كبير استراتيجيي البيت الأبيض ستيف بانون. (أرشيف)
كبير استراتيجيي البيت الأبيض ستيف بانون. (أرشيف)
الخميس 23 فبراير 2017 / 13:55

بين المعتدلين والمتطرفين .. إدارة ترامب منقسمة "دراميّاً"

إنّ أهم ما يميز المستشار الجديد لدونالد ترامب في شؤون الأمن القومي الجنرال أتش آر ماكماستر هو أن تاريخه "غير مرتبط بالتعصّب الأعمى" بناءً على ما يكتبه الباحثان زياد جيلاني ومرتضى حسين في مجلّة "ذي انترسبت" الإلكترونية.

جايمس ماتيس هو ركيزة الجناح غير المتطرف داخل إدارة ترامب. طمأن بال المراسلين بأنّ أمريكا لن تحاول السيطرة على نفط العراق

ويضيف الباحثان أنّ ماكماستر أكّد خلال مسيرته ضرورة العمل بشكل إيجابي مع المسلمين حول العالم. لكنّ تعيينه يلقي الضوء على "الانقسام الدرامي" ضمن كبار مستشاري ترامب في الشؤون الخارجية.

فمن جهة يبرز الذين استلموا مناصب عسكرية خلال مسيرتهم وهؤلاء يفهمون أنّ استعداء المسلمين هو "اعتداء على القيم الأمريكية وإضرار بأمن الدولة". ومن جهة أخرى، هنالك من "غير الخبيرين في الحكم"، وأهمّهم "القوميون-الإثنيّون الراديكاليّون" الذين يرون التعايش السلمي مع المسلمين "غير مرجّح وغير مرغوب به". وبحسب الكاتبين، إنّ النظرتين "لا تتطابقان". ويعطي المقال فكرة عن اللاعبين الأساسيين الموجودين على طرفي نقيض ضمن فريق ترامب.

العقلانيون 
ماكماستر هو مستشار ترامب الجديد، وجنرال بثلاث نجوم وحائز على درجة الدكتوراه في التاريخ. وألّف كتاب "إهمال المهمة" عن الأخطاء التي ارتُكبت وأدّت إلى إطلاق الحرب الأمريكية في فيتنام. يصف الكاتبان الرجل ب "الشريك غير المنطقي" لترامب، حيث يؤيّد حماية الدفاع عن المدنيين في الحرب على الإرهاب ويتحاشى فكرة "صدام الحضارات" التي يؤيدها قسم من فريق الرئيس الأمريكي. على عكس سلفه فلين الذي كتب على تويتر أنّ "الخوف من المسلمين عقلاني"، قال ماكماستر سنة 2014 أنّه من الضروري على الولايات المتحدة أن تكون شريكاً للدول ذات الغالبية المسلمة في محاربة داعش، واصفاً المسلمين بأنهم "أكثر الناس الذين يعانون" من الإرهاب. كذلك، شدّد على ضرورة فهم تاريخ وطبيعة المجتمعات التي تحارب أمريكا على أراضيها، وعلى ضرورة إظهار "التعاطف تجاه الأشخاص الذين تُشنّ هذه الحروب بينهم". وانتقد سنة 2015 الصناعة العسكرية الأمريكية التي قد "تشكّل الخطر الأكبر علينا أكثر من أي وقت مضى".
 
جايمس ماتيس
هو ركيزة الجناح غير المتطرف داخل إدارة ترامب. طمأن بال المراسلين بأنّ أمريكا لن تحاول السيطرة على نفط العراق. وحين كان قائداً لإحدى فرق المارينز هناك شدّد على ضرورة معاملة العراقيين باحترام، لأن هذا الأمر أساسي للأمن الأمريكي. وأجرى تحقيقات حول الاعتداءات على السجناء العراقيين وساعد في إيقاف التعذيب داخل السجون العراقية. وقال ترامب للمراسلين في الفترة الانتقالية إنه سأل ماتيس عن الإيهام بالغرق كوسيلة لسحب المعلومات من المتهمين فأجاب: "لم أجدها يوماً نافعة". وأضاف: "أعطِني علبة سجائر وبضع زجاجات من البيرة وسأصل إلى ما هو أفضل ممّا أفعله مع التعذيب". ويعتقد ماتيس أنّ استمرار إسرائيل باحتلال االمناطق الفلسطينية يهدد الأمن القومي، وقد يؤدي إلى وضع شبيه بالتمييز والفصل العنصريين.

