ريك تيليرسون الذي رشحه ترامب لوزارة الخارجية الأمريكية.(أرشيف)
ريك تيليرسون الذي رشحه ترامب لوزارة الخارجية الأمريكية.(أرشيف)
الإثنين 16 يناير 2017 / 15:30

ماذا يعني تعيين قطب الشركات رئيساً للديبلوماسية الأمريكية؟

خضع ريكس تيليرسون، الرجل الذي اختاره دونالد ترامب لوزارة الخارجية الأمريكية، لجسلة استماع دامت تسع ساعات، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ.

ما يقلق بعض أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين وجماعات المصلحة العامة الأمريكية هو احتمال أن لا يكون تيليريسون، بعدما يصبح وزيراً للخارجية، قادراً على تحييد نفسه، ولو روحياً، عن شركة رأس مجلس إدارتها على مدار أكثر من أربعين عاماً

 ويقول سيدهارثا ماهانتا، محرر للشؤون الدولية في مجلة ذا أتلانتيك، إن تيليرسون يفتقد للخبرة اللازمة في مجاله الجديد، كما ثبت من خلال إجاباته على عدد من الأسئلة الخاصة بدور العقوبات الاقتصادية في السياسة الخارجية، والوقود الأحفوري، وكيفية تعامل إدارة ترامب مع الحرب العشوائية واللا قانونية التي تشن ضد المخدرات في الفيلبين، وفيما إذا كان الدور الروسي في سوريا يدخل في إطار جرائم الحرب. ورد تيليرسون مراراً بأنه بحاجة للحصول على مزيد من المعلومات والحقائق، أو أنه لم يبحث الأمر بعد مع رئيسه المقبل.

تدقيق

ولكن، بحسب ماهاتنا، عبر تيليريسون عن وجهات نظر واضحة تتطابق مع مصالح شركة إكسون موبايل التي كان رئيساً تنفيذيا لها.
ومن النقاط اللافتة قضية استخدام العقوبات التي أشار إليها تيليريسون في بيانه الافتتاحي، إلى جانب تقديم مساعدات عندما تقتضي الحاجة.

معارضة
وفي مناسبات عدة سابقة، أعرب تيليريسون عن معارضته لعقوبات فرضتها إدارة أوباما على روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا، وحيث لشركة إكسون موبيل مصالح تجارية كبيرة فيها.

انفتاح
ومع ذلك، يرى تيليرسون وجوب فرض عقوبات ضيقة لتسوية مشاكل محددة، كأن تكون الولايات المتحدة عرضة لهجوم إلكتروني تديره دولة أجنبية.
ولكن بوب مينينديز، سيناتور ديموقراطي عن ولاية نيوجيرسي، وهو مهندس رئيسي لعقوبات أمريكية فرضت على روسيا وإيران، قال إن الهدف من العقوبات يكون عادة إضعاف اقتصاديات خارجية، لا الإضرار بمصالح تجارية داخلية.

دعم
ولكن أراء تيليريسون تحظى بدعم بعض رجال الأعمال الأمريكيين، مثل مايرون بريليانت، نائب الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الأمريكية، ورئيس لجنة الشؤون الدولية، الذي بعث برسالة إلكترونية قال فيها: "لا يفترض بعمال ومزارعين أمريكيين أن يهاجموا سياسة لا مجال لنجاحها. إن فرض عقوبات أمريكية ضد بلد ما، يؤدي، على سبيل المثال، لتقييد قدرة مواطني ذلك البلد على شراء سلع أمريكية، أو استدعاء رد مماثل من قبل ذلك البلد ضد الولايات المتحدة" .

مساءلة
ويلفت الكاتب لمساءلة عدد من أعضاء مجلس الشيوخ لتيليرسون بشأن مشاريع وعمليات تجارية ينفذها فرع إكسون موبايل في أوروبا بالتعاون مع إيران وسوريا والسودان، وهي دول فرضت عليها أمريكا عقوبات بتهم رعاية الإرهاب. وعندما سئل تيليرسون عما إذا كان يتذكر مطالبات لشركته بوجوب الكشف عن تلك الصفقات، ادعى بأنه لا يتذكر شيئاً من هذا القبيل.

عاجز عن تحييد نفسه
ويقول ماهانتا إن ما يقلق بعض أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين وجماعات المصلحة العامة الأمريكية هو احتمال أن لا يكون تيليريسون، بعدما يصبح وزيراً للخارجية، قادراً على تحييد نفسه، ولو روحياً، عن شركة رأس مجلس إدارتها على مدار أكثر من أربعين عاماً، ونفذت مشاريع في أكثر من مكان حول العالم، من روسيا إلى تشاد إلى أندونيسيا.

وأوحت الأسئلة التي وجهت إلى تيليريسون بأن المصالح القومية لا تتطابق دوماً مع المصالح الخاصة، وهي حقيقة معروفة.

في السياق ذاته، قال زوركا ميلين، مستشار قانوني رفيع لدى غلوبال ويتنس، في رسالة إلكترونية: "أثبت أداء تيليريسون يوم أمس خشيتنا من أن لا يكون مستعداً للتحول عن خدمة مصالح إيكسون موبيل لأجل خدمة مصالح الشعب الأمريكي".