الأحد 22 يناير 2017 / 14:46

مقاتل كردي يطلق على ابنه اسم "ترامب"

24 - راما الخضراء

وقع حسن جميل في "حب" دونالد ترامب مع بداية حملته الانتخابية، عندما رآه على شاشة التلفزيون في الجانب الآخر من العالم.

وذكر جميل أنه يشعر "بالذهول" كل ليلة، عند مشاهدة ترامب بتسريحة شعره التي وصفها بـ"الجميلة"، وحضوره "الآسر"، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وجميل الذي لا يتحدث الإنجليزية، لا يستطيع فهم ما يقوله الرئيس الجمهوري المنتخب، لكنه قال إن طريقته في الكلام كانت كافية كي يعرف كل ما كان يحتاجه.

وفي الليلة التي فاز فيها ترامب بالرئاسة، قرر جميل أنه يريد تسميه مولده المنتظر "ترامب".

وبعد أسبوعين في 23 نوفمبر (تشرين الأول)، ولد الطفل الكردي العراقي ترامب حسن جميل، والمعروف أيضاً باسم "ترامب الصغير".

الثقة بالنفس
وقال جميل (25 عاماً) وهو مقاتل ضمن قوات البشمركة الكردية وأب لثلاثة أطفال إنه "يشعر بالفخر لقراره"، وأضاف "ما أحبه في دونالد ترامب أنه رجل أعمال ناجح وواثق من نفسه، وأصبح قائداً لأمريكا لأنه يملك الثقة بالنفس".

وعلى بعد آلاف الأميال تختلف نظرة الديمقراطيين للرئيس المنتخب، حيث اندلعت احتجاجات على رئاسة ترامب في العديد من الولايات الأمريكية، ولكن يبدو أن ترامب لا يعاني نقصاً بالمؤيدين داخل المناطق الكردية في شمال العراق، حيث يحترم السكان الاستعراض الفج للسلطة الذكورية وعبارات "الولاء الأبدي"، التي تميز بها الملياردير الأمريكي، وفقاً للصحيفة.

ويأمل مقاتلو البشمركة الكردية مثل جميل، أن لا يدير الرئيس الأمريكي ظهره للعراق في مكافحة داعش، وأن يدعم مساعي الأكراد في إقامة دولة مستقلة.

وازدهر إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ الاطاحة بصدام حسين على يد القوات الأمريكية قبل 14 عاماً.

إسرائيل جديدة!
وقال شاب كردي للتلفزيون الكردي: "السيد ترامب يقدر دور البشمركة والقوات الكردية في وقف تقدم داعش، والآن بعد انحسار التنظيم، كيف ستكون سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالأكراد، أعتقد أنه سيكون لدينا علاقات صداقة في المستقبل".

بدوره، قال رئيس اللجنة المحلية للحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة دهوك ويدعى شهاب جوران: "نأمل أن يملك ترامب وإدارته الجرأة الكافية لمساعدة الأكراد على الاستقلال، وهذا حق أساسي من حقوق الشعب الكردي"، وأضاف: "كردستان يمكن أن تصبح إسرائيل أخرى للولايات المتحدة في المنطقة".

وأردف: "علاوة على ذلك، كردستان لديها الكثير من موارد النفط والغاز، وهذا كله قد يتحول إلى مصالح أمريكية، وبالتالي فإن الولايات المتحدة يمكن أن تحصل على شيء مقابل دعمها للأكراد".



ترامب للسمك والحمص
وفي مدينة السليمانية الكردية، وضع ملصق كبير لترامب على واجهة مطعم للحمص، وفي دهوك، على بعد حوالي 90 دقيقة بالسيارة من مدينة الموصل، افتتح شاب يدعى نيديار زاواتي مطعماً جديداً للسمك يسمى "ترامب".

وقال صاحب المطعم: "أنا شخصياً أحب ترامب لهذا السبب أسميت مطعمي على اسمه"، وأضاف: "ترامب محبوب في كردستان".

وقال شخص كردي يدعى غوران تعليقاً على تسميه جميل ابنه باسم ترامب : "فخورون أن أول شخص يدعى ترامب في الشرق الأوسط كله ولد داخل كردستان"، وأردف: "يجب على ترامب أن يبني مستشفى أو مدرسة أو روضة أطفال في هنا، لأنه رجل أعمال ثري ".

وتابع غوران: "ترامب شخصية مثيرة للجدل في أمريكا بسبب نجاحه، للنجاح أعداء حتماً أينما كنت".

ويبدو أن عداء الملياردير الشعبوي للمسلمين ليس سبباً مقنعاً لردع الأكراد عن "دعمه"، رغم أن أغلبية الساحقة في الإقليم من المسلمين.

وقال جميل: "ذكر ترامب أنه لا يحب المتطرفين وليس كل المسلمين"، وتابع: "نحن أكراد مسلمون، ولكننا نقاتل ضد داعش لأنه تنظيم متطرف".

وفي حين صدم فوز ترامب الكثير من الأمريكيين، أكد جميل أنه توقع انتصار ترامب قبل أشهر، موضحاً "عندما يملك الإنسان الكثير من الثقة بالنفس، يمكنه الفوز".

وختم جميل بقوله: "أتمنى أن يصبح ابني مثل ترامب عندما يكبر، أن يملك ثقة عالية بالنفس، للآن يشبه ترامب في شيء واحد هو لون بشرته، إنه برتقالي".