الرئيس الأمريكي باراك أوباما في غرفة الصحافيين في البيت الأبيض.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما في غرفة الصحافيين في البيت الأبيض.(أرشيف)
الثلاثاء 17 يناير 2017 / 14:56

إلى أين سينقل ترامب صحافيي البيت الأبيض؟

24- زياد الأشقر

ذكر مايكل م. غرينبوم في صحيفة نيويورك تايمز بأنه في تسعينيات القرن التاسع عشر، كان الصحافيون الذين يغطون أخبار الرئيس الأمريكي يُضطرون إلى الوقوف خارج أسوار البيت الأبيض، يستجوبون الزوار سعياً إلى معلومة ما ويطلبون إجراء مقابلات مع مساعدي الرئيس، مقارناً بين تلك الأيام وبين وضع الصحافيين الخائفين حالياً من أن يعمد الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى إعادتهم إلى حيث كانوا في الماضي.

منح الصحافيون مكاناً في البيت الأبيض منذ إدارة وليم ماكنلي، ويعتبر وجودهم بمثابة إشارة ضمنية لرغبة الرئيس في أن يُحاسب عن أفعاله24

وتفاجأ الفريق الصحافي للبيت الأبيض الأحد بتقارير عن اقتراح تقدمت به إدارة ترامب لطرد الصحافيين من مقرهم في الجناح الغربي، وهي خطوة إذا نفذت قد تنهي عقوداً من البروتوكول الذي يسمح للصحافيين بالعمل في البيت الأبيض قريباً من المسؤولين البارزين.

غرفة الإيجازات الصحافية
ولكن بدا أن رئيس فريق موظفي ترامب، رينس بريبوس، تراجع عن الفكرة التي أوردتها مجلة "إيسكوير" قائلة إن النقاش يتناول فقط مكان غرفة الإيجازات الصحافية، وإن الإدارة تسعى إلى إيجاد مكان لإستيعاب مئات الصحافيين الذين سيسعون إلى تغطية أخبار الرئيس ترامب.

لكن بالنسبة إلى صحافيي واشنطن القلقين، كانت تلك آخر دفعة من الهجمات التي تشنها إدارة أظهرت رغبة غير عادية لتوبيخ وسائل الإعلام والاستخفاف بها. وفي مستهل عهد رئيس منتخب روَج لفكرة حماية المنتجات الأمريكية في ظهور متفجر الأسبوع الماضي، رفض ترامب تلقى أسئلة من السي إن إن لأنها بثت رواية لم تعجبه.

يقظة إعلامية

ويلفت غرينبوم إلى أن الشعور بالتأهب كان واضحاً الأسبوع الماضي عندما حضر أكثر من مئة صحافي إلى اجتماع دوري لرابطة مراسلي البيت الأبيض التي تعهدت البقاء يقظة حيال أي انتقاص من حرية الصحافة. وقال رئيس الرابطة جيف مايسون الذي يعمل لحساب وكالة رويترز: "إننا متحدون جميعاً في هذا".

ومنذ السبعينيات من القرن الماضي، عمل صحافيون من وسائل إعلام مرئية ومطبوعة وإذاعية في مقصورات صغيرة داخل المكان السابق لحوض سباحة في الجناح الغربي. وفي إمكان الصحافيين السير من دون مرافق إلى مكاتب المساعدين الصحافيين في البيت الأبيض للتدقيق في التطورات أو لمعرفة ما يقال هنا وهناك.

إعادة تموضع
ولم يكن واضحاً الأحد ما إذا كانت فكرة الإدارة إعادة تموضع الفريق الصحافي يمكن ان تمتد إلى طرد الصحافيين من مكتبهم. وقال بريبوس لتشاك تود من شبكة إن بي سي: "إن ذلك لم يتقرر". ولاحقاً أبلغ بريبوس إلى شبكة أن بي سي إن "الأمر الوحيد الذي جرت مناقشته هو ما إذا كانت المؤتمرات الصحافية ستعقد في غرفة الصحافة الصغيرة أم لا".

ومع أن قلة من الرؤساء استمتع بمشاركة منزلهم مع صحافيين يتولون مساءلتهم عن أي حركة يأتون بها، فقد منح الصحافيون مكاناً في البيت الأبيض منذ إدارة وليم ماكنلي، ويعتبر وجودهم بمثابة إشارة ضمنية لرغبة الرئيس في أن يُحاسب عن أفعاله.

مساحة أكبر!

وأصدر وزير الصحافة المعين شين سبايسر بياناً الأحد لم يتطرق فيه إلى قضية المكان المخصص لعمل الصحافيين. وكتب: "بينما لم تتخذ أية قرارات، فإن ثمة مصلحة ملحة في تغطية أنباء دونالد ترامب...إن غرفة المؤتمرات الصحافية الحالية تتسع فقط لـ49 مقعداً، لذلك فإننا نبحث عن غرف داخل البيت الأبيض لعقد المؤتمرات تكون ذات مساحة أكبر".

ووصفت النقاشات الأولية بين الفريق الصحافي للبيت الأبيض والإدارة الجديدة بأنها ديبلوماسية، مع تعهد فريق ترامب الحفاظ على وصول الصحافيين إلى موكب الرئيس ورحلاته على متن طائرة الرئاسة الأولى.