الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الأحد 22 يناير 2017 / 15:22

كيف سيواجه ترامب اختباره الأول في سوريا؟

رأى الكاتب مراد يتكين بصحيفة "حريت" التركية أن الولايات المتحدة ستكون مجبرة في الأيام الأولى من عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتعامل مع الأزمة السورية باعتبارها أولى إشكاليات سياستها الخارجية؛ وبخاصة أن الولايات المتحدة، سوف تنضم على ما يبدو إلى محادثات أستانا بشأن سوريا المقرر عقدها يوم 23 يناير (كانون الثاني) الجاري.

إذا اختار ترامب تغيير سياسة أوباما والتحول إلى التعاون مع شركاء حكوميين، فإن تركيا (شريكة واشنطن في حلف الناتو) ستكون في مقدمة هؤلاء، وكذلك روسيا، وربما أيضاً النظام السوري

ويلفت يتكين إلى أن محادثات أستانة التي ستنعقد بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق وائتلاف فصائل المعارضة تتم بوساطة روسيا وتركيا وبمساعدة إيران، وحتى الآن لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين الطرفين يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي من خلال الدبلوماسية بين روسيا وتركيا، قائماً باستثناء بعض الانتهاكات البسيطة.

محادثات أستانا
ويلفت يتكين إلى أن محادثات أستانا تهدف إلى إضفاء الطابع المؤسسي على اتفاق وقف إطلاق النار، ومنع جميع الهجمات العسكرية فيما عدا العمليات العسكرية الموجهه ضد الجماعات التي تعتبرها الأمم المتحدة "إرهابية"، وتحديداً جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وداعش. وإذا نجحت هذه المحادثات، فإن وقف إطلاق النار سيكون بمثابة قاعدة أساسية للمحادثات السياسية حول مستقبل سوريا المقرر عقدها في جنيف يوم 8 فبراير(شباط) المقبل.

ولا تعد سوريا أولى الإشكاليات العالمية التي لابد أن تتعامل معها إدارة ترامب فحسب، وإنما هي أيضاً الفرصة الأولى لاتخاذ إدارة ترامب موقفاً واضحاً إزاء السياسة الدولية، ولكن كاتب المقال يعتبره "اختباراً آمناً" إلى حد كبير؛ حيث أنه إذا لم تتحقق النتيجة المرجوة في أستانة، فإن محادثات جنيف سوف تنعقد، على أي حال، في غضون أسبوعين.

نزارباييف وبوتين

وعلاوة على ذلك، فإن الأمر يأخذ بعداً آخر، بحسب الكاتب، يتمثل في أن اللاعب الرئيسي في أولى فرص تدخل ترامب في أزمة كبرى تتعلق بالسياسة الدولية هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك على الرغم من أن المحادثات ليست في روسيا وأن رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف هو المضيف الرسمي للمحادثات.
  
ويصف الكاتب نزارباييف بأنه كان "شريكاً مفيداً جداً" لبوتين خلال العام الماضي، لاسيما فيما يتعلق بتحركات الأخير نحو الشرق الأوسط. وعلى سبيل المثال اضطلع نزارباييف بدور الوسيط (جنباً إلى جنب مع رجل الأعمال التركي كافيت تشاغلار) في اتفاق التطبيع ما بين تركيا وروسيا في يونيو (حزيران) الماضي، في أعقاب الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بسبب إسقاط الجيش التركي للمقاتلة الروسية لانتهاكها الحدود مع سوريا في نوفمبر عام 2015. وفي الوقت الراهن، تستضيف أستانا اجتماعاً مهماً بين النظام السوري والمعارضة وبحضور اللاعبين الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي.

قرار حاسم
ويقول الكاتب: "ربما تكون إشكالية سوريا إحدى نقاط ضعف إدارة أوباما، ولذلك يمكن أن تكون الفرصة سانحة لترامب لإجراء تصحيح فوري لما دمره أوباما، فضلاً عن أنها بمثابة فرصة أيضاً لبناء جسر بين إدارة ترامب والفريق السياسي والأمني لأوباما الذين لديهم استعداد للتعاون مع الإدارة الجديدة".

وإلى ذلك، فإن ترامب على الأرجح سيكون على أعتاب اتخاذ قراراً حاسماً يتعلق بسوريا خلال المراحل المبكرة لرئاسته، ويتمثل في الحفاظ على سياسة شركاء أوباما غير الحكوميين في سوريا بمحاربة داعش وجبهة النصرة، أو العودة إلى سياسة الولايات المتحدة التقليدية بالعمل مع الشركاء الحكوميين.

تركيا
ويوضح كاتب المقال أن اختيار ترامب لمواصلة العمل مع الشركاء غير الحكوميين سيقود إلى تعميق الشكاوى التركية من استخدام الولايات المتحدة لميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي باعتبارها قوات برية في محاربة داعش، وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة منظمة إرهابية.

ولكن إذا اختار ترامب تغيير سياسة أوباما والتحول إلى التعاون مع شركاء حكوميين، فإن تركيا (شريكة واشنطن في حلف الناتو) ستكون في مقدمة هؤلاء، وكذلك روسيا، وربما أيضاً النظام السوري (وحتى العراق وإيران بصورة غير مباشرة)، فضلاً عن الحلفاء المعتادين مثل بريطانيا وألمانيا والأردن والسعودية وحتى إسرائيل.

ويختتم الكاتب مقاله بأنه في هذه الحالة، من الممكن أن يحقق مثل هذا التحالف نتائج سريعة ضد الإرهاب المتطرف في الشرق الأوسط، ويتم التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، الأمر الذي من شأنه أن يصب في مصلحة المنطقة بأسرها.