(تصوير: أشرف زين الدين)
(تصوير: أشرف زين الدين)
الثلاثاء 17 يناير 2017 / 14:16

"تلفريك" و"تاكسي مائي" في أبوظبي ضمن مشروع السوق الشعبي

24 - أبوظبي - أحمد سعيد

وقعت بلدية مدينة أبوظبي اتفاقية مساطحة لمدة 50 عاماً قابلة للتجديد مع شركة القدرة القابضة، تتولى بموجبها تصميم وبناء وتشغيل واستثمار مشروع السوق الشعبي بتكلفة تقدر بـ 750 مليون درهم.

وقع الاتفاقية مدير عام بلدية مدينة أبوظبي، مصبح مبارك المرر، ورئيس مجلس إدارة شركة القدرة القابضة محمد بن ثعلوب الظاهري.



تاكسي مائي وتلفريك
وستشكل نسبة الأنشطة التراثية في السوق الشعبي 30% من المساحة الكلية، كما يتضمن المشروع إنشاء فندق 4 نجوم مرتبط بالسوق، ومن المقترح أن يحاكي الفندق التراث الإماراتي، فيما يتضمن المشروع توفير وسائل نقل بحرية "تاكسي مائي" و"تلفريك" و"المترو" في المستقبل، وينتهي المشروع بعد نحو 27 شهراً، إذ تبدأ الأعمال الإنشائية بعد الاعتماد النهائي واستيفاء التراخيص المطلوبة والتي قد تستغرق فترة تتراوح ما بين 3 إلى 4 أشهر.



ويتمتع مشروع السوق الشعبي بموقعه المميز وبأهمية ثقافية وتجارية، حيث يقع في حوض غرب 64 بين جسر المقطع وشارع الخليج العربي، بإطلالة رائعة على جامع الشيخ زايد الكبير على طول الجانب الغربي، بينما يقع فندق ريتز كارلتون على طول الجانب الشمالي وخور المقطع على الجانب الشرقي.

ويمتد المشروع على أرض مساحتها تبلغ 245 ألف متر مربع، ويتضمن مجموعة من المراكز التجارية والثقافية والترفيهية، من أهمها السوق الشعبي التراثي الإماراتي ومركز للمسارح والفنون ومركز للصقور، فضلاً عن نحو 30 مطعماً ومجموعة مختارة من المقاهي ومحلات تجارية ومركز للترفيه لجميع الأعمار، ومجمع شاليهات للنخبة وفلل فخمة وممشى سياحي لليخوت.

وبموجب الاتفاقية تتولى القدرة القابضة مهمة إنشاء البنية التحتية في أرض المشروع، فيما تتولى بلدية مدينة أبوظبي توفير لوازم البنية التحتية الخارجية، وفيما يخص الاستفادة من الوحدات التجارية داخل السوق، فستتعاون الجهتان بالتنسيق مع المواطنين الراغبين في تأجير تلك الوحدات ممن يعملون في مجالات الحرف التقليدية والمنتجات التراثية، وسيخدم مشروع السوق الشعبي فئات عمرية واسعة متنوعة ثقافياً واجتماعياً عبر توفير مجموعة من الخدمات، منها تجارة التجزئة وورش العمل الحرفية والعروض الترفيهية الفاخرة والواجهة البحرية الترفيهية، ومنصة مرتفعة للتصوير وسيتضمن مسجداً تُقام فيه بعض الأنشطة الثقافية والتعليمية الأساسية، إلى جانب المكتبة المصممة لتوفير معارف أساسية عن مبادئ الإسلام، وسيتم الوصول إلى السوق عبر مجموعة من وسائل النقل الحديثة منها العربة المعلقة (التلفريك)، التاكسي المائي، والمترو في المستقبل، وأنواع أخرى من الوسائل.

ويُعتبر المشروع من أحدث المشاريع التي تمزج بين قيم التراث الإماراتي وفن العمارة الحديث، إذ يرتقي السوق الشعبي كقلعة تراثية تمثل للزوار منصَّة رائعة ذات إطلالة فريدة على جامع الشيخ زايد الكبير، والمساحات الخضراء الخلابة، والقناة المائية المحيطة، إضافة إلى مساحات خضراء واسعة، وممرات للمشي مظللة ومكيفة وتكتسي ألواناً زاهية، وباحات كبيرة تتيح الفرصة للجلوس والاستمتاع بالأجواء التراثية الأصيلة.

إن مشروع "السوق الشعبي" من المشاريع المهمة التي ترسخ الهوية الوطنية وتعزز القيم والمفاهيم والتقاليد العربية الأصيلة وتحيي الموروث الثقافي والعمراني والاجتماعي، بالإضافة إلى كونها وجهة سياحية واقتصادية هامة، حيث يشكل التصميم التراثي للأسواق الشعبية عامل جذب للسياح والمتسوقين، وذلك لما يتمتع به من طابع تراثي محلي عريق، وما يحتويه في نفس الوقت من المنتجات والمشغولات التقليدية.