مستشار الأمن القومي الأمريكي أتش آر ماكماستر.(أرشيف)
مستشار الأمن القومي الأمريكي أتش آر ماكماستر.(أرشيف)
الخميس 23 فبراير 2017 / 13:31

ثلاثة تحديات عسكرية ومدنية تواجه ماكماستر

24- زياد الأشقر

عن التحديات التي سيواجهها مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد، اللفتنانت جنرال إتش. آر. ماكماستر، الذي اختاره الرئيس دونالد ترامب الإثنين خلفاً لمايكل فلين الذي استقال على خلفية اتصالاته بروسيا، كتب البروفسور في العلوم السياسية والسياسة العامة بيتر فيفر في مجلة فورين بوليسي، إن هذا الخيار لقي دعماً بالإجماع في صفوف الحزب الجمهوري، بحيث أن ماكماستر يمكنه بدء مهامه بمخزون كبير جداً من الموارد التي باتت نادرة في واشنطن هذه الأيام: الثقة والإرادة الحسنة.

قد يجد ماكماستر نفسه مضطراً للإستقالة من الخدمة العسكرية إذا أراد تجنب جلسة استماع أمام لجان الكونغرس

ويرى فيفر أنه سيكون على ماكماستر الإعتماد على المخزون للتعامل مع التحديات الجيوسياسية التي تواجه البلاد. لكنه قد يحتاج أيضاَ إلى شيء آخر متوافر لديه بغزارة- وهو حساسية دقيقة للأعراف الخاصة بالعلاقات المدنية-العسكرية السليمة. ومنذ البداية، سيواجه على الأقل ثلاثة تحديات مدنية-عسكرية.

عملية استشارية رئاسية
أولاً، سيكون في حاجة إلى بناء عملية استشارية رئاسية تطور وتناقش الخيارات بصراحة، حيث أن كل صوت محترف، سيكون حراً في أن يتكلم، من دون أن تفسد عيوب السياسة الحزبية هذه العملية. وجاهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بقوة لتحقيق ذلك، ونجح في ذلك. وهناك خبراء كثر، بمن فيهم فيفر، انتقدوا فريق الرئيس السابق باراك أوباما لأنه كان أكثر ليونة حيال الطريقة التي محت الحدود بين المصالح الحزبية السياسية للرئيس والمصلحة الوطنية. ووضعت إدارة ترامب هياكل يبدو أنها ستمحو مزيداً من هذه الحدود.

توازن عسكري-مدني
ثانياً، سيكون ماكماستر في حاجة إلى استعادة توازن مدني-عسكري داخل الوكالات الحكومية. وأوضح ترامب أنه يشعر بارتياح أكبر عندما يختار ضباطاً عسكريين متقاعدين أو لا يزالون في الخدمة، لملء الشواغر في الأمن القومي. وكل إدارة لجأت إلى الضباط العسكريين في مثل هذه المجالات، وذلك يعزى في جزء منه إلى أن القوات المسلحة هي أفضل مصدر للموارد للحكومة، وتالياً فإنها جاهزة لتوفير الموهوبين البارزين الذين يمكن أن يسيروا الأجزاء التي تعاني ضائقة مالية في البيروقراطية. وهكذا فإن ترامب دفع بهذه العملية إلى مستوى جديد، وجاء بمايكل فلين من الشبكات العسكرية الخاصة به إلى منصب مستشار الأمن القومي.

ودعم فيفر بقوة ترشيح الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس ليكون وزيراً للدفاع، على رغم أن ذلك شكل إنشقاقاً عن السابقة المدنية- العسكرية. كما دعم بقوة تعيين الجنرال ذي النجوم الثلاث الذي لا يزال في الخدمة ماكماستر كمستشار للأمن القومي.

الخدمة العسكرية والمدنية

وثالثاً: على ماكماستر أن يتجاوز صعوبة الخدمة في هذا المنصب فيما لا يزال في الخدمة الفعلية جنرالاً في رتبة أدنى من الموقع الذي بات يشغله. وهذا ليس بسابقة. فكولن باول تولى منصب مستشار الأمن القومي في الولاية الثانية لرونالد ريغان عندما كان جنرالاً بثلاثة نجوم، وقبله تولى برنت سكوكروفت منصب نائب مستشار الأمن القومي في عهد جيرالد فورد عندما كان جنرالاً بثلاثة نجوم. ومع أن هذه أمثلة إيجابية فإنه مع ذلك يمكن للمؤرخين أن يناقشوا مدى فاعلية باول كمستشار للأمن القومي.

وقد يجد ماكماستر نفسه مضطراً للإستقالة من الخدمة العسكرية إذا أراد تجنب جلسة استماع أمام لجان الكونغرس. وعلى الغالب هذا ما يفضله ترامب الذي يريد تفادي أسئلة تتعلق بحضور مستشاريه السياسيين لاجتماعات مجلس الأمن القومي.

ويخلص فيفر إلى أن هذه التحديات المدنية-العسكرية قابلة للمعالجة. وبوجود ماتيس والآن ماكماستر، فإن التحديات ستجد طريقها إلى المعالجة على أيدي قادة سطروا فعلاً الكتب حول العلاقات المدنية-العسكرية.