييم فعلي يتجاوز الرصد إلى التحليل واستشراف المستقبل. فالمنجز قد تحقق بالفعل، أو ربما كنا بحاجة إلى أن نتأكد أنه قد تحقق.

إننا نتحدث عن طفل عربي بفضل الفكر الإماراتي الفعال والهمة الإماراتية الرائدة استطاع أن يقرأ 135 مليون كتاب، ليحطم إشاعة أسطورية أطلقها المغرضون، وأصبحنا نرددها أكثر منهم.

والسؤال الآن ماذا يقرأ الطفل العربي؟

هل يقرأ للمتعة فقط في قطيعة مع المدرسة ومعاييرها ومنهاجها؟ أم يقرأ للمعرفة رهين المدرسة وجمودها، أم يقرأ اكتساباً للقيم وبناء للشخصية التي نريدها للطفل العربي. بلا شك أن كل أنواع القراءة مطلوبة، لكن ما يجب استثماره ووضع برنامج عملي له هو القيم. فأمة القلم والقيم، بحاجة إلى منظومة قيم. قد نقول للأسف، وقد نقول إنه لمن حسن الحظ، أنه لا يوجد منظومة للقيم معتمدة من جهة ذات مرجعية وقرار.

الإجابة ليست متناقضة. فعلاً نحس كعرب بنوع من التقصير في عدم وجود منظومة من القيم تراعي الخصوصية العربية، لكننا ربما نكون محظوظين أن أمراً خطيراً كهذا لم يلتفت له أصحاب الفكر القاصر والإقصائي.

إن التأمل أكثر في المناهج، وما يعمل عليه المؤلفون في كتب الأطفال، سوف يظهر بعد بحث استقصائي بسيط، أننا نعمل بدون خطة، ونسير دون هدي، ولذا فإن طفلنا العربي أصبح رهينة فكر ثائر تارة، وفكر متطرف تارة أخرى، وفكر غير أخلاقي في بعض الأحيان.

الأدب ليس متعة أو معرفة، إنه حمال قيم. أول ما ينبغي التركيز عليه في أي منظومة قيم هو بناء الشخصية المعتزة بهويتها، المنتمية لمحيطها القريب والبعيد، الموالية لفكر قيادتها، المنتجة لما يعزز هذه الهوية ويسهم في بناء الأمة.

الأمم العريقة في الحضارة، لا تقاس فقط بواقعها، ومستقبلها، بل لا بد من نظرة إلى ماضي الأمة، لا بد من تقييم مدى وجود هذا الماضي في أدبياتها التربوية، ومنجزاتها الأدبية. والإمارات تعمل على مشروع فكري كبير، الطفل مبدؤه، والأمة منتهاه.