محمود العالول.(أرشيف)
محمود العالول.(أرشيف)
الإثنين 20 فبراير 2017 / 19:11

فتح الجديدة.. بين عباس والعالول وماجد فرج!

هذا الرجل بدأ العمل على أنه وريث عباس في حركة فتح، وتم ابلاغ العالول أنه مجرد "اسم" ليس أكثر

لم ولن ينسى محمود عباس ما جرى له في المؤتمر الخامس لحركة فتح الذي عقد في تونس عام 1988، ففي ذلك المؤتمر "سقط " عباس ولم يتمكن من الفوز بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في ظل وجود قيادات تاريخية قوية ومؤثرة مثل أبو اللطف وأبو اياد وخالد الحسن وهاني الحسن وهايل عبد الحميد وبالطبع وقبل الجميع ياسر عرفات ، انتابت الرجل حالة من الاحباط والياس وذهب به "الظن" الى أن عرفات خطط لإسقاطه، وعندما زكاه أبو عمار لعضوية اللجنة المركزية لم "يُحسن الظن" بتلك الخطوة بل أوغل في الشك واعتقد أنه قام باسقاطه ثم إنجاحه لاضعافه معنوياً و"التعليم" عليه بالمصطلح الفلسطيني الدارج.

منذ ذلك الوقت تكونت "عقدة نفسية" لدى الرجل من قيادات فتح الكبرى ومن أبرزهم ياسر عرفات، وصلاح خلف، وليس سراً ان "الكيميا" النفسية بين المرحوم أبو اياد وأبو مازن كانت ضعيفة للغاية، وكان صلاح خلف يتعمد التقليل من قيمة ما يطرح عباس خلال اجتماعات اللجنة المركزية للدرجة التي جعلت عباس يتجنب كلياً طرح أية اراء مخالفة لراي أبي أياد.

بعد 29 عاماً يثأر عباس لنفسه من "فتح" بعد أن حولها في المؤتمر السابع لحزبه الشخصي كما حالة مبارك وبن علي وعلي عبد الله صالح وحزبي البعث في العراق وسوريا، ويكمل مشروع الثأر هذا في "تسطيح" الحالة الفلسطينية برمتها من خلال قرارات التعيينات الأخيرة داخل مركزية فتح التي أصبح بموجبها العالول نائباً للرئيس وهو المنصب الذي تُقدم عليه الحركة لأول مرة منذ تأسيسها عام 1965، والسؤال لماذا الآن، ولماذا العالول ؟

لماذا الان، لان محمود عباس يريد توريث الحركة "للمجهول" ، بمعنى أن محمود العالول وهو "ابن امبارح" في المستوى القيادي الأول بحركة فتح، انتخب ولأول مرة في المؤتمر السادس في بيت لحم في عضوية "مركزية فتح" وبدعم لا محدود من محمود عباس، كما انتخب في المؤتمر السابع بدعم أكثر قوة من الرئيس عباس ومدير مخابراته ماجد فرج .

لماذا يعد العالول "توريثاً للمجهول" ؟
لأنه لا يملك ثقلاً لا داخل المركزية التي فوجئت بتعيينه، ولا في أوساط فتح الشبابية، ولا في الشارع الفلسطيني بصورة عامة، وقد "فجر" هذا التعيين ومنذ اليوم الأول له التنافس أو الصراع على حروب كبيرة وصغيرة داخل حركة فتح بسبب استبعاد مروان البرغوثي الذي حصل من سجنه على أعلى الأصوات داخل المؤتمر السابع والبالغة ( 939 ) صوتاً وهو ما دفع عباس وقتذاك للتعهد لزوجته فدوى البرغوثي بتعيينه نائباً له في قيادة الحركة، و استبعاد جبريل الرجوب ابن محافظة الخليل التي قدمت العدد الأكبر من شهداء الانتفاضة الأخيرة "انتفاضة السكاكين" والذي حصل على " 838 " صوتاً وجاء بالترتيب الثاني في حين جاء العالول في الموقع الخامس من حيث الأصوات، وهو ما يعكس ضعفه داخل الحركة ولا يبرر تعيينه في هذا المنصب التاريخي.

كلمة السر في كل هذه "الطبخة" هو ماجد فرج مدير المخابرات الفلسطينية الذي يدير عملياً علاقة رئيس السلطة باسرائيل، والذي يحظى بثقة عمياء من قبل أبو مازن، فهذا الرجل بدأ العمل على أنه وريث عباس في حركة فتح، وتم ابلاغ العالول أنه مجرد "اسم" ليس أكثر، في الوقت الذي تم تهديد الرجوب من قبل "فرج" أن الاعتراض العلني على "العالول" هو بمثابة مواجهة مباشرة مع المخابرات الفلسطينية واسرائيل.

الرئيس عباس حسم أمر وراثته ... صراع فتحاوي – فتحاوي، وصراع فتحاوي – حمساوي – فصائلي، يُغيب محاسبة تركة الرئيس وأولاده، ويُشرع لاسرائيل التدخل بصورة تخدم مصلحة وريثه الشرعي والحقيقي "ماجد فرج"!