ثمّ انتقل الباحثان للكتابة عن القوميّين-الإثنيين الراديكاليين الذين يشكّلون قسماً بارزاً ضمن مستشاري الرئيس الأمريكي.

ستيف بانون
كبير المخططين الاستراتيجيين. يؤمن بحق أنّ الولايات المتحدة لا تستطيع التعايش مع الإسلام. وفي وثائقي بعنوان "الولايات الإسلامية الأمريكية" تحدث بانون سنة 2010 عن مستقبل أمريكا حيث سيكون معظم مؤسسات المجتمع تحت سيطرة المسلمين.

سيباستيان غوركا

هو عضو في الفريق الاستشاري لشؤون الأمن القومي وهو أحد الإيديولوجيين في البيت الأبيض الذين يدفعون باتجاه أن تأخذ الولايات المتحدة موقفاً أقوى تجاه الإسلام. مثل بانون، كان غوركا مسؤولاً في موقع برايتبارت الإخباري، وانتقده خبراء في مجلس الأمن القومي لحديثه عن الإسلام "أساس عقائد الإيديولوجيا التوتاليتارية لحركة الجهاد العالمي" كما قال في أحد كتبه.

كبير المستشارين ستيفن ميلر 

ينتمي إلى جيل جديد من ناشطي اليمين المتطرف. يعلن أنّ الحضارة الغربية تُهاجَم من الهجرة المتفلّتة وانتشار الإسلام الراديكالي. عمل على نشر أفكار مرتبطة ب "مشروع وعي الإرهاب" الهادف إلى فضح تهديد "الإسلام الفاشي" وهي عبارة اخترعها ناشط يميني متطرّف يدعى دايفد هوروفيتز. وكتب في أحد مقالاته أنّ أمريكا "فشلت في تعليم شبابنا عن الحرب المقدسة التي تشنّ ضدنا". واتهم اليسار المتشدد بإفساد النظام التعليمي الأمريكي. ووصف الكاتبان أقوال ميلر عن الهجرة الإسلاميّة ب "الهستيرية وغير المستندة إلى أساس".

مدير السي آي أي مايك بومبيو

كان إلى الماضي القريب يدافع عن مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الذين انخرطوا في أعمال تعذيب واصفاً إياهم بال "وطنيين". وما زال يترك الباب مفتوحاً أمام السي آي أي بإعادة استخدام التعذيب. حين كان عضواً في الكونغرس، سجّل حضوراً متكرراً على برنامج إذاعي يديره مناهض للإسلام وهو فرانك غافني الذي صوّر الحرب على الإرهاب بأنها بين الإسلام والمسيحية. "وادّعى أنّ القادة الإسلاميين على امتداد أمريكا هم متآمرون محتملون".

الصهر
وأضاف الكاتبان صهر ترامب، جاريد كوشنير، وهو مستشار بارز في البيت الأبيض، إلى لائحة المتطرفين ضمن فريق الرئيس، خصوصاً أنّ الأخير أعلن صراحة وقوفه ضدّ حل الدولتين. وكان كوشنير هو من "يقود" ترامب بهذا الاتجاه بحسب المجلّة. فهو ليس حيادياً في هذا الموضوع، الأمر الذي سيصعّب أصلاً تحقيق ما قاله دونالد ترامب عن صهره بأنه سيتولى "ترويج اتفاق سلام" بين الطرفين.