الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الإثنين 16 يناير 2017 / 15:33

كيف تدمر روسيا خصومها السياسيين؟

قالت البروفسور في كلية الصحافة في جامعة ميريل لينش سارة أوتز إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ودونالد ترامب وفرا لروسيا فرصة رائعة لإظهار إحد أهم منتجاتها المحلية، وهو نوع فعال من التلاعب الإعلامي يسمى "كومبرومات".

خصوم سياسيون كثر لبوتين أو للنظام الروسي يجدون نفسهم يواجهون اتهامات بحيازة مواد إباحية يعتقدون أن عملاء روس دسوها لهم، في روسيا ولكن أيضاً في ليتوانيا وبريطانيا

وتشرح أوتز في مقال بصحيفة واشنطن بوست أن "مواد للمساومة" هي تقاطع معلومات وابتزاز. إنها القدرة على تشويه سمعة الخصوم السياسيين والضغط على حلفاء من خلال إشارات أو صور أو أشرطة فيديو أو وعود بكشف ربما وثائق مزورة بتقنية عالية. وغالباً ما تشمل هذه المواد أموراً جنسية أو إباحية.

تقويض صدقية الهدف
ويكمن سحر "كومبرومات" بإثارة نوع من الشك، من دون إثباته بشكل قطعي. وهذا يبدو قليلاً كنوع "من الأنباء الزائفة"، ولكن في عمليات كلاسيكية كهذه، تعمل منظمات إعلامية روسية رسمية بالتنسيق مع الكرملين للعثور على طرق فاعلة لتقويض صدقية الهدف، وأكثر الأحيان بأكثر طريقة شخصية ممكنة.

ومع وصول "كومبرومات" إلى أمريكا، تحدثت الباحثة عن الأخبار التي انتشرت الأسبوع الماضي عن أن مسؤولين استخباراتيين أمريكيين قدموا إيجازاً لترامب في شأن معلومات غير مثبتة مفادها أن عملاء روساً جمعوا معلومات فضائحية عنه أو أقاموا اتصالات مع مستشاريه. ولكن "كومبرومات" كان تياراً دائماً في الحملة الانتخابية أيضاً، إذ يقول مسؤولون استخباراتيون إن قراصنة اقتحموا خوادم اللجنة الوطنية الديمقراطية وحساب مدير حملة هيلاري كلينتون لتسريب معلومات مؤذية عنها. وليس ميل ترامب لنظريات المؤامرة واتهاماته التي لا أساس لها، بعيدة من المفهوم الروسي، ولهذا السبب تلقى الفكرة عن أنه ربما كان هدفاً ل"كومبومات" صدى واسعاً لدى خصومه السياسيين.

ونفى الكرملين أن يكون سعى إلى جمع معلومات لابتزاز ترامب خلال زياراته لروسيا، كما نفى تورطه في قرصنة اللجنة الوطنية الديمقراطية. ولكن رجل أعمال بارز مثل ترامب قد يكون هدفاً لمثل هذه العمليات. ونفي مثل هذه الأمور ليس غريباً أيضاً.

تطور "كومبرومات"
وتقول أوتز إن "كومبرومات" تطور منذ حقبة ستالين، عندما كان يتم التلاعب بصور الخصوم السياسيين. وبات خصوم سياسيون كثر لبوتين أو للنظام الروسي يجدون نفسهم يواجهون اتهامات بحيازة مواد إباحية يعتقدون أن عملاء روس دسوها لهم، في روسيا ولكن أيضاً في ليتوانيا وبريطانيا.
ويشمل تكتيك آخر أشرطة جنسية. ففي 2010، سربت على وسائل التواصل الاجتماعي أشرطة لصحافيين وسياسيين روس صوروا في شكل منفصل يمارسون الجنس مع نفس المرأة الروسية. والعام الماضي تضررت سمعة حزب سياسي عندما سرب فيديو لزعيمه المتزوج يمارس الجنس مع مساعدة له.

بوتين ساعد يلتسين

وتؤكد أوتز أن بوتين انخرط في عمليات مماثلة لسنوات. ففي 1990، عندما كان رئيساً لجهاز "أف أس بي" ساعد الرئيس بوريس يلتسين على تقويض صدقية المدعي النافذ يوري سكوراتوف، الذي هدد بفضح أسماء المسؤولين الروس الذين يحولون أمولاً الى حسابات بمصارف أجنبية. فعندما لم يستطع يلتسين إقناع البرلمان بإقالة سكوراتوف، بث التلفزيون شريط فيديو للمدعي، أو على الأقل لرجل يشبهه يمارس الجنس مع مومسات. وقد تبدو مثل هذه الأمور أمريكية المصدر، إلا أنها في الواقع سياسات عادية في روسيا.

نافالني وبيريزوفكسي
ومع ذلك، ارتد بعض المحاولات الخرقاء على الكرملين. ففي 2012، نشرت وسائل إعلام صورة للمعارض أليكسي نافالني مع الثري المنفي بوريس بيريزوفسكي، وهو عدود لدود لبوتين. وكُتب تحت الصورة أن القوى خارج روسيا تمول جهود المعارضة. إلا أن نافالني كشف الصورة الأصلية التي تظهر وقوفه إلى جانب رجل آخر، وبدأ الروس ينتجون صورهم الممنتجة لنافالني مع أرنولد شوارزينيغر وأدولف هتر ومخلوقات فضائية.