رسم تعبيري.(أرشيف)
رسم تعبيري.(أرشيف)
الأحد 29 يناير 2017 / 20:06

الهم التربوي: ما الأهم؟

"الدراسات الاجتماعية" هي إذن الكلمة المفتاحية في النص، وهي المادة الأساسية في التعليم

إن نجاح أي مجتمع ورقيه، يبدأ من التعليم، ونجاح أي تعليم يبدأ من جودة المناهج وفاعليتها، ونجاح المناهج يبدأ من المادة الأساسية في التعليم. وإذا صحت المقولة الشهيرة لسوني فاركي: "مهما يكن السؤال، فالإجابة هي التعليم"، فإن ثمة سؤال ما زال يبحث عن إجابة: ما هي المادة الأساسية في التعليم المعاصر؟ ما المادة التي يمكن أن تكون أشبه بالكلمة المفتاحية في النص؟

يعتقد البعض أنها مادة التربية الإسلامية، أو قد تكون اللغة العربية، فهما مادتا الهوية. وقد يرى البعض أننا في مجتمع العلم وثورة التقنية فيرى المواد العلمية والحاسوب هي المواد التي ينبغي أن تولى الاهتمام الأول. ويؤمن البعض أن زمن العولمة يفرض أن تكون الإنجليزية لغة العصر، وبالتالي فإن تحسين جودة تعليم اللغة الإنجليزية هو كلمة السر.

ما أؤمن به، أن المادة التي يجب أن ينظر إليها بمزيد من الاهتمام، وتعطى أقصى درجات التطوير هي مادة الدراسات الاجتماعية، بما تحويه من فروع ومحاور تتنوع وتتداخل مع موضوعات مختلفة مثل الهويِّة الوطنية، والتَّنمية الذاتية، والمجتمع، والتَّاريخ، والجغرافيا، والثَّقافة والتُّراث، والاقتصاد، والتَّقنيات، والنُّظم، والسياسة، والعلاقات الدُّولية، والفلسفة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والقانون. وربما تمتد لتتداخل مع الدين والقيم المجتمعية، وتتوسع أكثر فترتكز على اللغة، وتتفاعل مع التقنية والعلم، لتكون هي الجرم الذي انطوى فيه العالم الأكبر.

إن معرفة الطالب بالنّظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتطبيقاتها المختلفة تضيف للطالب علوماً ومعارف ومهارات تمكنهم من التوافق مع المجتمع وصنع القرار السليم السلمي الذي ينطلق من حلَّ النزاعات والسَّعي إلى ترسيخ الأمن والنّظام. كما أن دراسة العلاقات بين حقوق الأفراد ومسؤوليّاتهم، واحتياجات المجموعات الاجتماعيّة، ومفهوم المجتمع العادل، يجعل الطّلاب أكثر فعاليّة في حلّ المشاكل واتّخاذ القرارات عند معالجتهم للمواضيع والمشاكل الاجتماعيّة المتكرّرة في الحياة العامّة، يسعى الطّلاب في سنواتهم الأولى في التعليم إلى الحصول على شعور بالعدالة والنّظام ضمن علاقاتهم مع الغير، ويصبح لديهم وعي شامل بالحقوق والمسؤوليّات. ثم تتطوَّر قدرات الطّلاب في استخدام المبادئ المجرَّدة، حيث يدرسون النُّظم المتعدِّدة الَّتي طوّرت عبر القرون لتنظيم القوَّة والسُّلطة في الحكم.

"الدراسات الاجتماعية" هي إذن الكلمة المفتاحية في النص، وهي المادة الأساسية في التعليم، وهي الإجابة على السؤال. أما إذا أردنا الإجابة الكاملة، فإننا نقول: "الدراسات الاجتماعية المتكاملة".