أبوظبي (أرشيف)
أبوظبي (أرشيف)
الثلاثاء 17 يناير 2017 / 08:42

عاصمة الاستدامة

ابن الديرة - الخيلج

الاستدامة اليوم في الإمارات عنوان حاضر وسمة مستقبل، وهذا يعني الكثير، وأول ما يعنيه التزام التنمية بأشكالها كافة فكرة العمل المستدام ذي الأثر المستدام.

في ضوء هذه الحقيقة يقرأ اهتمام دولة الإمارات بموضوع الاستدامة والمستقبل، خصوصاً حين يطرح الأمر في فضاء العناية بالطاقة والطاقة المتجددة، فيخصص مؤتمر عالمي وجائزة عالمية تحمل اسم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

أمر لافت حقاً حين تتصدر دولة نفط وإنتاج نفطي دول العالم الساعية إلى بدائل جديدة ونظيفة للطاقة. هذا بعض توجه التنمية واقتصاد المعرفة قطعاً، لكنه، في الوقت نفسه، تأكيد دامغ ساطع على مبادئ وثوابت دولة الإمارات، حيث لا يمكن إنكار أو نسيان الجانب الأخلاقي في الموضوع. الناحية المعنوية في هذا السياق مهمة للغاية، ومهم جداً تأملها نحو الانطلاق منها إلى تنفيذ خطط واستراتيجيات من شأنها وضع الدولة في الطليعة دائماً، والمؤسسة الوطنية في الصدارة باستمرار.

لا يخفى على أحد أن التنمية المستدامة تتحقق اليوم في الإمارات كما لا تتحقق في أي مكان آخر، ما يستلزم المحافظة على مسارات واعدة ومبشرة وتزداد وثوقاً ورسوخاً مع مرور الأيام والأعوام. ها نحن نتقدم أكثر كلما أطل أسبوع استدامة جديد، وها هي أبوظبي عاصمة الإمارات تؤكد كل عام، بل كل يوم أنها عاصمة الاستدامة والطاقة المتجددة على مستوى العالم.

إن في واقعنا ما يدعو إلى الاعتزاز لهذه الجهة أيضاً. اليوم تجتمع 175 دولة في أبوظبي لبحث واقتراح حلول ملائمة لطاقة المستقبل، واليوم تشهد "مصدر" من جهة، و"آيرينا" من جهة مقابلة ومكملة، على جدارة وتميز أبوظبي والإمارات. ليست مصادفة، وإنما هو التخطيط السليم والواعي بدءاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو صاحب المبادرات الرائدة في مختلف مجالات التنمية، وصولاً إلى متابعة ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

يثبت كل من المؤتمر الدولي للطاقة المتجددة وأسبوع أبوظبي للاستدامة أن أبوظبي اليوم عاصمة علم وفكر واقتصاد وسياسة واتخاذ قرار على صعيد إقليمي وعالمي، وإذا كان على مجتمعنا أن يدرك هذا ومعناه، فإن على فئة الطلاب والشباب خصوصاً إدراك معنى الوصول إلى هذا المنجز، ووعي حجم المسؤولية تجاه تكريسه وتطويره في الحاضر والمستقبل. الرعيل الأول أعد الإمارات لمستقبل الإمارات الكبير، والجيل الحاضر يسهم ويعمل ويؤسس، ومطلوب من جيل المستقبل الكثير. مطلوب منه ما يوازي الحلم ويتجاوزه: لهفة العلم مطوقة بشغف العمل والأمل.