الأربعاء 18 يناير 2017 / 08:44

جريمة قندهار لن توقف الخير

تركي الدخيل- البيان

ما تبذله الإمارات في العالم من أجل تمتين الاستقرار، ونشر السلام، ودعم احتياجات الإنسان ندر مثيله، وهي تقوم بذلك انطلاقاً من قيم إنسانية، وتقاليد سياسية راسخة على مر السنين.

بذلت الغالي والنفيس مع التحالف العربي، لإعادة الشرعية باليمن، وقدمت أبطالاً بسنّ الزهور دفاعاً عن الشرعية في اليمن.

بالمقابل في أفغانستان، البلد الذي دعمته الإمارات منذ السبعينات الميلادية وإلى اليوم، وبطريقةٍ اتسمت بالخِسة اغتيل، محمد علي زينل البستكي، وعبدالله محمد عيسى عبيد الكعبي، وأحمد راشد سالم علي المزروعي، وأحمد عبدالرحمن أحمد كليب الطنيجي، وعبدالحميد سلطان عبدالله إبراهيم الحمادي، المكلفين بتنفيذ مشاريع إنسانية، وتعليمية، وتنموية في أفغانستان.

الشيخ محمد بن راشد، علق على المأساة بقوله: "ننعى اليوم بكل فخر شهداء العمل الإنساني الإماراتي في جمهورية أفغانستان، خمسة شهداء ختموا حياتهم وهم يسعون، لخدمة الضعفاء والأطفال والمحتاجين".

 الشيخ محمد بن زايد أعلن، وبوضوح أن: "الأعمال الإرهابية الغادرة لن تنال من عزيمة وإصرار دولة الإمارات، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على مواصلة زرع الخير وغرس الأمل وبذل العطاء، ومد يد العون والمساعدة للدول والشعوب المحتاجة".

الشيخ عبدالله بن زايد، كان قد أعلن تعهد الإمارات بدفع 250 مليون دولار، لإعادة إعمار أفغانستان، وأعلن سمو الشيخ عبدالله، يومها أن الدولة ستقدم هذه المساعدة لأفغانستان، على شكل منحة مالية يديرها صندوق أبوظبي للتنمية، لدعم مشاريع التنمية هناك، وبشكل خاص في مجال الإسكان للأرامل، واليتامى، والمعاقين، وتأهيل العاصمة كابول، وبقية المقاطعات الأخرى.

هذه هي القصة باختصار، إن الاهتمام الإماراتي بأفغانستان، بوصفها بلدٌ محتاج، بمجتمعها المشترك هويةً وديناً مع المجتمع الإماراتي، جاء الدعم الاستثنائي السخي، غير أن قوى الشر والظلام لم ترد لهذا العمل المالي المتسم بالتصالح مع الإنسان والمستقبل أن يستمر...

حاولت قوى شريرة بخلاياها المتعددة، سواء في باكستان، أو أفغانستان، وما جاورها، وضع كمين الشر ضد البعثة الدبلوماسية القائمة بالأعمال الإنسانية والخيرية والإغاثية... هذا أمر محزن، أن تقطع اليد الممدودة بالعطاء، وتزهق النفوس المشبوبة بالخير والإنسانية.

لم يتوقف الدعم الإماراتي لأفغانستان على البذل المادي، أو العيني، والغذائي، بل وقفت سياسياً في المحافل الدولية، نتذكر ما قامت به الدبلوماسية الإماراتية:

في الأمم المتحدة أكدت الإمارات دعمها ومساندتها، للجهود الدولية الرامية لإحلال الأمن والسلام والاستقرار في أفغانستان، ودعت إلى تعزيز الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة، ليشمل تطوير كافة القطاعات الإنمائية في أفغانستان.

الإمارات أيضاً شاركت الدولة في اجتماع الفريق العامل المعني، بإعادة الإدماج المنبثق عن مجموعة الاتصال الدولية حول أفغانستان، الذي عقد بمقر الأمم المتحدة، ونظّمت مؤتمراً للاستثمار في أفغانستان بدولة الإمارات، بهدف استقطاب الاستثمارات من مختلف دول العالم، سواء في القطاع الخاص أو العام.

بنعي أولئك الشهداء، وبوداعهم، ليس عيباً أن نتذكر ما قامت به الإمارات، لتذكير العالم بأن بلد السلام هذا ضمن استهداف معلن من قوى الظلام والإرهاب، ذلك أنه في طليعة الدول المكافحة للعنف وثقافة الكراهية، وأول دولة تخصص وزارة للتسامح، وقانونها ضد الإرهاب والكراهية من أدق وأقوى القوانين في المنطقة، وعليه فإن ما تبذله الإمارات شرقاً وغرباً محسود ليس من الدول المنافسة وربما المعادية، بل الأخطر تلك الميليشيات المتربصة، بكمائنها الغامضة، وتلصصها الدموي.

رحم الله الشهداء، وحفظ هذا البلد من غدر الغادرين، وكيد الإرهابيين.