مقاتلون من داعش في الموصل.(أرشيف)
مقاتلون من داعش في الموصل.(أرشيف)
الجمعة 20 يناير 2017 / 15:00

هل تؤشر هزائم داعش في العراق لقرب نهايته؟

لا يكاد يمر أسبوع حتى نشهد هزيمة جديدة تلحق بداعش في أكثر من مكان. وبانسحابه من مناطق عدة في سوريا والعراق، هل يعمد التنظيم الإرهابي لمحاكاة استراتيجية اعتمدها القاعدة من قبل؟

يجب عدم تجاهل نشاطات تنظيمات متشددة تابعة لداعش، كبوكو حرام في نيجيريا وجماعة خوراسان في أفغانستان، وأخرى تنشط في سيناء وليبيا، أو أبو سياف في الفيليبين

هذه الفكرة أثارها في مجلة نيوستيتمان رافاييل بانتوشي، مدير مركز أبحاث الأمن الدولي التابع لمعهد رويال يونايتد سرفيس البريطاني، ومؤلف كتاب" نحب الموت كما تحبون الحياة: مجاهدو الضواحي البريطانية"، معتبراً أنه من الصعب التكهن بنهاية داعش. وخلال الهجوم على الموصل في نهاية العام الماضي، أشار معلقون إلى أن تلك المعركة تعد بداية لنهاية التنظيم المتطرف.

ولكن، بحسب الباحث، ما زال لدى داعش القدرة على شن هجمات ضد خصومه داخل العراق وسوريا، وفي مناطق أبعد. ومن المرجح أن تستمر تلك الهجمات، رغم اكتساب قوات أمنية خبرة في كيفية الحد من تهديدات يمثلها التنظيم.

تجميع قوات
وباعتقاد بانتوشي، لا يمكن استبعاد فكرة أن يجد التنظيم وسيلة لإعادة تجميع قواته في الداخل العراقي أو السوري. وفيما تتابع قوات عراقية طريقها لاستعادة الموصل، من المحتمل أن ينتقل داعش إلى الريف بانتظار تحول الأنظار عنه، قبل أن ينهض مجدداً.

ويقول الباحث أن كيفية استعادة قوات عراقية للمدينة هي التي ستقرر ما إذا داعش استطاع إيجاد قاعدة شعبية حاضنة ليعيد تجميع قواته من خلالها. وفي سوريا، وحيث ما زالت الفوضى تهيمن على المكان، سيواصل داعش البحث عن طريقة للتمترس في مكان ما.

تراجع الوهج والنفوذ

ولكن لا شك، كما يلفت بانتوشي، فقد داعش بعضاً من ألقه ونفوذه. وفي حين ما زال هناك من يختارون السفر للقتال إلى جانب التنظيم، فقد تراجعت أعدادهم بشدة. وقد أشار تقرير صدر في سبتمبر( أيلول) الماضي عن وكالة الاستخبارات الأمريكية، إلى انخفاض عدد العابرين للحدود من أجل القتال في صف داعش في العراق وسوريا، من 2000 شهرياً في ذروته، إلى 50 شخصاً فقط.

تدفق العائدين
ويلفت الباحث إلى أن الخوف الأكبر ينبع من تدفق العائدين إلى بلادهم. ويقال إن مقاتلين أجانب همّشوا جراء الخسارات على الأرض، أو تعبوا من القتال لعدة سنين، قد بدؤوا طريق العودة. ولا شك أن بعضهم يتوق للعيش في مناطق خالية من الصراعات، ولكن يتم إرسال آخرين لبناء شبكات أو لشن هجمات.

ألمانيا

في هذا السياق، تعتقد السلطات الألمانية أنها فككت ما لا يقل عن خليتين إرهابيتين في يونيو وسبتمبر( حزيران وأيلول) من العام الماضي، على صلة بمفجري باريس. وليس معروفاً بعد ما إذا كانوا مرسلين لتفيذ هجمات، أو لتمهيد الطريق لآخرين. كما طرحت استخبارات إيطالية مخاوف من أخطار ناتجة عن عودة جهاديين من منطقة البلقان إلى أوروبا، مشيرين إلى عودة الكوسوفي لافدريم موهاكسيري، زعيم في داعش، مع ما بين 300 و 400 مقاتل من داعش. وقد تم إحباط هجوم استهدف مباراة لكرة القدم خطط له أحد هؤلاء المقاتلين.

ويشير بانتوشي لاحتمال انضمام هؤلاء إلى صفوف "ذئاب منفردة" أو "مسافرين خائبين"، ممن نفذوا هجمات إرهابية في العالم، وفي أوروبا في العام الماضي، وهم من الذين حاولوا الالتحاق بداعش في سوريا والعراق، ولكن منعوا من السفر.

ويدعو الباحث لعدم تجاهل نشاطات تنظيمات متشددة تابعة لداعش، كبوكو حرام في نيجيريا وجماعة خوراسان في أفغانستان، وأخرى تنشط في سيناء وليبيا، أو أبو سياف في الفيليبين.

إعادة تنظيم

ويحذر بانتوشي من احتمال أن يسعى التنظيم الرئيسي في سوريا والعراق لاستخدام تلك الأفرع من أجل شن هجمات أو لإعادة تنظيم صفوفه وتثبيت وجوده، كما فعل القاعدة من قبل.

وحول كيفية مواجهة العالم لتلك الأخطار، يقول الباحث أن دونالد ترامب تعهد بالقضاء على داعش، ولكنه لم يطرح استراتيجية واضحة بشأن كيفية تحقيق هدفه. كما لم تعرض دول أوروبية أو آسيوية خططاً تفيد بأن تحولاً دراماتيكياً في الحرب على التنظيم الإرهابي بات قريب المنال.