مقاتلون من الحرس الثوري الإيراني.(أرشيف)
مقاتلون من الحرس الثوري الإيراني.(أرشيف)
الجمعة 10 فبراير 2017 / 14:07

ما الذي يؤخر إدارة ترامب عن إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية؟

24- زياد الأشقر

كتبت كارين ديونغ في صحيفة واشنطن بوست أن مسؤولين بارزين في وزارة الدفاع والإستخبارات الأمريكية حذروا البيت الأبيض من أن اقتراحاً لتصنيف الحرس الثوري الإيراني على اللائحة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية يمكن أن يعرض للخطر الجنود الأمريكيين في العراق والقتال الدائر ضد داعش، وسيشكل سابقة في استخدام قانون ليس معداً أصلاً لمعاقبة مؤسسات حكومية.

إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية يرقى إلى مستوى إعلان جيش دولة أخرى منظمة إرهابية

واستناداً إلى مسؤولين في الإدارة الأمريكية، فإن قلق وزارة الدفاع والإستخبارات قد تم التعبير عنه على أعلى مستويات في الأيام الأخيرة، في الوقت الذي يحضر فيه البيت الأبيض أمراً تنفيذياً ضد الحرس الثوري الإيراني وجماعة الإخوان المسلمين سيطلب من وزارة الخارجية التي تعتبر مسؤولة عن التنصنيف على لوائح الإرهاب، المضي نحو إعلان هاتين الجماعتين على لائحة التنظيمات الإرهابية.

نقاش ناشط
وقال مسؤول بارز في البيت الأبيض إن الأمر التنفيذي لا يزال محور نقاش ناشط، كجزء من السياسة المتشددة للإدارة الأمريكية الجديدة ضد إيران، لكنه أبدى قلقه قائلاً: "أعتقد أن المسألة لا تعني وزارة الدفاع والإستخبارات إلى هذا الحد، وإنما تعنينا كلنا". وقال: "هناك الكثير من الدرجة الثانية والثالثة والخامسة من الحقائق مع كل قرار، كما نرى، وأعتقد أن هذا هو أحد المجالات التي علينا أن نكون أذكياء جداً حيالها...هذا كل ما علينا فعله تجاه سلوك (إيران). ما علينا فعله هو التفكير في الأمور الصحيحية التي يجب أن ندرسها. إن ما نقرره في الحقيقة لشيء مختلف".

قلق من الانتقادات

وتلفت الصحيفة إلى أن الحماس في البيت الأبيض في ما يتعلق بإصدار الأمرين التنفيذيين كان عالياً جداً في نهاية الأسبوع الماضي، مع التخطيط لإصدارهما بحلول الثلاثاء. لكن وكالات الإستخبارات التي لا تزال تتعرض لانتقادات لاذعة بسبب إخفاق البيت الأبيض في التشاور معها في الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب حول الهجرة، تبدي قلقاً من تكرار الإنتقادات والفوضى التي تلت ذاك الأمر.

وعندما سئل الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر في الإيجاز الصحافي اليومي الأربعاء عن الأمر التنفيذي، رفض الأخير إطلاق تعليق محدد قائلاً: "ما من أحد يمكنه أن يسائل التزام الرئيس حيال المعالجة الكاملة للتهديد الذي نواجهه من الإسلام الراديكالي...الخطوة الأولى تكمن في معرفة وإعلان من هو العدو".

مؤسسة حكومية رسمية

وتلفت الصحيفة إلى ان تصنيف الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب- وهو القوة التي تعد أكثر من مئة ألف عنصر وتملك أفرعاً برية وبحرية وجوية، بالإضافة إلى تشكيله قوة اقتصادية ضخمة- ستكون المرة الأولى التي يطبق فيها قانون المنظمات الإرهابية الأجنبية على مؤسسة حكومية رسمية. وأنشأ آية الله الخميني الحرس الثوري بعد ثورة 1979 كقوة أحدثت توازناً مع الجيش الإيراني المشكوك بولائه.

وعلى رغم أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد فكرت في اتخاذ مثل هذا الإجراء، رأت أنه "غير مفيد" وفق ما قال مسؤول سابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي.

فحتى الآن، تضم لائحة المنظمات الأجنبية الإرهابية "لاعبين غير حكوميين"، بينهم جماعات مثل القاعدة و60 جماعة أخرى. ويقول أحد المسؤولين إن إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية يرقى إلى مستوى إعلان جيش دولة أخرى منظمة إرهابية.

كذلك، يمنع التصنيف أي دعم مادي أو أي نوع آخر من الاتصالات مع مجموعة مصنفة، وهي مسألة أثيرت عندما حاولت وزارة الخارجية الأمريكية مواجهة مشكلة مجاهدين خلق المعارضة للنظام الإيران والتي انتقلت إلى العراق بعد الثورة.

العراق وروحاني
ومع أن لا علاقة حب بين البنتاغون والحرس الثوري، يبدي مسؤولون دفاعيون قلقاً من أن يؤثر تصنيف محتمل على الاتصالات غير المباشرة التي تقيمها القوات الأمريكية مع فيلق القدس وميليشيات شيعية في العراق.

كذلك، يخشى مسؤولون من أن يؤدي تحرك ضد الحرس الثوري إلى تعزيز موقع المتشددين الإيرانيين ضد الرئيس حسن روحاني الذي فاوضت حكومته على الاتفاق النووي عام 2015.