النصر والعين (أرشيف)
النصر والعين (أرشيف)
الأحد 12 فبراير 2017 / 08:38

صحافة رياضية| مصطفى الآغا: أجواء ملبدة

ما دام اتحاد الإمارات لكرة القدم، قرر أن تكون سنة 2017 هي سنة الحوكمة والشفافية، لهذا فمن نافل القول أن تنحو الصحافة أيضاً نحو الشفافية والنزاهة والحيادية في طرح المواضيع، بعيداً عن الميول، وقريباً من العدالة والمنطق، رغم أن الرياضة غالباً لا تتفق مع المنطق، وهذا أحد أسرار حلاوتها.

وكمتابع للشأن الإماراتي، منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي، يوم كنت مراسلاً لمجلة الرياضة والشباب، وكاتباً في الشقيقة العزيزة «البيان»، لهذا أعتقد أن خبرة أكثر من ثلاثين عاماً تسمح لي بالقول إن الأجواء الكروية الإماراتية ليست في أصفى أيامها على كل الأصعدة، بدءاً بعلاقة الصحافة باتحاد كرة القدم، مروراً بعلاقة الأندية بعضها ببعض، وانتهاءً بتمرس بعض الزملاء خلف أفكار ومواقف قد تكون واضحة جداً لغير المتعصبين، ولكنها حتماً غير مكتملة الجوانب بالنسبة لمن يرون الأمور من زواياهم الخاصة.

وأشهد أن الإمارات من أقل الدول العربية تعصباً وشغباً ومشاكل كروية، ولكنها الآن تدخل نفقاً خطراً من خلال التراشق الإعلامي «الواضح والمشفر»، والضرب من تحت الأحزمة، وهي نغمة جديدة في المشهد المحلي، ولا أتمناها سوى سحابة صيف عابرة، لن تؤثر على وطن السعادة والتسامح، كما أتمنى أن تنتهي قضية فاندرلي، والتي باتت هي المهيمنة، حتى على أخبار المنتخب الذي يستعد لمرحلة مصيرية في تاريخه، إما بالتأهل إلى كأس العالم 2018، أو الانتظار للكأس القطرية 2022، وحتى تصريحات المهندس مهدي علي، لم تمر مرور الكرام، بل كان لا بد من بيانات وتوضيحات، ووسط كل هذا تأتي قضية هذا اللاعب، لتزيد الأجواء تلبداً، وسط أحاديث تبدأ همساً، ثم تعلو صوتاً، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي باتت القصة أضخم بكثير من حجمها الطبيعي، والبعض يرى فيها ساحة للصيد بالمياه التي باتت معكرة جداً، بعد شكوى الجيش القطري، وفوزه فيها وبيانات نادي النصر المتعددة، والتي باتت مادة سائغة لمعظم الصحفيين في الدولة وخارجها، والكل يتساءل كيف تم تجنيس اللاعب، ومن يتحمل المسؤولية، وما علاقة القضية الآسيوية بالقضايا المحلية، والتي حكمت لجنة التمييز برفض طعن العين في مشاركته مع النصر، وأيدت قرار التحكيم بصحة المشاركة لعدم جواز الطعن على أوضاع اللاعبين، فيما رفضت لجنة التمييز طعن النصر، وثبتت قرار لجنة الاستئناف بإيقافه 10 مباريات، ولكن القرار النهائي حول مباراة الفريقين لن يصدر قبل 14 فبراير من قبل لجنة الاستئناف.

ومن يتابع كل هذه اللجان والطعون والمحامين والبيانات والصفحات والمقالات التي كتبت وستكتب حول هذه القضية، سيتساءل: هل تستحق كل هذه الضجة، ومن هو الرابح الأكبر والخاسر الأكبر منها؟