الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب إردوغان.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب إردوغان.(أرشيف)
الأربعاء 22 فبراير 2017 / 15:10

هل يدع ترامب أردوغان ينجو بفعلته؟

غياب الفروقات الجوهرية بين سياسات الرئيسين أوباما وترامب تجاه النظرة إلى روسيا، هو "حقيقة محزنة" للباحث مايكل روبن في المعهد الأمريكي للمبادرة.

السلوك الذي ينخرط فيه أردوغان ليس ردّ فعل تجاه ما قد يراه أنه خدعة أمريكية لكنّه عوضاً عن ذلك هو "محاولة قصديّة" لا لإبعاد نفسه عن الغرب وحسب، بل لإزالة الشرعية عن الناتو

فكلاهما متأنٍّ في التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولم يبديا أي اعتراف بأن ديبلوماسية الأخير تقوم على لعبة لا تنتهي إلّا بفوز الكرملين بكلّ شيء في مقابل "وجوب" خسارة الآخرين أمامه.

وأضاف روبن أنّ بوتين استغلّ اليأس الديبلوماسي الأمريكي في التعامل معه، حين جيّر آفاق التعاون الثنائي مع واشنطن لصالحه عندما عرض على أمريكا بعض التنازلات في سوريا مقابل تخلّي إدارة أوباما عن دعمها لأوكرانيا. من هنا، اِستطاع بوتين أن يتلمّس "الضعف الأمريكي" والذي بات أسوأ حين قبل فلين الأموال ليحضر احتفالاً أقامته قناة روسيا اليوم.

رفع الشكوك
وكتب روبن أنه لم يعد "مفاجئاً" أن تدفع القيادة الروسية بمصالحها إلى حدود قصوى. ويشرح الباحث أنّ جزءاً من هذه الاستراتيجية يبدو أنه معتمد على رفع الشكوك حول إرادة الولايات المتحدة بالالتزام بتعهّداتها للناتو في نوفمبر (تشرين الثاني) في السنة الماضية. ويشير أيضاً إلى أنّه ناقش أستاذاً جامعيّاً بارزاً في أوهايو حول السياسة الأمريكية الخارجية. فقد سأل الأخير إذا كانت أية عائلة أمريكية تريد التضحية بحياة أحد أفرادها من أجل حماية أستونيا. وكان معظم الحضور رافضاً لهذه الفكرة بحسب روبن. وهذا ما بنى عليه دونالد ترامب رصيده خلال حملته وهو ما يسعى بوتين لاستغلاله، كما رأى كتب المقال.

بالنسبة لأردوغان ... التحريض مهم

في نفس الوقت، بدت روسيا راغبة بتقسيم الناتو من خلال اللجوء إلى طرق أخرى. "جزء مركزي من هذه الاستراتيجية على طريق التنفيذ في تركيا". وطلب روبن من قرّائه وضع جانباً السؤال المتعلّق بما إذا كان الناتو سيكون أفضل حالاً بدون تركيا. فالناتو هو منظمة يقودها التوافق، لذلك، إنّ أي حالة عزل لأحد أعضائه سترتدّ ب "تأثير داخلي غير متناسب". لكنّ الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان "يريد المزيد" وهو حالياً يستغلّ الصحافة للوصول إليه. "التحريض مهم".

يعترف بسلطته الديكتاتورية
مراسلون بلا حدود يصنّفون تركيا اليوم كدولة فيها حرّيّة أقلّ من روسيا، بورما، وإثيوبيا. ويشير الباحث إلى أنّه حين سيصدر تقرير سنة 2017، من المرجّح أن يتراجع وضع الصحافة في تركيا أكثر، وقد تصبح خلف دول عدّة من بينها إيران. إنّ أردوغان "يسعى إلى سلطة ديكتاتوريّة وهو لا يخاف من الاعتراف بذلك". فحملة التطهير التي ينخرط فيها الرئيس التركي لم تعد مرتبطة بحجّة محاولة الانقلاب، بأي شكل من الأشكال. واستهدف أردوغان ضبّاطاً أتراك يخدمون في الناتو أو يبدو له أنّهم يتمتعون بالكثير من الخبرة السابقة في الحلف نفسه.

اِتهامٌ تركي للناتو.. بنشر الإرهاب

وكما يبدو بالنسبة إلى روبن، فإنّ الإعلام المقرب من أردوغان يتهم الناتو بنشر الإرهاب. ويشير إلى برنامجين حديثين يتحدّثان عن كون قاعدة رامستين في ألمانيا هي مركز للتطرف. ولدعم هذه النظرية، قام الإعلام بالرجوع إلى المحلّل السياسي الروسي ألكسندر دوغين المناهض للولايات المتحدة والذي يروّج نظريات المؤامرة ضد الناتو. هذه النظريات لا تختلف بدورها عن تلك التي يدعمها دوغو بيرينتشك الذي يعارض عدد كبير من أتباعه في هيئة الأركان العامّة التركية، الحلف الأطلسي.

ديكتاتوران يكرهان الغرب
السلوك الذي ينخرط فيه أردوغان ليس ردّ فعل تجاه ما قد يراه أنه خدعة أمريكية لكنّه عوضاً عن ذلك هو "محاولة قصديّة" لا لإبعاد نفسه عن الغرب وحسب، بل لإزالة الشرعية عن الناتو أمام أنظار مؤيديه "مع دعم روسي كامل". أردوغان وبوتين يحاولان التحيال على ترامب، ومايك بنس ووزير الدفاع جايمس ماتيس. "الديكتاتوران التركي والروسي يكرهان الغرب ومناهضان علنيان لأمريكا". روبن لا يصدّق محاولة أردوغان القول أنّه يحاول وضع قدم في الساحة الغربية وأخرى في الساحة الشرقيّة. إنّه "وهم متصاعد" يحتفظ به من أجل "أسباب تكتيكية". السؤال هو ما إذا كانت إدارة ترامب "ستدع تركيا تنجو بفعلتها".