الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الأحد 19 فبراير 2017 / 15:03

قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات.. روحاني في مأزق

لفتت الكاتبة إيرين كانينغهام، في تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران يضع الرئيس الإيراني حسن روحاني في مأزق؛ إذ يجعل شعبيته على المحك، خصوصاً وهو يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في شهر مايو (أيار) المقبل.

إذا اعتقد الناخبون أن روحاني قد فشل في تحقيق وعوده الرئيسية مثل جلب النمو الاقتصادي من خلال الدبلوماسية المتأنية للاتفاق النووي، فإن شعبيته سوف تهتز قبل الانتخابات

وأشارت الكاتبة إلى أن استجابة روحاني للقرار المفاجئ للولايات المتحدة بحظر دخول المواطنين من إيران وستة بلدان أخرى، والذي تسبب بحالة من الفوضى في مطارات العالم، كانت "صامتة"؛ حيث غرد الزعيم المعتدل قائلاً: "علينا مساعدة الثقافات المجاورة وليس بناء الجدران بين الدول، وعلينا ألا ننسى مصير جدار برلين"، ولكن هذا التعليق الذي يتوافق مع دبلوماسية روحاني الناعمة أصبح ذريعة لانتقاده من قبل خصومه المعارضين لإعادة انتخابه في ربيع هذا العام.

تقويض روحاني
فعلى سبيل المثال، قال السياسي الإيراني المحافظ عزت الله ضرغامي، المنافس المحتمل لروحاني في انتخابات الرئاسة المقبلة، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يفهم الإشارة إلى الجدران وكان ينبغي على روحاني أن يتحدث إلى ترامب بالطريقة نفسها التي يتحدث بها إلى منتقديه".

ويعتبر التقرير أن الأزمة المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة تهدد بإضعاف روحاني "البراغماتي" الذي تم انتخابه قبل أربع سنوات بناء على وعوده بإنهاء عزلة إيران عن الغرب، ولكن الوضع يختلف الآن في ظل التوترات الجديدة مع ترامب، الأمر الذي يجعل النهج المؤيد لروحاني عرضة للتهديد؛ لاسيما أن التحول من الانفراجه في العلاقات مع إدارة أوباما السابقة إلى العداء مع البيت الأبيض في عهد ترامب من شأنه أن يضع روحاني خصوصاً في موقف ضعيف وهو يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في شهر مايو (أيار) المقبل.

نفوذ خامنئي

وينوه التقرير إلى أنه خلال الأسابيع القليلة منذ تولي ترامب مهام منصبه، وضعت الولايات المتحدة إيران تحت المراقبة بسبب برنامجها للصواريخ البالستية، وفرض حظر على دخول المواطنين الإيرانيين للولايات المتحدة إضافة إلى العقوبات الجديدة التي يستهدف بها البيت الأبيض منظومة الأسلحة الإيرانية. وقد ردت إيران بإجراء المزيد من التدريبات العسكرية فضلاً عن التهديد بإطلاق الصواريخ على أعدائها.

وعلى الرغم من الخلافات السياسية والإيديولوجية فإن روحاني، رجل الدين الذي تحول إلى سياسي، لا يزال يحظى بتأييد المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي الذي لديه نفوذ واسع يمكنه من دعم المرشحين للانتخابات أو إسقاطهم. ومؤخراً حض خامنئي الرئيس السابق والمتشدد اليميني محمود أحمدي نجاد (المنافس الرئيسي لروحاني) على الخروج من سباق انتخابات الرئاسة، وذلك في أعقاب انتشار شائعات عن عودته إلى مجال العمل السياسي.

لعبة غير مجدية

وبحسب التقرير، يرى بعض المحللين أن التكنهات حول الانتخابات الإيرانية عادة ما تكون لعبة غير مجدية، ولكن سياسات إدارة ترامب المتشددة إزاء إيران من شأنها أن تؤثر عليها، وعلى وجه التحديد لن تكون الأمور سهلة بالنسبة إلى روحاني، وخصوصاً لأن فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية سيتم خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل، وهو ما يعني أنه لا يزال هناك متسع من الوقت أمام المحافظين للتنافس في سباق الانتخابات، وبالطبع إذا اعتقد الناخبون أن روحاني قد فشل في تحقيق وعوده الرئيسية، مثل جلب النمو الاقتصادي من خلال الدبلوماسية المتأنية للاتفاق النووي، فإن شعبيته سوف تهتز قبل الانتخابات.

لا فوائد من الاتفاق النووي
ويخلص عدد من الخبراء إلى أنه رغم الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الولايات المتحدة وخمس دول كبرى ورفع بعض القيود، فإن غالبية الإيرانيين يعتقدون أن إيران لم تحصل على معظم المكاسب التي وعدت بها ولم تتحسن ظروفهم المعيشية أو الوضع الاقتصادي داخل البلاد. وعلاوة على ذلك، لا تزال العقوبات المتبقية المرتبطة بدعم إيران للإرهاب تعوق الأداء الاقتصادي، وتواصل البنوك الأجنبية أيضاً تجنب المعاملات مع إيران بسبب الفساد وغسل الأموال. وحتى مع استئناف إيران لبيع النفط في السوق الدولية، فإن انخفاض الأسعار قضى على أمال الإيرانيين في حدوث انتعاش اقتصادي سريع.

ويتابع الإيرانيون التوترات الأخيرة مع الولايات المتحدة بقلق؛ إذ يعتقدون أن ترامب على الأرجح يعمد إلى افتعال أزمة مع إيران، وبحسب التقرير، ربما يدفع ذلك الشعب الإيراني إلى الاحتشاد وراء روحاني، ولكن سوف يعتمد هذا الأمر على مدى عدوانية البيت الأبيض تجاه إيران، إضافة إلى استجابة خامنئي. ويختتم التقرير بالإشارة إلى اقتراح إدارة ترامب بوضع الحرس الثوري الإيراني (أقوى مؤسسة أمنية في البلاد) ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، وهي الخطوة التي ستكون لها تداعيات تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.