قوات عراقية تنتشر في مكان تفجير في الموصل.(أرشيف)
قوات عراقية تنتشر في مكان تفجير في الموصل.(أرشيف)
الثلاثاء 21 فبراير 2017 / 15:04

خلايا داعش النائمة تفتك بسكان الموصل

في إطار تغطيتها للحملة العسكرية العراقية لتحرير مدينة الموصل، تتناول الصحافة المحلية والعالمية تقارير عن بقايا خلايا إرهابية نائمة تابعة للتنظيم، تنشط وتنفذ عمليات في الأحياء التي تم تحريرها من المدينة.

توفير الأمن لسكان الموصل ليس بالأمر السهل، وخاصة لجهة تمكن داعش من تجنيد عدد من المدنيين في صفوفه خلال فترة سيطرته على المدينة لمدة عامين ونصف

وعن أحدث تلك العمليات الفتاكة كتب فلوريان نيهوف، صحفي أمريكي يغطي الحرب في العراق وسوريا، لصالح موقع ديلي بيست الإخباري، من مقره في كردستان العراق عما جرى لمطعم "سيدتي الجميلة" الذي افتتح أخيراً في شرق الموصل، بعد طرد التنظيم خارجه. فبينما كان رواد أحد أشهر المطاعم في المدينة يتناولون طعامهم، اقتحم انتحاري المكان المطل على دوار يكتظ بحركة المرور والمشاة، وفجر نفسه، فقتل عشرة أشخاص من عمال المطعم ورواده. ويرى نيهوف أن تحدي أصحاب المطعم لداعش، وإعادة افتتاحه وإقبال الناس عليه، لفت أنظار التنظيم الذي أرسل خلاياه النائمة لتفجيره في محاولة يائسة للتذكير بأن مقاتليه ما زالوا موجودين وفاعلين.

عودة الحياة

يقول محمد، ابن أحد أصحاب المطعم: "استهدف داعش المطعم لأنه أعطى صورة عن عودة الحياة الطبيعية إلى الموصل. ويقع مطعمنا ضمن حي الزهور في وسط المدينة".

ويوشك ذلك الفتى على البكاء وهو يستعيد كيف قتل أخوه الأصغر وعمه، وابن عمه في التفجير الذي وقع في 10 فبراير( شباط). وكان عمه، حاج ناصر، أحد الأخوة الثلاثة الذين أداروا المطعم، وهو شخصية معروفة في الموصل ومحيطها.

وما إن انتشر خبر وفاة حاج ناصر، حتى انهالت التعازي لا من قبل سكان المدينة وحسب، بل من جميع أنحاء العراق، ومن قبل عراقيين يقيمون في أوروبا. فقد أصيب الموصليون بالرعب لأن خطر الإرهاب ما زال باقياً في الجزء المحرر من المدينة، وحتى بالتوازي مع شن الحكومة العراقية هجوماً جديداً لاستعادة النصف الغربي من الموصل.

تساؤلات
ويشير نيهوف لتساؤلات باتت تتردد على ألسنة سكان الموصل بعد الهجوم على المطعم، والذي لم يكن الوحيد الذي ينفذ في شرق الموصل بعد سيطرة الحكومة العراقية عليه. وفيما يدرك الموصليون أن داعش مصمم على منع عودة الحياة إلى طبيعتها لأي جزء من المدينة، أثارت تلك الهجمات الإرهابية تساؤلات عن مدى السيطرة على الموصل، وحتى لو نجح الهجوم الحالي في طرد مقاتلي داعش من القسم الغربي لنهر دجلة.

ويلفت المراسل للخوف بين سكان الموصل، وخاصة مع استهداف داعش لمناطق محررة بقذائف الهاون وطائرات مسيرة ألقت قنابل ومتفجرات على مجموعات من المدنيين، وحتى على مدارس أعيد افتتاحها. ويشير نيهوف لتوقف العمليات القتالية في يناير( كانون الثاني) في شرق الموصل، بعد تطهيرها على يد القوات العراقية الخاصة. ولكن، كما تظهر التفجيرات، لم يستطع الجيش العراقي القضاء على الخطر الجهادي المتمثل اليوم بخلايا داعش النائمة. وقد تولت شرطة نينوى المحلية وجهاز الأمن الوطني العراقي مهمة القضاء على تلك الخلايا.

مهمة شاقة
ويقول المراسل إن توفير الأمن لسكان الموصل ليس بالأمر السهل، خاصة بسبب تمكن داعش من تجنيد عدد من المدنيين في صفوفه خلال فترة سيطرته على المدينة لمدة عامين ونصف، ويضاف إليه مقتل عدد كبير من رجال الشرطة في المدينة على يد متطرفي داعش.

ويقول زياد طارق، ضابط شرطة عراقي فقد بصره جراء انفجار قنبلة عند سيطرة داعش على الموصل في عام 2014، وتمكن من الهرب: "اعتقل داعش جميع عناصر الشرطة والجيش الذين وجدهم داخل المدينة وقتلهم، ودفنهم داخل مقابر جماعية".

خطوة حكيمة

ولكن، كما يشير نيهوف، تمكن عدد من الجنود ورجال الشرطة من الهرب خارج الموصل في عام 2014، وهم يتلقون حالياً تدريبات داخل معسكرات في بغداد والكوت وديالا، وتديرها قوات أسترالية وإسبانية. وقد أنهى أفراد أول دفعة من هؤلاء الرجال، 1700، دورة تدريبية لمدة خمسة أسابيع، وسوف يتم نشرهم قريباً في الموصل. ويلفت المراسل إلى أنه في مدينة تفاقمت فيها الانقسامات الطائفية، بسبب سوء سلوك قوات أمنية عراقية، فإن دعم قوات شرطة محلية يعد خطوة حكيمة.