الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.(أرشيف)
الخميس 23 فبراير 2017 / 13:43

مشاركة دول عربية في المفاوضات تعزز احتمالات التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين

بعد لقاء جمع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تتساءل تسيبي ليفني، وزيرة خارجية إسرائيل سابقاً، عما إذا كان بوسع ترامب تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

اقتراح ترامب لوضع قضية الدولتين مقابل دولة واحدة على مائدة المفاوضات، يجبر المتفاوضين على اتخاذ قرار هام

وكتبت ليفني في مجلة نيوزويك أن أعداداً كبيرة من الإسرائيليين والفلسطينيين، أشخاصاً آخرين حول العالم ترقبوا بلهفة نتائج اللقاء بين الزعيمين وانتطروا سماع أرقام، لا نتيجة عما إذا ستكون هناك دولة واحدة أو دولتان. ولكن عندما انتهى اللقاء، لم يأت نتانياهو ولا ترامب على ذكر شيء.

وتضيف ليفني "وفي تسرعهم لانتقاد ترامب لطرح احتمال حل الدولة الواحدة، غاب عن مؤيدي حل الدولتين أهم شيء قاله الرئيس الأمريكي، وهي الكلمات التي جعلتني متفائلة"، لافتة إلى ما حدده بشأن هدفه الرئيسي، وهو السلام الذي يأتي نتيجة لصفقة يوافق عليها الجانبان. وباعتبارها إسرائيلية ولديها فهم عميق بأن مصلحة إسرائيل تتحقق عبر السلام، وبوصفها مفاوضة للسلام، ترى أن ما قاله ترامب أمر مشجع.

طبيعة الحل

وفي إشارة إلى قوله إن كلا الطرفين بحاجة للاتفاق على طبيعة الحل، ترى أنه محق، لأنه بدون رضا الجانبين، لن يحصل أي اتفاق. تقول الكاتبة إن على الولايات المتحدة أن تلعب دوراً رئيسياً في مثل هذا الاتفاق، ولكن يجب عدم التقليل من أهمية الدور البراغماتي والمعتدل لدول عربية. كما أن إشراك دول عربية كلاعب إضافي في مفاوضات السلام لا يعني أن تحل مكان الحاجة للطرفين، الفلسطينيين والإسرائيليين، للتفاوض بصورة مباشرة من أجل التوصل لصفقة.

تعزيز
وترى ليفني أن مشاركة دول عربية في المفاوضات يعزز احتمالات التوصل إلى صفقة. وفيما يتحقق لدول عربية معتدلة ولإسرائيل مصلحة في مقاومة الإرهاب المتطرف في المنطقة، فإن حاجزأ غير مرئي يقف أمام تعاونهم، الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

وتشير الكاتبة لمبادرة السلام العربية التي تنص على أن حل الصراع وتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، سيؤدي لتطبيع علاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب. وفي رأيها ستحقق إسرائيل مكاسب عبر توصلها إلى سلام مع الفلسطينيين، وإن دعم العالم العربي لأية تسوية مع الفلسطينيين تتحقق في إطار المفاوضات.

دولتان لشعبين
وترى ليفني أن اقتراح ترامب لوضع قضية الدولتين مقابل دولة واحدة على مائدة المفاوضات، يجبر المتفاوضين على اتخاذ قرار هام. ولكن الحل الوحيد والذي يخدم مصالح الجانبين سيقوم على أساس دولتين لشعبين. وكان هذا هو أساس خطة التقسيم التي طرحت في عام 1947، والتي لطالما كانت أساساً لأي اتفاق مستقبلي يحقق مصالح الجانبين. ولذا تقول الكاتبة، لا يكفي مجرد الحديث عن دولتين، بل يجب توضيح أنهما دولتان لشعبين. فإن مهمة العالم ليس إنشاء دولة أخرى، بل حل صراع قومي عبر تلبية آمال شعبين.

طلاق ودي

وتعود ليفني للتأكيد أن المفاوضات لا تعني المساعدة في تقرير أي من الخيارين هو أكثر "عدلاً". إنها فرصة للبحث في كيفية انفصال الإسرائيليين عن الفلسطينيين، كما يجري عند حدوث طلاق ودي. وأما الخيار الآخر، وهو البقاء معاً في ظل تشكيلة دولة واحدة، فسوف يقود إلى تواصل صراع خاسر للجميع. وتختم وزيرة الخارجية الإسرائيلية سابقا رأيها بأن طرح ترامب للحديث مجدداً عن السلام ليس أمراً صغيراً. ومع تجدد التفاؤل، يحتاج الجانبان، الإسرائيلي والفلسطيني، للتوصل إلى صفقة جيدة.