الجمعة 24 فبراير 2017 / 14:25

صحيفة تركية: جبهة مناهضة لطهران قيد التبلور في المنطقة

رأت سلين ناسي، كاتبة عمود سياسي في صحيفة حريت التركية، أنه مع تبلور سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط، بدأت جبهة معادية لإيران في التشكل.

ركيا تستغل خلافاً بسيطاً بين القاهرة والرياض، من أجل تعزيز نفوذها الإقليمي

فقد عقد قبل أيام مؤتمر الأمن الثالث والخمسين في ميونيخ، وأرسل منه كل من تركيا والمملكة العربية السعودية وإسرائيل وإيران رسائل هامة.

مرحلة تحول
وتشير ناسي لتصريحات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف الذي قال إن العالم يشهد مرحلة تحول لما بعد النظام العالمي الغربي. ونتيجة له، ادعى ظريف أن اللعبة غير المجدية المتبعة في العلاقات الأمنية سقطت، وأن" تحقيق الأمن على حساب زعزعة أمن آخرين أصبح سياسة سخيفة". ولتطوير الحوار مع دول الخليج، اقترح إنشاء منتدى يقوم على أهداف مشتركة.

ظريف لم يقنع الحاضرين
ولكن الكاتبة لفتت لفشل ظريف في إقناع الحاضرين برؤيته للأمن والاستقرار في المنطقة، وخاصة في أعقاب تجارب أخيرة أجرتها إيران على صواريخ باليستية. وفي نفس السياق، أشار وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى أنه "ولأول مرة منذ 1948، تعتبر دول عربية أن إيران وحلفاءها يمثلون أكبر تهديد للأمن في المنطقة، وليس إسرائيل".

سياسات طائفية

وفي المقابل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن سياسات إيران الطائفية في المنطقة أضرت بشدة بالاستقرارالإقليمي، وإن إيران قامت بمحاولة خطيرة لتحويل سوريا والعراق إلى دول شيعية. وأما وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، فقد اتخذ موقفاً أكثر تشدداً عندما وصف إيران بأنها "أكبر داعم للإرهاب"، ومعلناً أن كون إيران هي الدولة الوحيدة التي لم يستهدفها تنظيم داعش "أمر مثير لتساؤلات".

رسالة مشابهة

وتقول ناسي إن ما استرعى الانتباه في مؤتمر ميونيخ، صدور تصريحات مشابهة عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثناء زيارته للبحرين وقطر والمملكة السعودية، إذ وجه انتقادات شديدة لسياسات إيران الطائفية، متهماً إياها بمحاولة تقسيم سوريا والعراق، مضيفاً أنه من الضروري وقف نشر "القومية الفارسية". وتشير الكاتبة لزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني الأخيرة للكويت وعمان، والتي تزامنت مع زيارة أردوغان للمنطقة، كمؤشر واضح على قيام صراع إقليمي لكسب حلفاء.

رد سريع
وفي الوقت نفسه، تلفت ناسي إلى مسارعة إيران إلى الرد على تصريحات تركيا القاسية، إذ قال متحدث باسم طهران: "لقد تحلت إيران بالصبر حيال تركيا. ولكن في حال تكررت تلك التعليقات، فإنها لن تقف صامتة، وسترد بنفس الأسلوب".

وكان متوقعاً مع وصول دونالد ترامب إلى السلطة في أمريكا أن تتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة موقفاً صارماً حيال إيران. كما تشارك تركيا اليوم في تحالف يضم دولاً عربية سنية هدفه مقاومة الهلال الشيعي. وسواء أكان ذلك في سوريا أو اليمن، فإن تركيا تشارك السعودية سياستها، رغم موافقتها على بقاء بشار الاسد في السلطة نتيجة تقاربها مع روسيا.

استغلال خلاف

وعند هذا المنعطف، تلفت ناسي لمحاولات تركيا استغلال خلاف بسيط جرى بين القاهرة والرياض، لتعزيز نفوذها الإقليمي. وضمن هذه التطورات، تلعب إسرائيل دور الجسر، وحيث تشترك مع مصر في مواجهة تهديدات أمنية كوجود حماس في غزة أو داعش في شبه جزيرة سيناء، ما يساعد على قيام تعاون بين البلدين.

تعاون
وفي ذات السياق، ترى ناسي أن سياسة إدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط ستقوم، بصفة عامة، على التعاون مع دول تستطيع إحداث توازن مع إيران. وستضطر تركيا، في نهاية المطاف، لأن تأخذ في الاعتبار مختلف التوازنات في تعاملها مع إيران، وما يتعلق بعلاقاتها مع جيرانها، ومساوماتها بشأن مستقبل سوريا.

موقف صعب
وتبعاً له، من المتوقع أن تجد أيضاً تركيا نفسها في وضع أكثر صعوبة في ظل اشتداد حدة الخطاب تجاه إيران. وتختم ناسي رأيها في القول إنه وسط كل تلك التطورات على الساحة الخلفية، وتضافر جهود الأطراف في الشرق الأوسط، تبقى المسألة رهناً بالمقاربة التي سيعتمدها ترامب حيال الصفقة النووية مع إيران.