مبنى بنك إش إس بي سي في لندن (أرشيف)
مبنى بنك إش إس بي سي في لندن (أرشيف)
الثلاثاء 21 فبراير 2017 / 18:26

تراجع أرباح "إتش أس بي سي" 90 % بعد بريكست

أعلنت المجموعة المصرفية العملاقة "إتش أس بي سي" الثلاثاء، أن المخاوف من الحمائية في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بريكست، نزلت بأرباحها الصافية بـ 90% في 2016.

وحذر رئيس المجموعة البريطانية دوغلاس فلينت من :"خطر تأثير الشعبوية على الخيارات السياسية في الانتخابات الأوروبية المقبلة، وتأثير الإجراءات الحمائية التي يُمكن إقرارها من قبل الإدارة الأميركية الجديدة على التجارة العالمية، وتأثير الغموض المرتبط ببدء المفاوضات حول بريكست بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وأضاف فلينت أن المصرف يتطلع إلى اتفاق عالمي على قواعد مالية لتجنب احتمال "تفتت الهندسة التنظيمية المالية فيما تعيد الإدارة الأميركية الجديدة التفكير بشأن مشاركتها في المنتديات التنظيمية الدولية".

إجراءات ترامب
ويسعى ترامب إلى إلغاء بعض القيود على البنوك، التي وضعت بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، وهي قواعد يُشير الحزب الجمهوري إلى أنها عرقلت قدرات بورصة وول ستريت في الحصول على الأموال.

ويخشى مراقبون من أن تحركاً لتخفيف الضوابط، قد يترك البنوك في أوروبا، وآسيا، في وضع سيء مقارنةً مع نظيراتها الأميركية.

وبلغت أرباح "اتش اس بي سي" الصافية 1.29 مليار دولار في 2016، مقابل 12.57 ملياراً في 2015.

ويتضمن المبلغ خسارة قبل الضريبة بـ 3.45 مليار دولار في الربع الأخير من العام، فيما انخفضت أرباح قبل الضريبة  62 % إلى 7.1 مليار دولار في 2016.

أوضح ديكي وونغ مدير معهد "كنغستون سيكيوريتيز" في هونغ كونغ، أن النتائج تعكس التغيرات في البيئة الجيوسياسية مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وتصويت البريطانيين لصالح بريكست.

وقال إن "أحداً لا يمكنه التكهن بما سيحدث في بيئة أسعار الفائدة وسياسات دونالد ترامب".

وانخفضت أسهم البنك بنسبة 5% إلى 65.55 دولاراً هونغ كونغ، للسهم مع إغلاق سوق الاسهم في هونغ كونغ عقب إعلان النتائج.

وذكر فلينت في البيان التنظيمي أن موجة التغييرات السياسية التي هزت العالم في 2016 ساهمت بـ"اضطراب الأسواق المالية".

بريكست

وعلى خلفية بريكست، أكد فلينت تقارير سابقة افادت بأن "مخطط الطوارئ الحالي يُشير إلى أننا قد نحتاج لنقل نحو ألف وظيفة من لندن إلى باريس بشكل تدريجي في السنتين القادمتين، بناءً على الطريقة التي ستتطور بها المفاوضات" المتعلقة ببريكست.

وأوضح البنك أن عملية إيجاد خلف لفلينت في 2017 "ستبقى على مسارها".

ويحاول "إتش إس بي سي" مثل غيره من البنوك العالمية، زيادة أرباحه فيما يعاني من الضبابية التي أفضت إليها خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها ستعطي الاولوية في المفاوضات مع بروكسل، إلى ضبط الهجرة مقابل خسارة العضوية في السوق الأوروبية الموحدة.

مخاوف

وتثير الخطوة مخاوف شركات مثل "إتش إس بي سي" التي تدير عمليات ضخمة في لندن، من الصعوبات التي قد تؤدي إليها في الوصول إلى سوق الاتحاد الأوروبي الضخمة.

ويأتي انخفاض الأرباح بعدما كشف "إتش إس بي سي" في 2015 إصلاحاً جذرياً لخفض النفقات السنوية بـ5 مليارات دولار على مدى عامين، بالتخلي عن 50 ألف وظيفة في أنحاء العالم، والخروج من الشركات الخاسرة، والتركيز بشكل أكبر على آسيا.

إلا أن المحلل المالي جاكسون وانغ من "هوارونغ انترناشونال سيكيوريتيز" قال "لا أعتقد أن إجراءاتهم لتوفير التكاليف لا تزال على مسارها" ما قد "يكون مشجعاً بعض الشيء".

وأعلن الرئيس التنفيذي للبنك ستيوارت غاليفر الثلاثاء، أن المصرف سيعيد شراء أسهم بمليار دولار في النصف الأول من هذا العام، بعد عمليات إعادة شراء العام الماضي بـ2.5 مليار دولار.