الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الثلاثاء 21 فبراير 2017 / 15:16

تطمين بوتين قد ينفع.. كيف تتعامل إدارة ترامب مع روسيا؟

يمكن لأي شخص أن يجادل في الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تدهور العلاقات مع روسيا، أكانت ترتبط بنقص في "المروءة" الغربية بعد الحرب الباردة أو ناتجة عن "ثقافة روسية استراتيجية وسياسية" مضافة إليها "شخصية" بوتين، كما يكتب رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس.

توضيح أمريكا أنها لا تريد الإطاحة ببوتين "قد ينفع هنا"

"في كلتا الحالتين، النتائج مزعجة: اِحتلال روسيا للقرم وزعزعة استقرار شرق أوكرانيا، تدخل روسي وحشي في سوريا لصالح حكومة توازيه وحشيّة، وتدخل روسي في الانتخابات الأمريكية". هذه الكلمات التي أوردها هاس في بداية مقاله ضمن مجلة تايم الأمريكية أعقبها بسؤال استخدمه فلاديمير لينين في السابق: "ما العمل؟".

يشدد هاس على علم الجميع بضرورة التحرك، فيما تبقى روسيا قوة كبيرة مع جيش حديث وترسانة نووية شاملة وقدرات هجومية سيبيرية واحتياطات نفطية وغازية مهمة. إضافة إلى ذلك، تملك موسكو مقعداً دائماً في مجلس الأمن، وهي خطرة، خصوصاً مع إزالة بوتين جميع القيود التي تحد من سلطته. ومن ناحية "أكثر إيجابية"، يمكن لروسيا أن تكون شريكاً محدوداً في الشرق الأوسط أو في الحرب ضد الإرهاب.

تكهّن
يعترف هاس بأن ما يحرك روسيا اليوم هو مسألة "تكهّن"، لكن "من الواضح أن بوتين يسعى إلى تفادي ثورة في الداخل". وهو يحب أن يعيد بناء دائرة نفوذ قرب الحدود مع روسيا. "إنّه لا يريد جعل روسيا عظيمة ثانية - ما قد يتطلب إصلاحاً سياسياً واقتصادياً حقيقياً، أمر يخشاه- بقدر (ما يريد جعلها) تبدو عظيمة. إنّه يريد احترام إرادته في التصرف بحزم بالقوة العسكرية لأجل المصالح القومية".

للردّ بقوة
على إدارة ترامب الردّ بقوة كما يرى هاس: "على روسيا أن تعلم أنّ الولايات المتحدة تملك الإرادة والقدرة للردّ على الاعتداء". ويرى أيضاً أنّ الردع خيار مفضل على الدفاع الذي يعدّ بدوره خياراً مفضلاً على التحرير. لذلك، يمكن تأمين أسلحة دفاعية لأوكرانيا وإضافة مزيد من الجنود الأمريكيين في وَ حَول المناطق التابعة لأعضاء حلف شمال الأطلسي التي قد تتحرّك روسيا لاحتلالها. وتحتاج واشنطن كي تستعدّ لاعتداء "المنطقة الرمادية" الذي قد تشنه موسكو من خلال قوات غير نظامية في شرق أوكرانيا. هذه التكتيكات قد لا تطلق العمل بالبند الدفاعي الخامس ضمن الناتو، على الرغم من أنها في نهاية المطاف ستزعزع استقرار المنطقة.

العقوبات المدروسة
المطلوب بحسب هاس، هو التدريب مع الأسلحة والدعم الاستخباري كي تستطيع دول الناتو التعامل مع هكذا تحديات. ويجب الإبقاء على العقوبات كأداة للسياسة الأمريكية والغربية، لكن يقتضي ألا "تُستهلك". فمن ناحية "مثالية" سيكون من مصلحة الكرملين الحفاظ أو توسيع العلاقات الاقتصادية كي يحرك اقتصاده المتقلص. والهدف هو دفع روسيا إلى عدم الإتيان بأفعال قد تقوض الاستقرار أو العلاقات الاقتصادية. العقوبات يجب أن تُدرَس كي تتعدّل بسهولة إذا "تطور السلوك الروسي".

توضيح "قد ينفع"
كذلك، يجب التركيز في التوجه الأمريكي على سياسات روسيا الخارجية لا الداخلية. فالتركيز على الأخيرة لن يجعلها أفضل بل ستعرقل العلاقات الثنائية. وتوضيح أمريكا أنها لا تريد الإطاحة ببوتين "قد ينفع هنا". تحتاج واشنطن أيضاً إلى ممارسة سياسة تقليدية مقيّدة أكثر. ويقترح هاس أن يُعلَّق البحث بعضوية أوكرانيا أو جورجيا في الناتو، خصوصاً أنّ كلتيهما لا تقتربان حتى من تأمين متطلبات الانضمام. والاندفاع قدماً تجاه ضمهما إلى الحلف سيغضب موسكو وسيضع مزيداً من الالتزامات على الولايات المتحدة قد تكون غير قادرة على تلبيتها.

ضروري لكن غير كافٍ
من جهة أخرى، يشير هاس إلى أنّ الاستشارات والاجتماعات على أعلى المستويات يجب أن تكون منتظمة حول مسائل تتراوح من أوروبا إلى الشرق الأوسط مروراً بضبط الأسلحة والفضاء السيبيري. "باختصار، إنّ الحزم ضروري لكن غير كافٍ". وأضاف هاس: "يمكن ويجب أن يقترن بدرجة من التطمين. الهدف ليس تطويرات تجميلية على نبرة العلاقات بل دفع روسيا إلى ممارسة ضبط أكبر، أمر قد يؤدي إلى علاقات متحسنة حقاً".