وزير الدفاع الأمريكي الجديد الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس.(أرشيف)
وزير الدفاع الأمريكي الجديد الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس.(أرشيف)
الثلاثاء 17 يناير 2017 / 15:21

هل يشكل "الكلب المسعور" في البنتاغون تهديداً لروسيا؟

كتب الصحافي نيكيتا غولوبوكوف في موقع "روسيا وراء العناوين" أن وزير الدفاع الأمريكي الجديد الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الملقب "الكلب المسعور" لن يتوانى عن اتخاذ مواقف صارمة حيال سوريا، وإن يكن يبدي انفتاحاً على التعاون ورغبة في البراغماتية.

إدارة ترامب ستكون إدارة صعبة بالنسبة إلى روسيا، وعلى موسكو ألا تنخرط في تقاسم العالم مع الولايات المتحدة، وإنما عليها الاهتمام بمصالحها

خلال سنوات خدمته العسكرية، عُرف ماتيس بمواقف صارمة حيال روسيا. وهو يعتقد أن على واشنطن الوقوف في وجه موسكو في الدول التي يعجز فيها الجانبان عن إقامة تعاون ثمر.

وقال ماتيس إن بوتين يحاول تدمير حلف شمال الأطلسي، مضيفاً أن الولايات المتحدة تحتاج إلى اتخاذ خطوات "للدفاع عن نفسها حيث تقتضي الحاجة". وفي المقابل، أيد ماتيس الرئيس المنتخب دونالد ترامب في قراره تحسين العلاقات مع روسيا.

معادٍ لإيران
ويشير فيكتور أوليفيتش، وهو خبير في الشؤون الأمريكية، مقره موسكو، إلى أن ماتيس ينتمي إلى مجموعة من القادة العسكريين الأمريكيين المعادين تقليدياً لإيران، موضحاً أنه "خدم في سلاح البحرية الأمريكية، وجنرالات المارينز معروفون بالمواقف الأكثر عدائية لإيران في القوات المسلحة الأمريكية...هذا كان الحال منذ تفجير ثكناتهم في بيروت عام 1983 ومقتل 240 جندياً أمريكياً في لبنان. الشكوك في التخطيط للهجوم تركز على حزب الله وإيران. وقد اضطرت قوات المارينز للانسحاب من لبنان، وقيادتهم تعمل مذذاك على عذر للرد".

الصين
ويضيف أوليفيتش أن "الصين يجب أن تتوقع أيضاً إدارة أمريكية صارمة"، لافتاً إلى أن "المؤشر الأول لهذا المناخ الجديد كان الاتصال الهاتفي بين ترامب والرئيسة التايوانية تساي إينغ-ون، إضافة إلى تعيين الرئيس المنتخب بيتر نافارو، مؤلف كتاب "الموت بواسطة الصين"، رئيساً للمجلس الوطني للتجارة.

ويعتقد أوليفيتش أيضاً أن المشاعر المعادية لإيران والصين في إدارة ترامب ستؤثر أيضاً على مستقبل العلاقات الأمريكية-الروسية.
ويقول إن " طهران وبكين هما شريكان استراتيجيان لروسيا، ويمكن توقع أن الإدارة الجديدة تأمل في أن يؤدي تحسن علاقاتها مع موسكو إلى تردي علاقات روسيا مع إيران والصين".

دعاة الحرب في البنتاغون

ويرى الخبير الآخر في الشؤون الأمريكية بوريس ميزوييف أن ماتيس ليس شخصية سياسية، " ونأمل في أن يكون تم اختياره للمنصب كرجل عسكري لا كشخصية سياسية"، لافتاً إلى أنه ممثل نموذجي لما كانت البروباغندا السوفييتية تشير إليه ب"دعاة الحرب في البنتاغون".
ويعتبر أن ماتيس يشكل التعيين الأول رجل عسكري في البنتاغون منذ وقت طويل، لافتاً إلى أن "وزارة الدفاع كانت تقليدياً تسلم إلى مدني وقت يقود عسكري هيئة الأركان المشتركة، ولكن ترامب قرر كسر هذا التقليد. والمفارقة أن وزراء الدفاع المدنيين هم عادة من يبدؤون حروباً جديدة". ومع ذلك، أبدى ماتيس حتى الآن ميلاً لاستخدام القوة العسكرية بدل ممارسة ضبط النفس. لكنه أمل في أن يكون رجلاً عسكرياً في البنتاغون شخصية سياسية ضعيفة، وأكثر ضعفاً من وزير الخارجية ريك تليرسون.

إدارة صعبة
وفي الخلاصة، قال ميزوييف إن إدارة ترامب ستكون إدارة صعبة بالنسبة إلى روسيا، وعلى موسكو ألا تنخرط في تقاسم العالم مع الولايات المتحدة، وإنما عليها الاهتمام بمصالحها. ويختم أن "العلاقات مع أمريكا قد تكلف بلدنا الكثير: المشاعر المعادية لإيران والصين ولأمريكا اللاتينية قوية في إدارة ترامب. أشكك في أن أشخاصاً حساسين كتليرسون قد يكونون قادرين على كبح هذه القوى. إن إدارة مشتركة للعالم مع إدارة كهذه هي صعبة. علينا حماية مصالحنا".