صندوق النقد الدولي (أرشيف)
صندوق النقد الدولي (أرشيف)
الإثنين 16 يناير 2017 / 22:29

صندوق النقد الدولي يتوقع انتعاش الاقتصاد العالمي خلال 2017 و2018

أعلن صندوق النقد الدولي، اليوم الإثنين، أن التحول الإيجابي في الاقتصاد العالمي خلال النصف الثاني من العام الماضي دفعه إلى عدم تغيير توقعاته بشأن ارتفاع معدل النمو العالمي خلال عامي 2017 و2018.

وتوقع الصندوق في تقريره ربع السنوي أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.4 % هذا العام وبنسبة 3.6 % العام المقبل. وتزيد هذه التوقعات عن معدل النمو المتوقع للعام الماضي وهو 3.1 %، وهو الأقل منذ 2009-2008.

وأضاف الصندوق أن توقعاته بالنسبة للاقتصاديات المتقدمة تحسنت، مما يعكس نشاطاً أقوى نوعاً ما خلال النصف الثاني من 2016 في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى السياسات المالية الرامية إلى تحفيز الاقتصاد هناك.

وأشار الصندوق، ومقره واشنطن، إلى أن العامل الأساسي الذي يشير إلى تعزيز التوقعات بالنسبة لعامي 2018-2017 هو توقع انتعاش النمو في الأسواق الصاعدة والاقتصاديات النامية.

وقال كبير الاقتصاديين بالصندوق ماريوس أوبستفيلد إن "معظم الأداء الجيد الذي نتوقعه خلال العامين الجاري والمقبل نابع من تحسن بعض الأسواق الناشئة الكبيرة والاقتصاديات منخفضة الدخل التي تعرضت لضغوط استثنائية العام الماضي".

وأضاف "نقول ذلك بالمقارنة بآرائنا خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نحن الآن نعتقد أن معظم الارتفاع في النمو سيأتي من الآفاق الاقتصادية الأفضل في الولايات المتحدة والصين وأوروبا واليابان".

التوظيف الكامل
وأشار تقرير الصندوق إلى النشاط الاقتصادي للعالم تعافى بقوة بعد الأداء الضعيف للاقتصاد الأمريكي خلال النصف الأول من العام الماضي، في حين يرى الصندوق أن الاقتصاد الأمريكي وصل الآن إلى مرحلة التوظيف الكامل لقوة العمل لديه. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة وألمانيا من بين الاقتصادات المتقدمة التي تعمل حالياً بكامل طاقتها تقريباً.

في الوقت نفسه، حذر الصندوق من "التشتت الواسع للنتائج المحتملة" في ضوء الغموض الذي يحيط بالسياسات المنتظرة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي سيتولى السلطة رسمياً يوم الجمعة المقبل.

ورفع صندوق النقد توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي في ضوء قوة الدفع التي يتمتع بها الاقتصاد خلال 2017، والسياسات المالية التحفيزية المتوقعة في ظل إدارة ترامب. لكن الصندوق أشار إلى أن خبراء الاقتصاد مازالوا يفقدون في هذا الوقت المبكر للبيانات المحددة التي يمكن أن تساعدهم في الوصول إلى توقعات ملموسة بشأن أداء الاقتصاد الأمريكي في ظل ترامب.

"نزعة شعبوية"
وأشار الصندوق إلى تنامي النزعة الشعبوية المعادية للتجارة الحرة والهجرة والاتفاقيات متعددة الأطراف في الولايات المتحدة وأوروبا كعوامل تؤدي إلى مخاطر تهدد النمو إلى جانب تزايد معدلات الدين العام والخاص وتنامي ظاهرة التغير المناخي.

كما ذكر الصندوق أنه يتوقع نمو الاقتصاد الصيني خلال العام الحالي بمعدل 6.5% من إجمالي الناتج المحلي، محذراً من أن هذا النمو يتحقق بفضل الإنفاق الحكومي وبالتالي لن يكون مستداماً.

وتزيد توقعات الصندوق المعلنة اليوم بمقدار 0.3 نقطة مئوية عن التوقعات السابقة الصادرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتي جاءت بعد عدة أشهر من استقرار وتيرة نمو الاقتصاد الصيني.

في الوقت نفسه حذر الصندوق الموجود مقره في العاصمة الأمريكية واشنطن في تقريره الدوري من "استمرار الاعتماد على إجراءات سياسة التحفيز مع النمو السريع للقروض وتباطؤ التقدم في معالجة ديون الشركات وهو ما يرفع مخاطر التباطؤ الحاد أو التعديل المدمر" للاقتصاد الصيني.