يحيى السنوار (أرشيف)
يحيى السنوار (أرشيف)
الأحد 19 فبراير 2017 / 15:23

السنوار رجل إيران في غزة

24 - بلال أبو كباش

على خلاف التوقعات جاءت المعطيات، انتخاب يحيى السنوار قائداً عاماً لحماس في غزة وضع علامات استفهام كبيرة حول مدى قرب الرجل من الواقع السياسي والعسكري، في ظل ظروف لاءمت نديه هنية وأبو مرزوق في الانتخابات الداخلية بشكل أكبر، خاصة مع قربهما الفعلي من الشارع والإعلام في آن واحد.

لكن تبدو عملية الاقتراع أو الانتخاب في صفوف السلك السياسي لحماس، لا تعتمد على مدى القرب من الأضواء، كما تعتمد على مناح أخرى أكثر أهمية.

في السابق اعتادت الحركة على الحفاظ على دبلوماسيتها السياسة باختيار رجال يتصفون بالموازنة بين العمل السياسي والعسكري في آن واحد، لكن وصول السنوار ذي التاريخ العسكري بدد تاريخاً طويلاً بتحويل مسار العملية في حماس لعسكري، بل عسكري جداً.

لكن تبدو الإشكالية أكبر من ذلك، حيث يعتبر المحللون أن السنوار هو رجل إيران في غزة، خاصة مع علاقته القوية بإيران، ودعوته المستمرة للتواصل معها.

السنوار وإيران
يعد السنوار أحد أبرز الأصوات الداعية لعودة العلاقة بين إيران وحركة حماس، والتي تشهد قطيعة شبه كاملة، منذ اندلاع أحداث الأزمة السورية، عازياً ذلك للدعم العسكري والمالي الكبير التي كانت تقدمه الأخيرة لكتائب القسام، جناح حماس المسلح في قطاع غزة.

وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن خلافات بين الجناح العسكري لحماس، والجناح السياسي فيها بسبب المواقف من إيران، حيث يرى خالد مشعل والذي كان يشغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، أهمية التقارب مع دول الخليج العربي على حساب إيران، في حين يرى الجناح العسكري والذي يمثله السنوار، ضرورة عمل الحركة على عودة العلاقة مع محور إيران وحزب الله.

من هو يحيى السنوار
وُلد السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس في قطاع غزة. وتعود أصوله إلى مجدل عسقلان، وعاشت أسرته في مخيم خان يونس. ويحمل السنوار شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية في غزة.

بدأ السنوار مسيرته السياسية والعسكرية مع حماس منذ نعومة أظافره، إذ يعتبر الرجل ذو باع طويل في العمل السياسي والعسكري منذ تأسيس الحركة على يد أحمد ياسين.

ففي عام 1985 اعتقل السنوار للمرة الأولى من قبل الاحتلال الإسرائيلي لمدة 8 أشهر، حيث وجهت له تهمة تأسيس جهاز الأمن الخاص بحماس والذي عرف باسم "مجد".

لم ينته مسلسل الاعتقال بالنسبة للسنوار إلا بحكم إسرائيلي بسجنه 4 مؤبدات في عام 1988، واستمر منذ ذلك الحين في سجون الاحتلال حتى خروجه ضمن صفقة تبادل الأسرى (صفقة شاليط) في عام 2011.

أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية اسم السنوار على لائحة الإرهاب السوداء، إلى جانب قياديين اثنين في الحركة، وذلك في سبتمبر (أيلول) عام 2015.
وأتى قرار واشنطن بإدراج السنوار على اللائحة السوداء للإرهاب بدعوى أن الرجل يطالب باستمرار مسلسل الخطف للجنود الإسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين. 

رجل الظل
يعرف عن السنوار أنه ذو شخصية أمنية وعسكرية كبيرة، كما أنه رجل ظل ولا يظهر على العلن إلا في حالات نادرة جداً، ويعتبر السنوار أيضاً متشدداً جداً وبالأخص في مواقفة وقرارته.

علاقة السنوار برجال الحركة
قد يبدو للوهلة الأولى أن السنوار رجل يجمع عليه جميع أعضاء الحركة الكبار، غير أن المعطيات تشير إلى وجود خلافات بين السنوار القائد الجديد، وعدد آخر من الوجوه السياسية والعسكرية البارزة في الحركة.

وتؤكد تقارير صحفية أن السنوار قد صنع أعداءً سياسيين كثر، وخاصة باستيلائه السريع على أعلى هرم لحماس في غزة، كما أجرى سلسلة من التغييرات في صفوف الحركة مع يومه الأول في الحكم، الأمر الذي الذي زاد من حنق المُقالين الساعين لتصفية حساباتهم معه عاجلاً أم آجلاً.

رد فعل إسرائيل
ثار الجدل في صفوف الحكومة الإسرائيلية، بوصول السنوار لهرم الحركة، وهو ما قد يشكل تهديداً حقيقاً لأمن الاحتلال الذي حكم عليه بأربع مؤبدات.

وبدأت التكهنات تدور في الأروقة السياسية والصحفية في إسرائيل، مع تزايد التساؤلات حول إمكانية إشعال حرب جديدة مع غزة في ظل حكم القائد العسكري الجديد، لكن سرعان ما نفت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأمر، إذ قال أفيغدور ليبرمان: "ليس لدينا أي خطط لمواجهة جديدة مع حماس في غزة، لكننا سنرد على إي استفزاز بقوة أكثر من أي وقت مضى".

كما أن وسائل الإعلام العبرية وصفت السنوار بعبارات مختلفة قد تتناسب مع خطورته بالنسبة لإسرائيل، وقالت القناة العبرية العاشرة، إن السنوار رجل يتسم بالقسوة والعنف.

وأجمعت دائرة المحللين السياسيين في إسرائيل، على أن السنوار قد يقرب احتمالية وقوع حرب أخرى. وعن طبيعة الأوضاع في غزة في ظل حكم السنوار تقول الإذاعات الإسرائيلية، الأمور قد لا تكون على ما يرام بالنسبة للقطاع مع وصول الوجه الجديد لسدة الحكم.
  
وتشير التقديرات أيضاً إلى أن المخابرات الإسرائيلية تتربص السنوار بعملية اغتيال، تجنباً لخوض مواجهات عسكرية كبيرة مع حماس بقيادة الرجل العسكري يحيى السنوار.

السنوار والسلطة
في السابق اتسمت العلاقة بين حماس والسلطة الفلسطينية في ظل حكم إسماعيل هنية بشيء من الهدوء، وخاصة أن الأخير رجل هادئ يميل للجانب السياسي أكثر منه للعسكري، لكن في ظل السنوار قد تختلف الأمور.

ويقول محللون فلسطينيون إن طبيعة العلاقات بين السنوار ورام الله مبهمة إلى الآن، كما أنها توقعت أن تكون طبيعة عمل السنوار سرية وغامضة كما تبدو شخصيته. وأيضاً يؤكد المحللون الفلسطينيون أن كيفية إدارة العلاقة سواء في داخل صفوف حماس أو مع السلطة الفلسطينية ترجع إليه بالدرجة الأولى، متسائلة هل ستدار بهدوء وحنكة أم أنها ستقتصر على المواجهة والقوة نظراً لطبيعة الرجل العسكرية.