المشير خليفة حفتر.(أرشيف)
المشير خليفة حفتر.(أرشيف)
الجمعة 10 فبراير 2017 / 20:19

هل تنفرج الأزمة في ليبيا؟

ليبيا هي العمق الحقيقي لمغرب عربي مستقر، ويجب أن يدرك أهلها أهمية بناء دولة حديثة تحقق الاستقرار كحد أدنى من المطلوبات

يبدو أن المجتمع الدولي، بدأ أخيراً في إعادة ترتيب الكثير من الأوراق، وصدف أن من بينها أوراق ليبيا التي تعيش فوضى منذ فترة طويلة، ساهم في تأجيجها المجتمع الدولي الذي يأخذ موقفًا حادًا من أطراف الحل الجادة، ولكن هذه المرة تأتي إشارات جديدة، من فرنسا ولندن وهما يتواصلان مع أهم رجال الحل في ليبيا، المشير حفتر. فما الذي تغير؟

كيف يجب أن نجيب على هذا السؤال السهل؟ دعونا نسلك أولاً مسلك الإنسانية البريئة، ونقول إن أوروبا والعالم أجمع أصبح حزيناً لحال ليبيا الذي يتعقد يوماً بعد يوم، ويزداد سوءاً وقرر فجأة أن يعالج هذه الأزمة فيقدم الدعم لكل القوى التي تحارب الظلام.

أكاد أرى ابتسامة القارئ من سطحية هذه المعالجة، ولكن لا بد من إبراز جميع وجهات النظر، أليس كذلك؟

حسنًا، هناك آخرون يقولون الأشياء بصراحة أكبر، فيقولون إن كل الذي جرى أن الغرب يشعر اليوم بعمق تهديد الهجرة غير الشرعية، والهجمات الإرهابية، وينظر إلى ليبيا كمعبر لهذه الهجرات غير الشرعية، ويعلم أن خليفة حفتر الذي زار موسكو وحدها مرتين خلال السنة الماضية، أصبح لديه من أوراق اللعبة ما يجعله المفتاح الوحيد لإيقاف التهديد الأمني الذي يجابه بلاده أولاً والمنطقة تالياً. الطريف أنّ كل دولة من الدول الآن تبرر موقفها على طريقتها، الإيطاليون قالوا إنهم يتقربون من حفتر بسبب رغبتهم في التفاهم مع الدور الروسي في البحر المتوسط

يقول مصدر إيطالي: "تلعب روسيا دوراَ فاعلاَ أكثر فأكثر في جميع أنحاء البحر المتوسط، وتفضل إيطاليا دائماً اتباع نهج عملي تجاه روسيا، في حين أن بعض البلدان الأخرى تتخذ دائماً نهجاً عقائديا". الآخرون يبررون التحوّل بأنهم يريدون الانفتاح على كل الأطراف، وعلى كل حال يقول المثل أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي أبدًا.

قبل فترة تحدث رئيسان عربيان على مدار أسبوع واحد عن أهمية حسم الأمر في ليبيا، وقالا إن الفراغ الكبير سمح لداعش أن يتمدد، وأكدا أن العالم قد ينظر إلى ليبيا كمعبر لهجرة غير شرعية، ولكننا نقول إن أي فوضى في ليبيا تدفع ثمنها القارة السمراء كلها.

اليوم هناك إرادة مجتمعية كاملة في الإقليم وفي العالم، لدفع الأمور باتجاهٍ إيجابي، والإسلاميون في ليبيا يعلمون أن بياتهم الشتوي بدأ، فما يقوم به ترامب من حركات ربما يبدو عنجهية عند البعض، قام الإسلاميون بحسابها بدقة وانطلقوا يغيّرون جلودهم واستراتيجياتهم، فلذلك يتوقع أن ينحسر تأثيرهم في ليبيا في المرحلة المقبلة، وهنا يبقى أن تحييد العنصر المضر أصبح ممكنًا. فهل يستغل البقية الفرصة؟

إن ليبيا هي العمق الحقيقي لمغرب عربي مستقر، ويجب أن يدرك أهلها أهمية بناء دولة حديثة تحقق الاستقرار كحد أدنى من المطلوبات، وأن تتسخر الامكانات الكبيرة التي يملكها البلد، لصالح تنمية وعمار أهله، فما يمكن لهذا البلد العملاق فعله، سيكون كبيرًا ومذهلاً، فقط لو تخلص من قيود الظلاميين ومؤامرات الجميع.