أولاد يلعبون الكرة الطائرة في منطقة يسيطر عليها داعش (أرشيف)
أولاد يلعبون الكرة الطائرة في منطقة يسيطر عليها داعش (أرشيف)
الثلاثاء 21 فبراير 2017 / 15:02

"قذائف إعلامية"... سلاح داعش الجديد

مع بدء خسارته لمناطق عدة في العراق وسوريا، خلال العام الماضي، نشر داعش على الإنترنت وثيقة من 55 صفحة دعا فيها أنصاره للعمل نيابة عنه لنشر إيديولوجيته المتطرفة عبر الفضاء الرقمي.

الاستفادة من وسائل الإعلام أكثر قوة وتأثيراً من القنابل الذرية

وأشارت صحيفة كريستيان ساينس مونتيور، في افتتاحيتها الأخيرة إلى تلك الوثيقة، بوصفها شكلاً من السلاح الإعلامي. وورد في فقرة من الوثيقة المذكورة أن الاستفادة من وسائل الإعلام أكثر قوة وتأثيراً من القنابل الذرية.

توصية هامة
وتلفت الصحيفة لقيام باحثين في كينغز كوليدج في لندن بترجمة الوثيقة، ومن ثم إصدار تقرير يتضمن توصية هامة. فمن أجل محاربة سعي التنظيم لجعل بعض المسلمين بمثابة أبواق للترويج لأفكاره، يجب عدم التوقف عند كشف سلبياته وجرائمه، بل لفت الأنظار للنهاية الحتمية لمقاتليه الجهاديين، ولإيديولوجيته المضللة.

وجاء في التقرير الصادر عن كينغز كوليدج: "من أجل القضاء على التنظيم، لا يكفي دحض ادعاءات قادته بشرعية تعاليمهم وصحتها. وإنما يجب أن تُعرض للمجندين المحتملين رسائل إيجابية تلبي حاجاتهم وتمنعهم من التطرف. وغالباً ما يكون هؤلاء فتية يتطلعون لحياة أفضل عبر غرف الدردشة، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي".

حرب الإعلام

وكتب باحثون في المركز الدولي لدراسة التطرف في كينغز كوليدج: "في الحقيقة، يجب أن تستفيد الحكومات وأن تتعلم من كيفية استقطاب داعش للمتطوعين". وتشير الصحيفة إلى ما تكشفه وثيقة داعش حول كيفية سرد حكاية وردية عن الحياة في ظل حكمه، وذلك بالرغم من خساراته لمناطق ومقاتلين، ومن خلال ما أصبح بمثابة خط جبهة جديد: الحرب الإعلامية.

وتحدثت الوثيقة أيضاً عن كيفية استخدام وسائل تقنيات المعرفة "كليكس cliks وتقييمات" من إجل إعادة تدوير ونشر وجهة نظر التنظيم، وأفلامه القصيرة حول هجماته الإرهابية، بالإضافة إلى رسائل أخرى، أو ما يسمى" قذائف إعلامية".

وتلفت الصحيفة لمساعدات تقنية هائلة قدمتها شركات تقنية كبرى، مثل فيس بوك وغوغل، لحكومات غربية من أجل تقويض بروباغندا التنظيم. كما تعمل الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون على إنتاج مواد تبث على الانترنت بهدف تدمير التنظيم الإرهابي. وفيما ساعدت تلك الجهود في الحد من قدرة التنظيم على تجنيد أنصار، فإن قادته يأملون بأن تبقى قضيتهم حية عبر تشغيل عدد من الأنصار في الفضاء الإلكتروني.

سرد مضاد
وخلص التقرير الذي أعده باحثو كينغز كوليدج إلى أن أفضل وسيلة للدفاع تتم عبر عرض وتقديم سرد مضاد يفضح زيف داعش، ويوفر وسائل بناءة يطبقها مسلمون لأجل بناء مجتمعات آمنة وحرة.